***كُنْ عِطْرَ وَرْدٍ أَنْتَ تَعْشَقُهُ***
كُنْ عِطْرَ وَرْدٍ أَنْتَ تَعْشَقُهُ
فَالْوَرْدُ يَفْنى وَيَبْقى الْعِطْرُ لِلْأَبَدِ
وَكُنْ جَميلًا بِأَفْضالٍ تُقَدِّمُها
لا بِالْمَساحيقِ تُخْفي مِثْلَبَ الْجَسَدِ
فَاللَّيْثُ ياصاحِ مَهْما كانَ مَنْظَرُهُ
سِحْرًا يَموتُ وَتَبْقى بَسْمَةُ الْأَسَدِ
غَرَسْتُ زَهْرًا فَصِرْتُ الصُّبْحَ أَرْقُبُهُ
وَأُغْدِقُ الْماءَ حَتَّى صارَ ذا عَمَدِ
فَالزَّهْرُ إِنْ كانَ دونَ الْعِطْرِ نَرْفُضهُ
كَالْمَرْءِ مِنْ غَيْرِ أَخْلاقٍ بِلا أَحَدِ
عَطِّرْ فُؤادَكَ بِالْأَخْلاقِ تَحْمِلُها
وَاتْرُكْ قُلوبًا تُصيبُ الْغَيْرَ بِالنَّكَدِ
دَعْ عَنْكَ غِلًّا وَأَحْقادًا بِها أٌلَمٌ
هِيَ الْحَياةُ جَمالٌ رَغْمَ سوءِ غَدِ
وَافْرَحْ وَعِشْ في نَعيمِ الْحُبِّ تَبْسُطُهُ
لا تَبْخَسِ النّاسَ حَقًّا قَلَّ مِنْ حَسَدِ
حَياتُنا مِثْلُ حَرْبٍ نَحْنُ بَيْدَقُها
وَالْجَيْشُ يَحْتاجُ كُلَّ الْعَوْنِ وَالْمَدَدِ
حَرْبٌ وَلَكِنْ بِنَشْرِ الْخَيْرِ في فِئَةٍ
تَهْوى شُرورًا وَتَنْسى قيمَةَ الْعَضُدِ
طيبُ الْحَياةِ بِنَفْسٍ كُلُّها أَمَلٌ
والْحُبُّ فيهِ الدَّواءُ الْعَذْبُ لِلْكَمَدِ
كَالرَّمْلِ يَنْسابُ عُمْرُ الْمَرْءِ مِنْ يَدِهِ
يا سَعْدَهُ مَنْ يَعيشُ الْعُمْرَ في رَغَدِ !
لطيفة تقني/المغرب