كفاح محمود كريم
تتعرض كوردستان مع تشكيل أي حكومة عراقية جديدة، او تمرير مشروع في البرلمان، او إقرار الموازنة السنوية، لحملة منظمة وموجهة لأشغال الرأي العام وتخديره، وبالذات الغالبية المسطحة من السذج المخدرين بالشعارات وهيمنة بعض رجال الدين وخزعبلاتهم، ناهيك عن النفس العنصري وإشاعة الكراهية والحقد بين المكونات، حتى غدت هذه الحملات أقرب الى الامراض والاوبئة التي تنتشر بين أوساط السياسيين والإعلاميين والبرامج الحوارية التي تنشط وتظهر اعراضها الوبائية مع المناسبات أعلاه.
وكما للأمراض والاوبئة اعراض تظهر على المصابين بها، فان شبيهاتها في السياسة وأجهزة الدعاية والاعلام الموجه، تظهر اعراضها على بعض (السياسيين) وملحقاتهم من النواب ومن يلهث وراء منصب ما أو سحت حرام، فقد عرّف الاطباء بعض أنواع التهاب الجلد بأنه الحزام الناري وهو مرض جلدي ناتج عن التهاب فيروسي شديد يصيبه في مناطق متعددة من الجسم، ويتسبب في آلام حادة لفترة ليست طويلة، ثمّ يغادره بعد انتهاء حضانته، وفي السياسة يتكون هذا الحزام النّاري من ثلاث أوبئة، تنتشر بين الفينة والأخرى حسب حركة الرياح خارجية كانت أم داخلية في كوردستان أو حولها، وثالثها مستجدة حملتها رياح هبت من الشرق وانتشرت في الاصقاع، فيروس كان مع خطورته أضعف من أن يواجه تحديات كوردستان وأهلها، حتى أصبحت نموذجاً أفضل من دول في أوروبا بتدابيرها شعباً وحكومة.
والمشكلة الأكبر تكمن في وبائين آخرين يظهران مع بداية تشكيل حكومة عراقية جديدة او تمرير قانون او مشروع مفصل على قياس مكون واحد في محاولة لإعادة عقارب الساعة الى الوراء، وهاذين الوبائين هما:
الأول جنون البقر السياسي كما أسميناه في مقال سابق (جنون البقر السياسي وعقدة كوردستان) وأعراض المصاب به نوع من الهيجان الذي يشبه الى حد كبير هيجان ثيران المصارعة، حيث يستخدم المريض معظم أعضاء جسمه وخاصة الرأس في النطح أو الرفس دون أن يعرف السبب أو أصل المشكلة حيث تثيره الألوان فقط!
أما الثاني فهو (المجلوب) كما يسميه الأهالي في بلادنا، أو المصاب بداء الكلب نتيجة تعرضه الى عضة كلب مجنون أو أجرب، وفي شكله السياسي تبدو عليه حالة من التشنج والاحتقان والصراخ والرغبة الشديدة في الهجوم المستمر، حسبما يتم تلقينه من غرفة الكونترول، والفرق بينه وبين سابقه أنه مبرمج ومدفوع مثل أي جهاز الكتروني أصم، يتلقى معلوماته وأوامره من عراب مصاب هو الآخر بالجمرة الخبيثة.
هذا حالنا في كوردستان مع هذه الأوبئة التي أصابت بلادنا العراقية عامة، وكوردستان بشكل خاص حيث أصبحت عقدتهم منها، شماعة يعلقون عليها مخازيهم وفشلهم في إدارة الدولة وديمومة بقائهم في السلطة، ثم بعد ذلك يحملون الكورد كل هزائم العرب والمسلمين من الأندلس وحتى فلسطين، وهكذا دواليكم حيث تبين إن كوردستان حسبما أظهرت أعراض جنون البقر وداء الكلب السياسيين لدى البعض بأنها سبب الحرب مع ايران وخسارة شط العرب، واحتلال الكويت، وفرض الحصار، وظهور فيروس كورونا، وانهيار أسعار النفط لأنها أي كوردستان أغرقت أسواق العالم بكميات مهولة تجاوزت 250 مليون برميل يوميا، وأخيراً فقد ثبت بأنها تقف وراء انتحار سعاد حسني في عام 2001 حينما دفعتها من شقتها في ستيوارت تاور غرب لندن، إضافة الى انها تصدر المفخخات الى بغداد من مقرات داعش والبعث في عاصمتها أربيل، ومن هذا المال حمل جمال!
قليل من الحياء أيها المرضى، إن كنتم قد فقدتم عقولكم فحافظوا على نقطة الحياء في جباهكم!