كيف استقبلت طهران روحاني العائد من اوربا
تقرير – صافي الياسري
لم تكن زيارة روحاني لاوربا تلك الزيارة الناجحة او المثمرة لا في اوربا ولا في الداخل الايراني بل ان اقطاب او عقارب النظام المتصارعة اختلفت مواقفها منها وكما تعرضت للانتقاد في العواصم الاوربية سقطت في اتون الصراع في طهران واستخدمت المدفعية الثقيلة بين عقارب الحكم على خلفة الصراع على صناديق الانتخاب والمراكز وبتوقيت يشي بالاسراع في الاكل من جرف الاخر وتسقيطه سياسيا وشعبيا باستخدام حتى الوسائل اللااخلاقيه وبالتركيز على انكسارات الاتفاق النووي الذي ارادت له زمرة – رفسنجاني – روحاني ان يكون قارب النجاة الذي يديم سلطتها
فبعد عودة حسن روحاني من زيارة ايطاليا وفرنسا، تحولت هذه الزيارة إلى مثار جدل بين زمر النظام حيث تتساءل زمرة خامنئي لماذا أغدقتم الأموال المحررة على جيوب الغربيين بشراء ايرباص؟ هل مشكلتنا الرئيسية وأولويتنا هي النقص في أسطول طائرات ركاب وايرباص؟ وماذا عن موضوع الإشتغال وحرمان الشعب وبطالة الشباب؟
وكتبت صحيفة رسالت التابعة لزمرة مؤتلفة الفاشية متسائلة : “ما هي هدية هذا السفر للإقتصاد الإيراني؟ هل سيخرجنا من الركود؟ هل يمكن لـ 8 ملايين عاطل عن العمل أن يتفاءلوا أن قسما منهم سيشتغلون غدا؟ … لماذا خصصتم جزءا كبيرا من الأصول المجمدة التي يجب أن تنفق للإنعاش الإقتصادي في البلاد ولإيجاد فرص العمل، إلى شراء ايرباص وبهذا العدد؟” (31 كانون الثاني 2016)
ونشرت صحيفة كيهان التابعة لخامنئي: “ألا يشبه هذا بمثل عائلة تعاني من البطالة والمرض و… وأبوها يصرف رأسماله الوحيد لشراء ثريا؟! (30 كانون الثاني 2016)
وتسقط ورقة توت هؤلاء المدعين الذين ينفخون في بوق الشعب والمعيشة ومعالجة البطالة وغيرها، عندما يتساءلون لماذا لا يقودون الأموال المحررة إلى مجرى الإقتصاد المقاوم؟ وقد تسائلت صحيفة رسالت، تواصلا مع نفس المطلب ” ما صلة هذه العقود مع الإقتصاد المقاوم؟”.
وأكد الحرسي نقدي قائد ميليشات الباسيج: “كان السفر إلى روما وفرنسا خنجرا غرز في خاصرة الإقتصاد المقاوم، إذ إن هذه الإجراءات تعارض الإقتصاد المقاوم”. (موقع انتخاب الحكومي – 30 كانون الثاني 2016)
والواضح أن الإقتصاد المقاوم هو الإسم المستعار لهيمنة قوات الحرس وهيمنة خامنئي على اقتصاد البلاد ، وحسب تجربة حكم الملالي خلال 37 عام فإنهم ينوون: بإسم الشعب وضع امواله في جيوب قوات الحرس والملالي، وبإسم المحرومين والمستضعفين في جيوب الإرهابيين العملاء للنظام في مختلف الدول من الشرق الأوسط إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية كما أن كيهان خامنئي يوم 30 كانون الثاني أخذت بتلابيب أحد مستشاري روحاني متسائلة لماذا أكد خلال مقابلته مع سي.ان.ان – أن: “على إيران أن تركز على المسائل الداخلية بعد أكثر من 10 سنوات على فرض العقوبات… فهي لا تملك مصادر لإستخدامها في المنطقة أو ” لخدمة طموحاتها في المنطقة”! وتابعت كيهان أن الشخص المذكور بهذه التصريحات أحرق “ورقة الفوز الإقليمة والدولية لنا (أي تصدير الإرهاب) بمواجهة الأعداء”.
وبالمقابل، تهتف زمرة رفسنجاني بشعار معالجة مشاكل الناس. إننا لم ننس أنه قبل الإتفاق النووي كان حسن روحاني يربط جميع المشاكل بدءا من الإشتغال والبطالة والبيئة إلى الماء الصالح للشرب برفع العقوبات واستقطاب رأس المال وحاليا، أيضا، تصف هذه الزمرة سفر حسن روحاني بالإنفراج السياسي والإقتصادي للنظام وتسميه بعنوان شروع فترة المرحلة التي تلي الإتفاق النووي وتعد بالإستثمار والإنماء والإشتغال حيث أكد ظريف وزير خارجية روحاني في هذا المجال قائلا : ” نمر اليوم بظروف، العمل فيها بيد الناس ،الجمعيات وأجهزتنا الإقتصادية ليتمكنوا من توظيف الجو الجديد الموجود لدفع الأهداف الوطنية”. (التلفزيون الحكومي – 30 كانون الثاني 2016)
لكنه بالمقابل، تكشف زمرة الولي الفقيه عن عورتها بقولها إنكم بدلا عن “الإنماء” و”دفع الأهداف الوطنية” ومعالجة أمر الإشتغال في البلد قدمتم كل الأموال إلى الأجانب وعالجتم موضوع الإشتغال في ايطاليا وفرنسا! وصرخ كوتشك زاده في جلسة البرلمان يوم 31 كانون الثاني المنصرم : ” قد تكون في الإتفاق النووي فقرة سرية تقضي بأنه كلما تتحرر أموالنا من أي دولة، فستحدد نفس الدولة ما يجوز لنا شراؤه!”.
وعلى هذا المنوال، تفضح زمر النظام جرائم وفضائح الطرف المقابل على أساس المعلومات المتوفرة عن بعضها إلا أنها تحاول اجتذاب الأموال المحررة إليها تحت غطاء الدفاع عن الناس ويعني “الناس” لزمرة خامنئي بـ قوات الحرس والباسيج والمزيد من تعزيزها من قبيل مشروع تم تقديمه قبل أسبوع إلى برلمان النظام تحت عنوان خطة تعزيز الباسيج.
وتنوي الزمرة الأخرى إنفاق الأموال لمد الجسور مع الغرب وأميركا بغطاء “التنمية الوطنية” لتشتري لنفسها ضمانا للبقاء وما لا يهتم له لأي من الزمرتين هو الشعب والفقر ومعاناته المتعددة وحرماناته. وقد جرّب الشعب الإيراني كلتي الزمرتين منذ زمن ويعرف أنه لا نصيب له من هؤلاء إلا الشر والفقر والمصائب وطريق النجاة الوحيد يكمن في التعويل على قوتهم الذاتية ومقاومتهم المنظمة.
ويضيف قائد قوات التعبئة للحرس الثوري الجنرال محمد رضا نقدي إن ما حدث خلال زيارة [ الرئيس روحاني] لروما وباريس هو غرز الخنجر في جسد الاقتصاد المقاوم ، لأنه يعارض الاقتصاد المقاوم وبحال استمراره يجب تعطيل جميع الجامعات الفنية في البلاد.
و اعتبر نقدي بيع النفط الخام مقابل شراء المنتوجات الأوربية من تلك السياسات التي تعارض الاقتصاد المقاوم.
علماً أن الاقتصاد المقاوم عبارة عن مخطط إيراني تم تدوينها وإقرارها قانونياً بطلب من المرشد الأعلى منذ عامين مع بدء المفاوضات النووية، تحسّباً لأي طارئ في المفاوضات، ومنها وقوع الحرب بين إيران وألولايات المتحدة, ومضى الجنرال نقدي يقول أن العدوّ يأس من استمرار العقوبات كما صرح الرئيس الأميركي ووزير خارجيته أن العقوبات لم تعد تجدي نفعاً وبعد رفع العقوبات عن إيران اتخذت الولايات المتحدة استراتيجية جديدة تقوم على إظهار التودد مما يفتح مجالاً لتغلغلها داخل إيران، وأن شراء طائرات أير باص الفرنسية لا توفر فرص عمل للعمال في إيران.
ويرى الجنرال نقدي أن أي بلد يشتري 114 طائرة من بلد أوربي يجب أن تشارك في صنع تلك الطائرات ولو بمستوى 20 في المائة.
وأردف نقدي بالقول إن خطر التغلغل يهددنا خلال الانتخابات النيابية المقبلة لأن هناك فرق شاسع بين برلمان يقاوم الاستكبار العالمي وبرلمان يتبع الاستكبار! وهكذا لم يُبق الجنرال نقدي مجالاً لتحيليل كلمته وكشف عن سرّ معارضته لزيارة الرئيس روحاني لإيطاليا وفرنسا والصفقات التي عقدها معهما، كي يقوي شعبيته ويخيّب المحافظين.
إن الجنرال يطالب بمشاركة إيران في صنع الطائرات المدنية بمستوى 20 في المائة، بينما شركات صنع السيارات الإيرانية وبعد خمسين عاماً لم تتمكن حتى الآن من تصنيع سيارات من طراز بيجو 206 بشكل كامل.
أن تصريحات الجنرال هي صفارة انذار للانتخابات النيابية ويحاول المحافظون ومنهم الحرس الثوري كسب المعركة الانتخابية النيابية والاحتفاظ بهذه السلطة بعد ما خسروا المعركة الرئاسية قبل عامين مما خسّرهم الكثير من الفرص الاقتصادية والسياسية.
إن بقاء السلطة التشريعية بيد المحافظين يؤمن لهم مساحة من الفرص الاقتصادية عبر إقرار ميزانيات سخية للحرس الثوري.
وقد ردّ معاون وزير الطرق والمواصلات الإيراني على الجنرال بأن إيران كانت تشتري كل طائرة مستعملة بستين ميليون دولاراً في ظل العقوبات بينما هي الآن تشتري الطائرات الحديثة بـ 44 ميليون دولاراً! وتزامنت كلمة الجنرال نقدي مع قيام مظاهرات احتجاجية لعناصر من قوات التعبئة أمام وزارة النفط في العاصمة طهران للتنديد بالصفقات النفطية الأخيرة بين إيران وشركات نفطية أوربية.
وعلى الرغم من رفض أهلية 99 في المائة من المترشحين الإصلاحيين للانتخابات النيابية فان المحافظين يتخوفون من الدور المرتقب لكل من الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي والشيخ رفسنجاني لفرض هزيمة جديدة على المحافظين كما حدث خلال الانتخابات الرئاسية الماضية.
ويركز الاصلاحيون الآن على دعم مرشحين غير معروفين ينتمون إليهم لمنع فوز المرشحين المحافظين في الانتخابات الرئاسية، وهذه الاستراتيجية سوف يتم اختبارها خلال ألاسابيع القليلة القادمة.
2الى ذلك وبتاريخ شباط 2016 – وفي طهران – شن جهانكيري النائب الأول للملا روحاني هجوما على الحرسي نقدي قائد ميليشيات الباسيج قائلا: “إن القول بأن السفر إلى فرنسا وايطاليا كان خنجرا غرز بظهر الإقتصاد المقاوم، وهو إجحاف بحق الإقتصاد المقاوم والقيادة. وإن هناك في البلاد مجموعتان من المسؤولين والبعض منهم يتولون مسؤولية التذمر ووضع العصي في عجلة الأمور”.
وكرد مقابل نفذ يوم الأحد 31 كانون الثاني 2016 المنصرم كوجك زاده عضو برلمان النظام هجوما على الملا روحاني قائلا: هل يعتبر شراء 100 طائرة من فرنسا من أولويات البلد؟ وان علينا أن ندفع مليارات الدولارات لشراء هذه الطائرات.
وأضاف مؤكدا: ربما وردت مادة مخفية في الإتفاق النووي وأن الدولة التي تحرر نقودنا تحدد لنا ما نستطيع شراؤه.
ومن جانبه وردا عليه، إعترف محمد رضا باهنر مساعد رئيس برلمان النظام قائلا: نمر في هذه الأيام بظروف مالية متدهورة … لا أقصد الدفاع عن شراء الطائرات إلا أن الأسطول الجوي الإيراني يعاني من وجود عدد كبير من الطائرات المدمرة و يجب إستبدالها.
ان المتداول حتى الان من تصريحات واتهامات متبادلة بين العقربين يكشف بكل صراحة توجه المتطرفين من جماعة خامنئي الى الفوز بايي شكل كان ولو عن طريق شراء الاصوات او ارعاب الناس او تزوير النتائج ،تذكروا هذا اصدقائي