صلاح بابان
من أزمات إقليم كردستان العراق إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، لا تزال جملة من الملفات المعقّدة عالقة بين الأطراف الكردية ذاتها، وبين بقية الأطراف الأخرى، ففي الوقت الذي تصر فيه القوى الكردية على اختيار محافظ كردي لكركوك وسط رفض للعرب والتركمان “تخوفًا” من عمليات “تكريد” جديدة، وعودة ما حدث مع نجم الدين كريم الذي أدخل كركوك في الاستفتاء وعامل القوميات الأخرى بـ”تمييز” واضح بحسب ممثلي عرب كركوك، فيما تقَر شخصيات كردية بارزة بضرورة الاعتراف بعدم وجود أثر لقواتها سواء كانت البيشمركة أو غيرها في تلك المناطق قبل اجتياح داعش في حزيران/يونيو 2014، ومن ضمنها كركوك.
من بين تلك الشخصيات القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ومسؤول وكالة الحماية، والمعلومات، وقائد قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق لاهور شيخ جنكي، الذي اعتبر أن المطالبة بعودة “البيشمركة” إلى كركوك هو مزايدة ومخالفة للدستور لكون هذه القوّات لم تكن موجودة أصلًا قبل “داعش”، فيما تحدّث في لقاء مطوّل مع صحيفة “ئاژانس” في عددها الـ(143) والتي تصدر باللغة الكردية، عن جملة قضايا داخل الحزب أهمها المؤتمر العام وتقاسم المناصب، وعلى مستوى الإقليم تتضمن العلاقات مع الديمقراطي وبقية القوى، فضلًا عن الملفات العالقة مع بغداد، وترجمه “ألترا عراق” فيما يلي دون تصرّف:
*ماذا سيغيّر اختيار محافظٍ كرديٍ لكركوك من وضع المدينة؟
** بكل تأكيد أعتقد أن اختيار محافظٍ كردي لكركوك سيستطيع حل جزء كبير من المشاكل، على اختلاف الآراء التي تقول بأن اختيار محافظٍ كردي للمدينة لن يساهم بحل المشاكل، وهو في ذات الوقت ضمان لشعبنا في كركوك إذا كان المحافظ كرديًا، على الأقل بإمكانه إيقاف جميع العمليات التي نشاهدها في المناطق الكردستانية من تعريبٍ وما شابه، وأيضًا اختيار محافظ كردي لكركوك سيساهم في زيادة التنسيق المشترك بين المؤسسات الأمنية التابعة لحكومة الإقليم والمؤسسات الموجودة في المدينة كما كان الحال قبل 2014، وأن يكون هناك تنسيق جيد وتبادل الثقة العالية بين الطرفين لنتمكن من المساهمة في استقرار الوضع الأمني ونحافظ عليه. لذلك أرى أن وضع محافظ كردي لكركوك سيكون لمصلحة الكرد وأيضًا لمصلحة القوميات الأخرى، لأننا عند ذلك سنتلمس نوع من الإستقرار في الوضع العام مع تراجع حادٍ في الصراع أو الفوضى التي كانت الموجودة في السابق بين الأطراف الأخرى.
*وفيما يخص عودة قوات البيشمركة والأسايش إلى كركوك، هل هناك أية مفاوضات حول هذا الأمر مع بغداد؟
**أرى أنه من الضروري أن نكون صادقين مع أنفسنا، في الفترة السابقة ومن أجل المزايدة ضد بعضنا، هناك بعض الأحزاب الكردية كانت تطالب بعدم إجراء أية مفاوضات، أو اتفاقات لحين عودة قوات البيشمركة إلى كركوك، وسمعنا الكثير من الكلام عن هذا الموضوع، لكن إذا كنا صادقين مع أنفسنا، يجب أن نعود إلى مرحلة ما قبل اجتياح داعش 2014، وكيف كان الوضع قبل 2014، وهكذا يصبح الوضع.
قبل ذلك الوقت لم يكن هناك أي تواجد لقوات البيشمركة داخل المدينة، وصحيح أن قوات الأسايش كان لها بعض المقرات داخل المدينة بالاتفاق مع المحافظ، إلا أن قوات البيشمركة كانت خارج المدينة بالاتفاق مع الأمريكيين، والحكومة العراقية كانت مسؤولة عن حماية أطراف كركوك، لكن الاختلاف في ذلك الوقت كان الملف الأمني بين الشرطة المحلية، وكان هناك تنسيق عال المستوى مع قوات الأسايش والمؤسسات الأمنية الأخرى التابعة لإقليم كردستان، وهذا ما جعل زيادة تواجد المؤسسات الأمنية ونشاطاتنا داخل كركوك، وكان يظهر أننا هناك، لكن إذا كان حسب الدستور يجب أن نعود إلى ما قبل 2014، أي قبل ظهور داعش وانسحاب القوات العراقية من كركوك، وفي ذلك الوقت دخلت قوات البيشمركة إلى كركوك.
*هل تعتقدون بأن حكومة الإقليم قادرة على تكوين تنسيق بين المؤسسات الأمنية التابعة لكردستان مع المؤسسات الأمنية في كركوك؟
** أنا أرى بأن هذا الأمر من واجب حكومة الإقليم، وأن تسعى لذلك من خلال علاقاتها مع بغداد، لكن في الماضي رأينا أنه حتى لو لم تقم حكومة الإقليم بذلك، فإن المؤسسات الأمنية نفسها سعت لإيجاد طريقة، أو وسيلة لحفظ الأمن واستتباب الاستقرار داخل كركوك من خلال إيجاد تنسيق مشترك مع المؤسسات الأمنية، وبكل تأكيد أنا أستطيع الحديث من خلال المؤسسة التي أقودها بأنه كان لنا تنسيق عالٍ جدًا داخل كركوك وخارجها مع الشرطة المحلية، والمؤسسات الأخرى التي كانت متواجدة داخل كركوك، واستطعنا خلال السنوات الخمسة عشر الماضية خلق استقرار جيد وعالٍ المستوى لمدينة كركوك ومواطنيها.
*برأيكم، هل وضع محافظ لكركوك يحتاج إلى تعويض ما حصل خلال السنوات الماضية، وأنتم كاتحاد الوطني الكردستاني هل لكم أية خطة لمراقبة ومحاسبة المحافظ والمسؤولين الإداريين الآخرين للمدينة؟
** بمنظوري الشخصي، إن الاتحاد الوطني الكردستاني بعد أن قام بهذه المعركة الكبيرة من أجل كركوك ووضع محافظ كردي لها، يجب أن لا يكون مقصرًا أبدًا هذه المرة، لا سيما بعد المرحلة الماضية كون المحافظ كان من الاتحاد الوطني الكردستاني، إلا أنه تسبّب خلال تواجده في السلطة بخلق عدة كوارث للمدينة وللاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي هذه المرة سيتحمل الاتحاد الوطني الكردستاني مسؤولية كبيرة إذا لم يقم بمراقبة بدقة أعمال وإجراءات المحافظ، وشخصيًا أؤيد بأن الاتحاد الوطني الكردستاني بإمكانه وضع عدة مستشارين لمختلف القطاعات والمجالات للمحافظ لمنعه من الوقوع في الخطأ، ومن الضروري جدًا أن تتم مراقبته كي لا يقعوا في الخطأ، بحيث أن يقوم المحافظ الجديد هذه المرة بأعمال ليس فقط لجذب تعاطف الكرد فحسب، بل أن يعمل من أجل كسب التركمان والعرب لصالحنا، حتى بوضع محافظ كردي، لا يفكر العرب أو التركمان بالوقوف ضدنا أبدًا.
*فيما يخص تشكل حكومة الإقليم الجديدة، شاهدنا أن الاتحاد الوطني الكردستاني هذه المرة وقبل الأطراف الأخرى استطاع حسم مرشحيه مع وجود إجماع عام داخل قيادة الاتحاد حول هذا الأمر. أنت شخصيًا ما هي قراءتك للوضع الراهن الجديد للاتحاد الوطني الكردستاني؟
**شخصيًا أقول، جميع أعدائنا تعرضوا لصدمة كبيرة، وبكل تأكيد ما حصل هو انعكاس للعمل المشترك خلال السنتين السابقتين داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، مع وجود نوع من التفاهم المشترك بين الأطراف التي كان يقال عنها في الماضي التكتلات، ومن هنا أريد أن أقول شيئًا، حقيقةً لا أؤمن أبدًا بالتكتلات وقد أكدتُ على ذلك في الماضي، وليس لدي أي تكتل ولن يكون لدي أيّ تكتل إن شاء الله.
*هل كان لك مرشحين لشغل الوزارات في الكابينة الجديدة لحكومة الإقليم؟
**أنا أرى بأن كل ما للاتحاد الوطني الكردستاني هو بمثابة أن يكون لي، وأنا أيضًا لكل الاتحاد الوطني الكردستاني دون أي تفرقة أو اختلاف، وكما أسلفت مسبقًا بحسب عملنا المشترك سابقًا، استطعنا تحقيق انتصار كبير جدًا والتغلب على مصاعب كثيرة، وخلال دورتين انتخابيتين مصيريتين في العراق وكردستان، استطاع الاتحاد الوطني الكردستاني تحقيق تقدم كبير جدًا، سواء كان من خلال اختيار رئيس جمهورية في بغداد ووجود التوافق والعمل المشترك داخل الاتحاد الوطني واستطعنا تحقيق نصر كبير وكسب منصب رئيس الجمهورية في منافسة صعبة جدًا في بغداد لصالح الاتحاد الوطني، في وقت دخلتا كل من إيران وأمريكا على الخط من أجل انسحاب الاتحاد الوطني، إلا أنه في الأخير فشل من راهن على أن الاتحاد الوطني الكردستاني لايستطيع أن يحسم أمره فيما يخص اختيار المرشح لرئاسة الجمهورية، شاهدنا كيف خلال ثلاث أو أربع ساعات وفي عملية ديمقراطية حرة استطعنا حسم الأمر بسرعة، وما حصل بكل تأكيد هو انعكاس للعمل المشترك الذي قمنا به خلال السنتين السابقتين داخل الحزب.
ومن هنا أحب أن أطمئنكم، بأن التكتلات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني أصبحت هشة كثيرًا، وشخصيًا أنظر إلى جميع المرشحين وكأنهم تابعين لي، وأريد أن أنبه إلى أن جميع المرشحين الذين طلبوا الدعم والإسناد مني، وقفتُ معهم وساندتهم بكل ما أملك من قوة وإمكانية، ويمكن الإستفسار منهم شخصيًا عن ذلك، والأخ قوباد طالباني نائب رئيس حكومة الإقليم، وكذلك نائب رئيس الإقليم السيد شيخ جعفر، كنت قدمتُ الدعم لهما بالكامل، بل أنا من اقترح أن يستلم السيد شيخ مصطفى منصب نائب رئيس الإقليم، وأيضًا السيدة ريواز فائق عندما كان هناك عدم التوافق حول منصب رئيس برلمان كردستان مع السيدة بيكرد طالباني، نحن ارتأينا أن تكون بالصيغة التي تستلم فيها السيدة ريواز فائق منصب رئيس البرلمان، والسيدة بيكرد طالباني التي أعلنت عن سعادتها باستلام حقيبة الزراعة من أجل الاتحاد الوطني الكردستاني.
*إلى أي مدى يساند الاتحاد الوطني الكردستاني الكابينة الجديدة، وهل عنده شروط معينة للمشاركة في الحكومة؟
**بكل تأكيد أنه قرار الاتحاد الوطني الكردستاني بأن نساند هذه الكابينة بجدية تامة، وكما تحدثنا به مع الأخوة في الديمقراطي الكردستاني، وقلنا أما لن ندخل في هذه الحكومة أو هذه المرة إذا دخلنا سنساندها 100% ونساند جميع أعمالها وبرامجها من أجل الناس. إلا أنه في نفس الوقت لنا شروط معينة، استنادًا إلى الاتفاقيات السياسية التي أجريناها مع الديمقراطي الكردستاني، بأنه لن نسمح أبدًا بأن تكون السنوات الأربع المقبلة مثل الأعوام الأربعة الماضية بأيّ شكلٍ من الأشكال، ويتم إهمال وتجاهل المنطقة الخضراء (في إشارة الى مناطق نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني)، وأن تؤخذ جميع ثروات وواردات هذه المنطقة ويتم العمل بها في مكانٍ آخر، وبالتأكيد نحن لنا شروطنا وستشكل لجنة عليا لمراقبة الوضع وهذه المرة يجب أن نعيد الإمكانيات التي في هذه المنطقة.
وهناك ضرورة لإرجاع بعض الصلاحيات إلى “المنطقة الخضراء” لعدم عودة جميع نشاطات ومطالب المواطنين إلى أربيل وتأخير معاملاتهم، للتسهيل على المواطنين إجراء وإكمال معاملاتهم الإدارية، وهذا كان أحد الشروط الأساسية الذي ناقشناه بجدية مع الأخوة في الديمقراطي الكردستاني، وسنؤخذ نحن دور المراقب ويجب أن نسعى خلال السنوات القادمة لرفع الغدر الذي حصل وتصحيح ما حصل، وكذلك العمل لإعادة تنشيط هذه المنطقة، وخصوصًا السليمانية وكرميان وحلبجة، وشخصياً متأكدٌ بأننا كاتحاد الوطني الكردستاني سنكون مراقبًا جيدًا لفقرات الاتفاق الذي حصل بيننا وبين الديمقراطي الكردستاني.
*هناك رأيان مختلفان لدى المواطنين فيما يخص مرشحي الكابينة الجديدة، البعض يقول إنهم بالغون من ناحية أعمارهم وفي حياتهم الخاصة تجاربهم أكثر، فيما يقول الرأي الآخر إن المرشحين بشكل عام تجارب عملهم لا تنسجم مع المجالات التي مُنحت لهم؟ أنتم في الاتحاد الوطني الكردستاني هل لديكم تقييم معين لمراقبة الحكومة الجديدة ووزرائها؟
** فيما يخص المرشحين، نرى بأن التغيير ضروري في بعض الأحيان، وشخصيًا أرى بأن جميع المرشحين لكل شخصٍ منهم تجاربه الخاصة، ولهم تجاربهم الحياتية الخاصة، وشخصيًا أؤمن بأهمية التجارب في المجالات المتعددة والمختلفة وسيكون لها انعكاس على الأعمال في المناصب التي سيحصلون عليها.
بكل تأكيد نحن قررنا أن نكون مراقبين جيدين لجميع أعمال الكابينة الجديدة، وأن نراقب جميع أعمال ونشاطات جميع الوزراء والمسؤولين الذين سيتسنمون المناصب الجديدة، وستكون هناك عقوبة ومكافأة أيضًا، تلك العقوبة والمكافأة التي لم يكن لها أثر في الاتحاد الوطني الكردستاني منذ زمن بعيد، إلا أننا نعمل في الوقت الحالي لإعادة إحيائهما، وقد أكدنا في اجتماعات المكتب السياسي بأننا حددنا سنةً واحدةً لمراقبة أعمال الشخصيات التي تمثل الاتحاد الوطني الكردستاني في الحكومة الجديدة، وبعد سنةٍ واحدة سنقوم بتقييمهم ونتابعهم، ومن لم يستطيع إنجاز أو تقديم أداء جيد لمصلحة الشعب، مع تسجيل ملاحظات حول أدائهم ونشاطاتهم، بكل تأكيد احتمالية إبعادهم من مناصبهم واردة جدًا.
*لنتحدث قليلًا عن عقد المؤتمر، هل هناك أي أمل أو خطة ومشروع لعقد المؤتمر الرابع للحزب، وهل سيكون بإمكان هذا المؤتمر خلق نوع من التناغم بين تطلعات الجيل القديم والوجوه الجديدة داخل الحزب؟
**المؤتمر أمر حتمي وقطعي بحت، وليتمكن الإتحاد الوطني الكردستاني من الاستمرار في مسيرته، عليه عقد المؤتمر خلال الأشهر الخمسة أو الست المقبلة، وإلا أنه سيتعرض لكارثة كبيرة، مع التأكيد على أن المؤتمر لن يكون من أجل تصفية الحسابات، بل من أجل أن نتمكن من التجديد في الحزب، وندفع بالوجوه الجديدة، مع إجراء تغيير في النظام الداخلي وهيكلية الحزب، وإذا نظرنا إلى ما قمنا به نحن الوجوه الجديدة مع الجيل القديم خلال السنتين الأخيرتين من العمل المشترك، بكل تأكيد قمنا بخطوات جيدة جدًا مع خلق نوع من التفاهم العالي جدًا، وبإمكان ذلك أن ينعكس على المؤتمر، مع بقاء البعض من الجيل القديم، وأما من لن يبقى، القرار لهم أما أن لا يخرجوا من المؤتمر ويجب أن تحترم مسيرتهم ونضالهم وتحديد ثقل لهم ويتم استشارتهم نظرًا لكونهم أصحاب تجارب سابقة، وبالتالي بكل تأكيد نحن نتجه نحو عقد المؤتمر وإجراء مؤتمر ناجح للاتحاد الوطني الكردستاني، نعيد توازن القوى إلى داخل إقليم كردستان.
*ما هي قراءتك لعلاقات الاتحاد الوطني الكردستاني في الوقت الحالي مع الديمقراطي الكردستاني؟
**للأسف أنا أقول، تعرضت العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني إلى الكثير من المطبات والصعود والنزول، ومن هنا لا أريد الغوص في حيثيات من يتحمل مسؤولية ذلك، أو أيّ الطرفين مذنب أكثر من الطرف الآخر لخلق الإشكاليات التي واجهناها، إلا أنه لو نظرنا إلى ماضينا، فان الاتفاقية السياسية بين الحزبين حققت الكثير من الرفاهية لشعبنا، لكن بعد ذلك التوازن غاب عن الاتفاقية تمامًا، وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
وشخصيًا أرى حتمية العمل المشترك بين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، ولا يستطيعان العمل بدون بعضهما، لاسيما في وقت نرى بأن جميع الصراعات الدولية والإقليمية موجودة على أرضنا، وإذا لم ننتبه إلى ذلك مع الديمقراطي الكردستاني سنتحمل المسؤولية الكبرى نحن قبل جميع الأحزاب الأخرى، وتقع مسؤولية كبرى على عاتقنا، وأيضًا سنضع هذه التجربة تحت المخاطر إذا لم نتعامل بعقلانية مع بعضنا، وننظر إلى أنفسنا بأنه بإمكاننا التحكم بجميع الأحزاب الأخرى، وأن إعادة التوازن بيننا ضروري جدًا، ويجب إعادة هذا التوازن لتطوير هذه التجربة، والحفاظ عليها، وكذلك لتحقيق الرفاهية لحياة المواطنين وتحسين معيشتهم، وهذا أمر حتمي، والاتحاد الوطني الكردستاني يعمل في الوقت الحالي على هذا الأمر لإعادة هذا التوازن والأخوة في الديمقراطي الكردستاني يجب أن يتقبلوا ذلك برحابة صدر.
*ما هو مستوى ووضع العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير؟
** أقولها وللأسف، أنه بعد رحيل السيد نوشيروان مصطفى، قطعنا خطوات جيدة لنتمكن من تطبيق وتنفيذ الاتفاقية السياسية بيننا، إلا أنه لم يحصل ذلك بسبب وجود أيادٍ من داخل الاتحاد الوطني، وأيضًا من داخل حركة التغيير وكذلك أيادٍ خارجية، وبمنظوري لو طبّقت الاتفاقية ما كانت نتائج الانتخابات بهذا الشكل، بحيث لم يتمكن أي طرف من فرض نفسه على الطرف الآخر، وفي هذه الحالة الحزب الديمقراطي الكردستاني كان هو الرابح الأكبر، وأما الأحزاب الأخرى فكلها خسرت، ومن ضمنهم حركة التغيير والاتحاد الوطني، وعدم تطبيق الاتفاقية بكل تأكيد لم تكن حالة إيجابية أبدًا، لكن في الوقت الحالي عيني على أن نسعى من أجل إعادة تفعيل هذه الاتفاقية بعد تشكيل الحكومة أو نجري اتفاقية جديدة.
وعليه بعد تشكيل الحكومة ومن خلال الزيارات الرسمية، أن نذهب إلى طاولة المفاوضات من أجل أن تكون السليمانية وهذه المنطقة أكثر استقرارًا وتشهدُ تطورًا وانفتاحًا أكثر في نفسها.
*آخر سؤال متعلق بالوضع الأمني والحديث عن الهجمات الأمنية التي يمكن أن ينفذها داعش والمجاميع الإرهابية سواء كان على إقليم كردستان أو المناطق الكردستانية، وكذلك عن احتمالية وقوع المواجهة بين إيران وأمريكا؟
**لم تنته بعد وجود المخاطر على الإقليم، وعدم حصول انفجارات في هذه المدينة أو المناطق الكردستانية ليس بالضرورة أن يعني عدم وجود نية لزعزعة الأمن في هذه المناطق. ومن هنا أريد أن نشكر جميع القوات الأمنية من قوات الداخلية والأسايش ومكافحة الإرهاب والمؤسسات الأمنية الأخرى، إلا أنه يجب أن لا نجعل ذلك مثل المزايدة ونبيعها على المواطنين، لأن ذلك هو من واجب المؤسسات الأمنية، وبكل فخر واعتزاز أستطيع القول إننا وبالرغم من الإمكانيات القليلة مع تعرض حكومة الإقليم للأزمة المالية التي انعكست سلبًا على المؤسسات الأمنية، إلا أننا لم نمل من ذلك وضحينا كثيرًا، وبالجهود الجبارة لمنتسبي المؤسسات الأمنية استطعنا حتى الآن تحقيق استقرار أمني كبير لإقليم كردستان، إلا أنه في نفس الوقت يجب أن يعرف كافة المواطنون أن هذا لا يعني عدم وجود أي خطر على الإقليم، وليس يعني أنه لا يوجد أي أعداء ضدنا، بل أرى العكس بأن أعدائنا أصبحوا أكثر من حولنا لتخريب هذه التجربة الحية، لكن في نفس الوقت مساندة المواطنين للقوات والمؤسسات الأمنية في زيادة تامة يوم بعد آخر، والمؤسسات الأمنية تعمل وتتعامل بخبرة وتجربة أكبر من قبل لمواجهة أي تهديدات أو مخاطر تهدد أمننا واستقرارنا.
وفيما يخص الصراع الإيراني الأمريكي سيكون له انعكاسات كبيرة، وسيشكل خطرًا على إقليم كردستان، لذلك نحن ندعو بأن لايحصل أية مواجهة بين أمريكا وايران، لأنه لو حصل ذلك سيكون له أضرار كبيرة على منطقتنا، ومنها الأضرار البشرية والتجارية والاقتصادية والأمنية، عندها لربما الكثير من الجماعات الأخرى تستخدم لمصالحهم وفيما يتعلق بمشاكلهم على أرض كردستان.