كيلا مير ئه تله س
هذه الحكاية حدثت قبل ظهور الشيخ عدي ويقال حدثت قبل 1200سنة لان الشيخ عدي هو الذي كرم هذه الفتاة التي كانت فائقة الجمال والقامة وذات الخلق والروح النقية واسمها كيلى بهذه الابيات الدينية الايزدية والرجل الزاهد والتقي مير ئه تله س الذي كان رجلا ميسور الحال ومن طبقة البير الايزدية في سهل دوبان الواقع بين نهر دجلة وامارة ايزدخان وكان يعمل في التجارة وكان متزوجا واسم زوجته خنسي. و في احد الايام طلب من ابن عمه واخيه الاخرة وبعض رفاقه ان يذهبوا الى التجارة في الزوزان التركية وفي المساء وصلوا الى ينبوع ماء فقرروا ان يبقوا ليلة في ذلك المكان وقد راى الامير اتلس قبة ومزار من مسافة ليست ببعيدة فاخبر زملائه بانه سيذهب ويتحقق من المزار وقد يتاخر وعند وصوله هناك وجد رجلا عجوزا ذو لحية بيضاء فزار القبة وسلم على الرجل المشرف على المزار وتبين انه ايضا من طبقة البير الايزدية ومن اهل مدينة ميرسين وهي مدينة تجارية كبيرة تطل على البحر المتوسط وسميت بهذا الاسم في العصر الروماني ويقال انها سميت بهذا الاسم نسبة الى نبات مرسين الذي يكون دائم الخضرة اما في العهد الاغريقي فكانت تسمى زيفيرون وهي مدينة عريقة في التاريخ واحتلت من قبل العثمانيين سنة ١٤٧٣ م و تقع في جزيرا بوتا التركية وكان سكان تلك المناطق ايزديين قبل الابادات العثمانية ودعا الكاهن الامير اطلس ليكون ضيفه وفي الليل تبادلا الحديث وقرر الرجل ان يعطي بنته كيلي للامير اطلس,وفي الصباح رجع الامير اتلس مع الفتاة الى اصحابه وطلب من ابن عمه واخيه الاخرة ان ياخذوا الفتاة الى بيته وان يرجعوا بعد ذلك .ولما دخلوا البيت سالتهم زوجة الامير اطلس عن الفتاة فقالوا انها خطيبته وسيتزوجها عند رجوعه من التجارة ورجعا الى زوزان . وكان في بيت خنسي احد الخدام وكان خبيثا وقال لها اذا تزوج الامير من هذه الفتاة الجميلة فلن يبقى لك مكانة وكلام في القصر وانا ايضا سافقد عملي لذا من الافضل ان نتخلص منها قبل رجوع الامير وقررا ان يعطوها فنجان قهوة مسموم وقد عرفت الفتاة بخطتهما ومع ذلك شربت القهوة لكونها غريبة وان الامير تركها بين هكذا اناس اشرار وبقت في الفراش 10 ليالي في فصل الصيف وتوسلت من احد الخدم ان يوصل رسالة كتبتها للامير وذهب المرسال وتوفيت الفتاة في اليوم الثامن عشر ولم تقبل زوجة الامير خنسي ان يدفنوها في مقبرة مدينتهم لذا بادر جماعة خيرة من عشيرة القايدين ان يدفنوها في قرية سينا في مقبرة الغرباء وكانت تسمى دير زه مبوور وحاليا تسمى مقبرة شمسي بيرا ويؤكد اهل المنطقة بانه بعد دفن الفتاة نبتت نبتة لم تكن موجودة في المنطقة ونبتت فقط قرب قبرها ولذا سميت نبتة كيلاخ اي من تراب قبر كيلي .وعند وصول الشخص اعطى الرسالة بيد الامير الذي قرئها وقال: اتاني مرسال من السنام مررد ا في الطريق الكلام يا كيلى قطعوا عنا طرق الوئام
قد اتاني عن غفلة مرسال بالطريق نطق باسوء اقوال دمعوع حبيبتي على الخد تسال
اتاني رسول من الديار رسالة كيلى فيها الاخبار بمضمونها وقطرة الدم انا محتار
لاحظت في الرسالة أسوء نبأ وشجون حبيبتي كيلا مسودة الحواجب والعيون وحواجبها كأنها رسمت بقلم وفنون وأسفاه في عتمة القبر والحجر مدفون
ورجع الامير في ارتباك الى البيت وسال عن حال خطيبته فقالت خنسي ان الفتاة توفيت وتم دفنها في سينا ولم تخبره عن سبب وفاتها فلم ينزل الامير من فرسه وذهب الى سينا يسال عن قبر حبيبته وبعد ان اصبح قريبا من المقبرة انشد يقول:
ذهبت الى دير زمبوور وذاك المزار
ورايت الحدود وميزت ذاك الجدار
من قبر الغرباء ينبعث الضوء والانوار
لذلك القبر في سينا ذهبت
ومن اهل القرية سألت
عن قبور الغرباء أستفسرت
قال لي سدن المزار :
يا امير اول قبر مبين
ستصل اليه في الحين
فيه كيلا فاتنة ميرسين
فتحت باب القبر المنشود
ميزت الجدائل و الزنود
من غبار القبر شحب وجهها و اصابه الجمود
انا فتحت ذلك القبر
لجميلتي امعنت النظر
بدا وجهها غريبا عني لم اعرفه بسبب غبارالقبر
رفعت الاحجار وشاهدا القبر
ولزينتها وعيناها امعنت النظر
وأسفاه لعيون فقدا الكحل والسحر
اين محرمة رأسك المصنوعة في الشام
ندائي لله رب الرحمة والحق والسلام
ان ينزل الملاك جبريل العالي المقام
ويدخل الروح لذلك الجسد والعظام
يا ربي بيدك الامر والقرار
ارسل روحها مع جبريل الى الجوار
ليبدا الامير بالسؤال والاستفسار
ها كيلي يا ذات الوجه الاحمر الجميل
احلفك بالله الواحد القادر الجليل
كيف لموتك بهذا الغموض والتضليل
قالت حبيبته كيلى :
يا امير قد ارسلتني دون معرفة و امعان
وجعلتني اعبر مياه الجداول والوديان
وسلمتني لاشخاص ظلام وفاقدي الايمان
جعلتني اصاحب ظلام الناس
أسقوني السم ومرارة الكأس
شربتها بسبب الغربة و اليأس
يا امير من الصيف ثمانية عشر من ليالي
كنت مطرحة في الفراش وبائسة احوالي
من الضيم لم ارى قريب بالدم من الاهالي
وبامر ومشيئة الله اخذ الامين جبريل روح حبيبته كيلي مرة اخرى ولذلك اعاد الامير التراب على جسد حبيبته وهو يعمل ويقول:
يا حجرا فوق حجر
احلفك بالرب الاكبر
ان لا تزيل جمال وزينة ولون الخزامة ألاصفر
حجر يا حجر على صدرها
احلفك بميزان العدل وربها
ان لا تزيل زينة وذهب الخزامة وجمالها
كمصيبة الفاتنة كيلا الامير اتلس
يا ربي ان لا يراها احد من الناس
قد كانت كيلى اميرة وذات احساس وقد اكتفيت من خنسي و اليأس
وبعدها رجع الامير حزينا الى بيته وهنا ايضا تختلف الاقوال فالبعض يقول انه طرد زوجته خنسي من البيت وعاقب الخادم والبعض يقول انه بعد رجوعه الى البيت توفي بعد بضعة ايام ولكن دفن في مدينته وليس بالقرب من حبيبته كيلى .
شكر خاص :
١.شيخ دشتي الشمساني لسرده للحكايةشفويا
٢.الاستاذ كوفان ريسان حسن لارسال مقال والده المرحوم ريسان الذي نشر باللغة الكردية هذه الحكاية وعلى لسان الشيخ دشتي
الصور:
١.قبر كيلا في سينا ٢. سهل دوبان ٣.مدينة مرسين في الخريطة ٤. نبتة مرسين ٥.نبتة مرسين ٦. اثار مدينة مرسين
د.خيري الشيخ المانيا/15-1-2021