لا إصلاحات على قمامة سياسية
.
لم يلتفت معظم الساسة، الى الرسائل التي تركها الشهداء، وكان في قلوبهم أمانيّ تعتصر قلوبه الى حد الغصة، وحلم أكبر أن يلتقي رفاقه في جنان الخلد، ويحقق نصراً يدفع عن العراق غمامة الإرهاب السوداء.
ترك معظم الشهداء عوائلهم بلا مآوى، ولا مصدر رزق أنقطع برحيل؛ وجه رسمت تجاعيده ويلات السنين، وتششق كد الفاقة الى حرارة السلاح.
من حق ذويه أن يتسألوا: من أين حصل الساسة على هذا الثراء؟! وهم من كان يسكن بيوت الطين، ويشرب مياه الأهوار الآسنة؟! وبأي طريقة مُسحت ذاكرتهم؛ فتنكروا لرفاقهم وماضيهم، وجياع تعلقت بهم آلمالهم؟!
مشكلة الساسة أنهم لا يتمالكون أنفسهم أمام المال، ولا يبالون بالبذخ والقصور والإمتيازات، ولا يتنازلوا عن طبقية لا يناسبها الجلوس مع مواطنيها، ولا يملكون وقتاً للإلتفات الى هموم الشعب، وهم مشغولون بالصفقات وعقود الإستثمارات الفارغة، وبيع أرض الوطن، والإستيلاء على القصور، وغسيل الأموال وتزوير الكتب الرسمية، والسفرات والذهاب للحج، وشباب بين شهيد وبين مهاجر، وأبنائهم يجوبون عواصم العالم؟!
طرح أحد الكتاب العراقيين قبل أيام، فكرة قد تكون الأولى من نوعها، وهي أن لا نفكر كثيراً في محاسبة الفاسدين، وماذا ينتفع الشعب في مسؤول سجين، وبالفعل قد يكون سجنه شكلياً ومخدر موضعي على جزء من آلامنا، ويضيف أن نسترجع كل الأموال ونجرد موجوداتهم بعد 2003م وتُعاد للدولة، ونقول لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء.
يتحدث التاريخ عن الطلقاء، وماذا فعلوا بالتاريخ والإنسانية، وكيف كانت لأياديهم الخبيثة أثر في تحريف مسارات الدين الحنيف، رغم أن مصلحة الأمة كانت تتطلب ذلك، والفعل من رسول كريم ذو خُلق عظيم؛ إلاّ أن هؤولاء لم يعرفوا لتلك الرحمة معنى، ولم ينسلخوا من إنحراف إنغمسوا فيه، وجرب العراق في تاريخه المعاصر تجربة “عفا الله عن ما سلف”، فأورث البعث والدكتاتورية والقمع وإنهار دماء، منذ اللحظة الأولى التي خرجوا بها من أبواب السجون.
ربما لا ينفعنا سجن الفاسدين إقتصادياً وأمنياً، وربما نُريد تجاوز عقدة الحاضر الى القفز الى المستقبل بأقل الخسائر، لكن كيف لنا التخلص من ذلك الأخطبوط الذي طوق جسد الدولة، ونظم مافيات كبيرة لها القدرة على إفشال أي مشروع وطني للبناء بما فيها الإصلاحات المرتقبة التطبيق، وكيف نتخلص من أخطارهم وقد إرتبطت أجنداتهم بمشاريع دولية حطمت العراق وشعبه نفسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ووطنياً، ومن أين نحصل على الأموال كي نستردها، وهي بأسماء وهمية وعائلية، وبعضها ذهب لليالي الحمراء؟!
التفكير الواقعي أن لا يذهب من نهب أموال العراق طليقاً، وهناك أيتام بلا سكن ولامصدر رزق، وإجتثاث البعث والسلطوية لم تكن أخطاء، بل الكارثة عندما ناصفهم السلطة بعض مجاهدي الأمس؟!
رسائل الشهداء لا تدع مجال للتهاون مع الفاسدين، والحقيقة تقول أن الإرهاب لم يكن بتلك القوة؛ لولا وجود سراق تنازلوا عن مبادئهم، وأقل ما يمكن به إنصاف الأمهات الثكالى أن لا ندع رأساً كبيراً يتنفس الهواء، وأقل حكم بمنظور العقلاء؛ أن يكون الفاسدين على بساط الفقر مكبلين بجرائم من صنع أيديهم، والحقيقة لا تحتاج الى وضعهم فيها، وهم على يقين بجريمهم، ولا إصلاحات على قمامة سياسية؛ أعادت العراق الى عصور الجاهلية.
.
لم يلتفت معظم الساسة، الى الرسائل التي تركها الشهداء، وكان في قلوبهم أمانيّ تعتصر قلوبه الى حد الغصة، وحلم أكبر أن يلتقي رفاقه في جنان الخلد، ويحقق نصراً يدفع عن العراق غمامة الإرهاب السوداء.
ترك معظم الشهداء عوائلهم بلا مآوى، ولا مصدر رزق أنقطع برحيل؛ وجه رسمت تجاعيده ويلات السنين، وتششق كد الفاقة الى حرارة السلاح.
من حق ذويه أن يتسألوا: من أين حصل الساسة على هذا الثراء؟! وهم من كان يسكن بيوت الطين، ويشرب مياه الأهوار الآسنة؟! وبأي طريقة مُسحت ذاكرتهم؛ فتنكروا لرفاقهم وماضيهم، وجياع تعلقت بهم آلمالهم؟!
مشكلة الساسة أنهم لا يتمالكون أنفسهم أمام المال، ولا يبالون بالبذخ والقصور والإمتيازات، ولا يتنازلوا عن طبقية لا يناسبها الجلوس مع مواطنيها، ولا يملكون وقتاً للإلتفات الى هموم الشعب، وهم مشغولون بالصفقات وعقود الإستثمارات الفارغة، وبيع أرض الوطن، والإستيلاء على القصور، وغسيل الأموال وتزوير الكتب الرسمية، والسفرات والذهاب للحج، وشباب بين شهيد وبين مهاجر، وأبنائهم يجوبون عواصم العالم؟!
طرح أحد الكتاب العراقيين قبل أيام، فكرة قد تكون الأولى من نوعها، وهي أن لا نفكر كثيراً في محاسبة الفاسدين، وماذا ينتفع الشعب في مسؤول سجين، وبالفعل قد يكون سجنه شكلياً ومخدر موضعي على جزء من آلامنا، ويضيف أن نسترجع كل الأموال ونجرد موجوداتهم بعد 2003م وتُعاد للدولة، ونقول لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء.
يتحدث التاريخ عن الطلقاء، وماذا فعلوا بالتاريخ والإنسانية، وكيف كانت لأياديهم الخبيثة أثر في تحريف مسارات الدين الحنيف، رغم أن مصلحة الأمة كانت تتطلب ذلك، والفعل من رسول كريم ذو خُلق عظيم؛ إلاّ أن هؤولاء لم يعرفوا لتلك الرحمة معنى، ولم ينسلخوا من إنحراف إنغمسوا فيه، وجرب العراق في تاريخه المعاصر تجربة “عفا الله عن ما سلف”، فأورث البعث والدكتاتورية والقمع وإنهار دماء، منذ اللحظة الأولى التي خرجوا بها من أبواب السجون.
ربما لا ينفعنا سجن الفاسدين إقتصادياً وأمنياً، وربما نُريد تجاوز عقدة الحاضر الى القفز الى المستقبل بأقل الخسائر، لكن كيف لنا التخلص من ذلك الأخطبوط الذي طوق جسد الدولة، ونظم مافيات كبيرة لها القدرة على إفشال أي مشروع وطني للبناء بما فيها الإصلاحات المرتقبة التطبيق، وكيف نتخلص من أخطارهم وقد إرتبطت أجنداتهم بمشاريع دولية حطمت العراق وشعبه نفسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ووطنياً، ومن أين نحصل على الأموال كي نستردها، وهي بأسماء وهمية وعائلية، وبعضها ذهب لليالي الحمراء؟!
التفكير الواقعي أن لا يذهب من نهب أموال العراق طليقاً، وهناك أيتام بلا سكن ولامصدر رزق، وإجتثاث البعث والسلطوية لم تكن أخطاء، بل الكارثة عندما ناصفهم السلطة بعض مجاهدي الأمس؟!
رسائل الشهداء لا تدع مجال للتهاون مع الفاسدين، والحقيقة تقول أن الإرهاب لم يكن بتلك القوة؛ لولا وجود سراق تنازلوا عن مبادئهم، وأقل ما يمكن به إنصاف الأمهات الثكالى أن لا ندع رأساً كبيراً يتنفس الهواء، وأقل حكم بمنظور العقلاء؛ أن يكون الفاسدين على بساط الفقر مكبلين بجرائم من صنع أيديهم، والحقيقة لا تحتاج الى وضعهم فيها، وهم على يقين بجريمهم، ولا إصلاحات على قمامة سياسية؛ أعادت العراق الى عصور الجاهلية.
واثق الجابري