لا ترجوا من العبادي خيرا فهو من نفس وسطنا – الخايس – والمظاهرات لا تجدي نفعا
د. نوري خزعل صبري الدهلكي
من العبث ان تأملوا ان يغير العبادي وغيره هذا الواقع الفاسد الذي نعيشه , سرقة المال العام , فساد يضرب كل مفاصل الدولة , رشوة ومحسوبية , فقر , بطالة وجوع , فكيف لرجل لا يملك مقومات القائد الشجاع ان ياخذ على عاتقه مسؤولية تحقيق ثورة الشعب وهو ما جاء الى سدة الحكم الا من خلال توافق سياسي اطمأن الجميع على ان وجوده سيمثل صمام الأمان لتحقيق طموحاتهم ولا يكون معرقلا لمكاسب يغنموها من كعكة السلطة كما أطلقوا هم انفسهم على استلامهم لمقاليد الحكم ولم تكن همومهم كيفية خدمة هذا الشعب البائس .
أذكر في اول انتخابات حدثت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي اختار معظمنا قائمة الاسلامويين ظنا منا انهم سيكونون البديل الشريف والأمين على مصالح الشعب ظنا منا اننا سنجد عفة علي وعدل عمر وزهد الصديق, فقمنا وكثيرون منا من غير الاسلاميين باختيار قائمة 555 علامة الشمعة اعتقادا انهم هم الامناء على الشعب وامواله واحلامه بعد ان اذاقنا العروبييون مر الحياة وشظف العيش فاذا بالقائمة 555 اتعس من قائمة سعدي الحلي واذا بهم أتعس من ابي جهل ويزيد وكل منهم صار الف ابا جهل والف يزيد وغرقوا في دنيا هارون بعد ان كانوا يعيبون على دنياه .
وبعد سنوات عجاف وبعد أخذ ورد وتدخل المرجعية ودول الجوار , ايران , تركيا , السعودية , قطر بل وربما حتى موزمبيق وجزر القمر اختاروا لنا العبادي ليكون بديلا عن الفاشل المالكي , ولكن هل بمقدور العبادي ان ينقذ العراق مما أوصلوه له, نفس المجاميع التي ينتمي اليها والتي وضعته بارادتها ممثلا وخادما لمصالحها , لقد جاء مصابا بنفس الأمراض التي يحملها من نصبه علينا فكيف لعليل ان يشفي سقيم .
المظاهرات اسلوب واهن وغير نافع ولا يمكن ان يأتي اكله مع هؤلاء اللصوص والمستميتين في الحفاظ على مصالحهم ونهبهم لأموال الشعب وما نحتاج اليه هو ثورة عامة شاملة تقلع جذور الفساد كله , كل الاحزاب الدينية شيعية وسنية وكل من ركب موجة السلطة هذه من كل الاطياف .
ولكن هل يمكن ان يقوم العراقيون بمثل هكذا ثورة ؟
بالطبع لا لأننا شعب تعلمنا على الرضوخ للمستبد وعلى مد الرقاب , هو ليس تجنيا على شعبي , هو نفس الشعب الذي لبس السواد وشق الجيوب ووضع الطين على الرؤوس حين تم قتل ملكنا غازي رحمه الله ونزل اهل العراق الى الشوارع باكين يصرخون – أويلي عالوزارة شلون غدارة كتلوا ملكنا وكالوا السيارة – ونحن نفس الشعب الذي قتل وسحل ابنه الملك فيصل الثاني ورقصنا على جثث العائلة الملكية , نحن نفسنا من صدحت حناجرنا – ماكو زعيم الا كريم – ونفسنا من رقص لقاتله عبد السلام وغنينا له بطلا قوميا , ولا ننسى ما كنا نفعله من رقص وغناء مجنون عندما يطل صدام في الساحات وكيف كان شعبنا يلثم اثار اطراف اقدامه على الارض ونفس هذا الشعب هو من رقص على جثته وبصق على وجهه , وليس بعيد عنا مختار العصر المالكي كما اطلقوا عليه وبعد ان تم ازاحته بصق العراقيون على صوره واشبعوه رجما بالاحذية .
فكيف نتوقع من ذيل المالكي الان ان يصلح ما افسده اربابه
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وصدقا نحن نستحق ما ال اليه حالنا لاننا كفرنا بأنعم الله فحق علينا قول الله تعالى :
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ – النحل 112
لا اغالي حين اقول ان الله البسنا لباس الجوع والخوف لاننا كفرة فجرة , بتنا لا نرى الا أنفسنا , لا نعرف معاني التضحية والايثار بل اصبحنا اكثر انانية من اي وحش كاسر جائع لا حرمة عندنا لجار , فقير , يتيم , ارملة ولا لطفل جائع ولا حرمة لأمراة نتطلع الى ثوبها الممزق لنرى اجزاء جسدها العاري فنتللذذ برؤية لحمها البارز للعيان كأي ذئب يتفرس في جسد يشتهي التهامه
بل بتنا من شدة أنانيتنا ونرجسيتنا اننا لانرى من يستحق رحمة الله غيرنا , فنحن احباب الله واولياء الله ونحن المسلمون وحسب ووضعنا غيرنا في ترتيب الكفر والزندقة , فانظروا الى بقية الأمم سترون اننا الكفرة الفجرة
يا أهل العراق لا ترجون من الحافي نعل