كُـنْ صديقي
كُنتُ في رَحَمِ الحياةِ المُظلمة
أسمعُ الأصواتِ لكن مُبهمة
وأغاني أُمي كانت مُلهِمـة
وحكاياتِ أبي والتمتمـة
كُنتُ أصغي لحواراتٍ تدور
عن صديقٍ وأنا في ذلكَ البيتِ أدور
وأبي يحكي لأُمي بسرور
كانَ يُسميه صديقي الصبور
رِحتُ في ظُلمَةِ بيتي أرسِمُه
أكتُبُ الشِعرَ بحُبٍّ أنظِمُه
كَم تَخيلتَ شِفاهً مَبسمه
وعلى كُل الخلايا أكتُمُه
حينَ حانَتْ ساعةُ مولدي
وتدافعتُ للُقيا والدي
لأرى كيف يقولَ جئتني يا ولدي
وأرى فرحته حينَ يقول سَندي
أسفي كانت الدايةُ تسحبني بقوة
وصُراخاتٌ تُناديها برفقٍ لا بقسوة
ضربتني الدايةُ ، خرجَتْ من عيني رغوة
لم أراهُ دَمَعَتْ عيني وسَبَيْـتُ الأبوة
غسلوني ألبسوني من ثيابٍ إشتراها
وأنا أبكي على صدرٍ لروحي قد حواها
هزني صوتُ أبي قُلتُ جاء لِيراها
شالني قبلني فتبسمتُ وقبلتُ الشفاها
ما تخيلتُ صديقي ضمني بين الضلوع
هكذا الإنسانُ ظناناً تمنيتُ الرجوع
كان يبكي فرِحاً وتغسلني الدموع
أنا أبكي قسوةَ القلبِ بعدَ الطلوع
يا صديقي يا أعزَّ الناسِ عُذراً
فلقد خُنتُك يا مَن تُنادينيَ بدراً
قالَ لا بأسَ فما ظنيتَ جهراً
كُلُنا ظنٌّ وما في ذلكَ سِـرَّاً
كُنْ صديقي يا أعزَ الناس
يا مَنْ أسميتُكَ دوماً أبَتـي
كُـنْ صديقي
ريــاض جـــواد كشكــول