كيف السبيل لبناء دولة ؟
فريد حسن
الدولة تقوم على اركان وثوابت دستورية وليست على افكار واتجاهات شخصية او حكم فردي ليتحول الى صنم وهُبل ليُعبد كما الحال في عراقنا اليوم وان ما اذهب اليه متأت من يقين ومستمد من التجربة الغير ناضجة في ادارة الدولة العراقية وبالاخص بعد عام الاحتلال البغيض ولاننا نبغضه لانه دمر اسس واركان الدولة وفسح المجال للدكاكين السياسية لتمرير مخططاتها الكتلوية والحزبية والطائفية والمذهبية والاثنية ليبعد الوطن من الضمائر وليؤسس للانتقام وتفتيت المجتمع كي يسهل عليه عملية تنفيذ ماربه وافكاره المسمومة المنطلقة من مصالحها الخاصة لان المستعمر يرى في تفتيت اللحمة الوطنية لآي شعب انتصارا لمنهجيته العدوانية وليقف هو موقف المتفرج ومن ثم الشريف الذي لايضاهييه شرف للتدخل في معالجة الازمات التي اختلقها ومن ثم ليصفق له العملاء ويعتبرونه المنقذ .
ان الازمات التي عصفت بالبلد كانت نتائج لمقدمات الاحتلال التي عملت منذ البداية لرسم خارطة الاختلال في التوازن السياسي للاحزاب والتكتلات السياسية واليوم يدفع ابناء العراق مقدمات نتائج هذا الاختلال التوازني المدروس والمطبوخ بدقة متناهية .
ان المتتبع للاحداث في العراق يلحظ التقصد الغير بريء في رسم الخارطة السياسية وكل ذلك من اجل احداث شرخ بل وتعميق هذا الشرخ في بنية المجتمع كي لاتقوم له قيامة فبعد حلَ الجيش وتدمير المعامل والمصانع من خلال عمليات نهب مبرمجة ومن ثم استقدام ما سميت بالقاعدة ومن ثم تغيير تسميتها الى ما تعرف بالدولة الاسلامية (داعش) والتي احتلت عددا من المحافظات بالتعاون والتنسيق مع الشخصيات التي ظهرت اسماءها في التقرير النهائي للجنة الامن والدفاع البرلمانية والتي حكمت عليه المحكمة الاتحادية في تواطوء واضح حكمها بعدم استجواب أو محاكمة المتورطين الذين باعوا هذه المحافظات بصفقات سياسية مروعة يندى له الجبين لان هنالك اسماء قد اتخذت تسمسيات( الاله ) ولايجوز التقرب منها وان كانت مجرمة بحق الوطن لان دولا اقليمية والتي تحكم العراق لاترضى بمحاكمة هؤلاء رغما عن الدستور والقوانين النافذة .
ان بناء الدولة بعد ان انهارت بفعل فاعل ممكن استعادة مضائها واعادة الهيبة للدستور والقوانين من خلال تقديم (الحرامية) الى المحاكم بعد تنظيف المحاكم من الفاسدين والمتواطئين والمتورطين بصفقات الفساد ومطالبتهم بأعادة الاموال التي سرقوها وان للجنة النزاهة البرلمانية وللرقابة المالية ووزارة المالية المعلومات الموثقة باسماء والمبالغ المسروقة وهذه هي البداية لاية اصلاحات ومن ثم القيام بوضع خطة خمسية لاعادة الحياة الى المعامل والمصانع واستثمارها لتتمكن من استقطاب العاملين لتساهم في خفض اعداد العاطلين كما وللدولة ان تفكر باعادة الحياة الى الزراعة من خلال استصلاح الاراضي وتقديم السماد وتجهيز الفلاحين بالمكائن وتوفير متطلبات زيادة الانتاج الزراعي والعمل على تثقيف الفلاحين للعودة الى مزارعهم وقراهم من خلال تقديم الدعم لهم فوالله من المخجل ان بستورد عراق الفراتين (الطماطة والخيار والكرفس) من دول الجوار وانا شخصيا لااستوعب كيف ينام المسؤول ليلته والعراق يستورد المنتجات الزراعية والحيوانية من دول الجوار بل يستورد المواد البلاستيكية والاقمشة والملابس والله عار عليهم لقد اساؤا الى عراق التاريخ والحضارة تبا لكل يد اثم اساء للوطن وحرم ابناءه من نعم الله فيه .
ان بناء الدولة تأتي من خلال العباءة الوطنية والعقلية والمذهبية العراقية بعيدا عن مناهج الاجانب الذين وان كانوا جيرانا لنا لكنهم كالافعى يلدغوننا متى ما تهيأت وسنحت لهم الفرصة وكم من مرات قد لدغونا فأسفار التاريخ شاهد على ذلك والسؤال المحير (لماذا نلدغ مرتين) وكما معروف (لايلدغ المؤمن من جحره مرتين) هل لاننا لسنا مؤمنين اجزم ذلك لان ابراهيم ابو الانبياء ولد في اور وارض العراق مليء بانوار الائمة والصالحين وحين كنا نحن مسلمون كانت هنالك اقوام ترفض الاسلام وتعبد النار وتقاتل الذين اذا قالوا ربنا الله ويحشدون الجيوش ضدهم ليرغموهم على العودة الى رذيلة الشرك بالله فأقروا التاريخ لتجدوا ان شعب العراق من امجد الشعوب وارقاها ولهذا هذا التكالب عليه لكن للعراق رباُ يحرسه ويحميه وان اية دولة لو مرت بما مررنا به لكانت الان في خبر كان وسنجتاز الازمة وسنحاكم المفسدين .
لابد للحكومة ان تقوم على الاسس الصحيحة وان ترفض كل البدع لان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ومن تلكم البُدع (التوافق السياسي) لان هذا التوافق يعني بقاء الفاسد في موقعه ويعني كذلك الاتيان باشخاص غير كفوئين لاستيزارهم او تعيينهم بدرجات خاصة ولكي نتخلص من هذه البدعة لابد ان تكون الانتخابات نزيهه وشفافة لكي يأخذ كل حزب نصيبه من اصوات الجماهير ويقينا لولا التزوير فان الاحزاب التي حصلت زورا وبهتانا ما كانت لتحصل حتى على اصوات المنتمين اليها لان اوراق قادتها وفسادهم وسرقاتهم للمال العام قد انكشف فالتزوير اقوى الخطوط باسم الديمقراطية لمواصلة الفساد .
لتبدأ الاصلاحات بأسكان المفسدين في سجون اصلاح الكبار ومطالبتهم بأعادة ما سرقوه من مال الشعب ثم البدء بصفحة البناء كما بدأ العراق بالبناء في السبعينات من القرون الماضية وفق وضع خطة استراتيجية باشراف وزارة التخطيط وليست وزارة العشواء ووزارة (الكيف أو الارتجال بالقرارات).
انها مسؤولية اخلاقية وشرعية ان يقاوم الجميع الفساد والمفسدين وان يكون الضرب بيد من حديد على افواه الطائفيين المتملقين الذين باسم الدين يسرقون وبوضح النهار لكنهم يحًرمون على الشعب ممارسة طقوسه وعاداته والكل سواسية ولافرق بين العمائم (الابيض أوالاسود)
لقد اهانا الاسلام بممارساتهما البعيدة عن خُلق وأخلاق الدين بل وسخروا الدين لمصالح سياسية والسياسة مأخوذ من ساس بمعنى حاك أو دبر فهؤلاء حاكوا ودبروا المؤامرات ضد الشعب عباد الله مستخدمين قيم الدين وهو عنهما بًراء براء الذئب من قميص يوسف لعنة الله على كل من يستخدم الدين مطية للوصول الى اهداف غير نبيلة وسرقة اموال اليتامى والارامل والمساكين وابن السبيل .
كيف السبيل لبناء دولة ؟
اترك تعليقا