صالح مهدي
الهاتف يرن
وقملة الأخبار من فصيلتين ، ودجاجة القمامة ؟ خدر ، وعلاقة وأسلاك تُرجعها إلى مكانها وأشكال أخرى وعلب كبريت ، وآخر ما تبقى من سمكة الرمل ، مصباح ودقيقة رعاف وحارس شخصي يخطف من أمام كوب الشاي ، وكل هؤلاء القتلى خارج نطاق مسؤولية الهاتف في قصيدة المعري ! .
نهاية اللعبة كانت لصمؤيل بيكيت وكان الهاتف يرن ،
قلت
هلو ،
قالت :
هلو ، هل أنت مفتاح سيارة ، هل كنت عامل بناء ؟ ، هل رميت ثلاثة حجرات في محراب رابعة ؟ ،
هل مشيت خلف من مشى خلفي ، إن خلفيتي هي مطار دبي وأنا من عاصمة ، نهودها إشارات مرورية .
يمكنك أن تجلس على كرسيك الخافت ، وتجيب .
هل أنت مطعم في خفاء
أم مقهى علني ، أين دجاجة القمامة ، هل كل زواياك أرجل مأخوذة من تصورات أسطورية ، أم إن إلهك كان يعمل صباغا ؟ .
هل واجهت مشكلة معينة ، إن أكثر المشاكل غير معينة ، مثلا عندما تقف النهود يجب أن لا نعرف المشكلة .
هل تريد أن أفتح لك أزرار قميصي لترى نهاية القلق الكائن في حجرة القبح .
انقطع الهاتف ! .
أنا والأرقام في الهاتف ، يملكنا صاحب مستشفى وكل الحوامل تتصل .
هؤلاء المجانين ليس لهم أثرا ، والهاتف كان مريضا .
وليس من مسؤولية الشرطي ، أن يجعل الشعراء مجانين ولا من مسؤولية ذاك النبي وتلك الدجاجة وأنا غير مقتنع في هذا الكوكب ، حيث جميع أماكنه تمشي إلى الخلف ، حتى قصيدة المعري .
الهاتف ليس لي ، ولا أملك حجرة لأضرب صلعة المعلم .
فيما مضى ، كنت لاعب كرة قدم ، الآن ألعب بنشوتي وأمضغ صورتي وأطارد كل فتاة .
فيما مضى كنت معروفا لدى الغجريات ، أما الآن ،
لم تعرفني ظلمة .
الهاتف ليس لي .
وليس من مسؤولية القواد في رواية كش وطن أن يجري عملية تحري .
هؤلاء في غرفة الهاتف يتحدثون ، الهاتف ليس لي وأنا خائف من ظهور أورام في جسد يسير نحوي مترنحا ، والهاتف كائن في إنسان له من كل بيت صديق وشياطين بألوان متعددة وصحف غائمة وعجلات تأكل كل من يكتب ، عجلات حالتها غريبة وغرائز أخر كالفراشات في الحدائق والعيون في أماكن الموتى ! .
اتصال آخر ،
ألو
قال :
هل أنت صديقي ، أيام مرحلة المرايا ، وهل كنت خارج جمالك ، تلعب في آلات متروكة ، متى تركت آخر قلعة وأنت ملطخ بشيء من البرود ووجع من الرأس ؟ ، متى ، متى ؟ .
هل أنت سالم مسلح ، أم لديك من الشهور ما يشتهي الألوان في القمصان ، ومن الوسادة قمرين ، ساعات عدة في مقلة من طرق الباب ! .
لكن ، حدثني عن بنطالك وأنت تسير مغلقا ، عن هواياتك وأنت متوجه إلى صندوق الأحذية ، عن شعورك وأنت متكئ على فكرة الأشياء ، رغم إنك تؤمن بأن الأشياء ليس لها أشياء ، وجمل على شَعري في جمل عليها نوتات وهكذا يحدث كل شيء ! .
في ليالٍ لا تشبه
في غيوم حمقى ،
في حكايات ، وهاتف مغلق منذ ساعة من الآن ومعك أنا المتحدث ، لكن هاتفك كان لصديقي ، أما أنت فلست معروفا في شاشتي .
انقطع الهاتف .
وبقيت أحاديث الموتى في كوب الشاي ،
وبقيت أعاصير الهوس في كوب الشاي
وبقيت أنا والهاتف خارج الكوب
في أل ( هناك ) ودجاجة القمامة تصلي لنبيها قرب القمامة .
عيناها
كل القبور وهاتف مغلق .
فمها :
كوب شاي .
أوراقها :
ملابس صيفية .
جدرانها :
مصحات تعطش جميع الناس ، وما فوق السر تحت البئر .
أنا :
زقاق قديم
أو في عيني وردة واحدة ، ولا جماليات أعترف بها ،
الهاتف ليس لي ،
وليس من مسؤوليتي أن أذهب إلى أقرب سماعة
أو محطة بنزين .
حيث كل المتصلين في بطونهم أشياء تعرفني ، نعم بالضبط او عند إعادة الضبط للمصنع .
آه
كم تمنيت
أن أكون قملة واحدة
أو عندما تذهب الناس إلى بيوتها ، أخرج وأبحث عن صاحب الهاتف ،
الهاتف ليس لي .
لا اتصال .
الهاتف
لي
اتصال
الو
لا تسل ،
أنا صاحب الهاتف ، كنت نائما قبل ساعة ،
حدثني عنك
هل أنت قط جائع ، أم عشب يابس .
هل أنت شاذ
أم ماذا ، وتحتك السماء شاشة زرقاء .
هل أنت ،
انقطع الاتصال ، وأصبح الهاتف لي .