كن جميلا
بقلم : سماح توفيق
مما لا شك فيه أن الجمال هو مسألة نسبية تختلف رؤيته من شخص لآخر الجمال هو قيمة مرتبطة بالمشاعر والعواطف والانجذاب للأشياء أو الأشخاص وللجمال
أنواع فهناك جمال الأخلاق، وهناك الجمال المادي كما قد يكمن الجمال في الجمادات كوجود الجمال في الطبيعة أو الفنون المختلفة وللجمال كذلك قيمة باطنية فجمال الروح يجذب الأشخاص بالأسلوب والكلام الجميل الدافء القريب للقلب
ويتفوق جمال الروح على جمال الشكل الخارجي لأنه جمالٌ ظاهر للجميع حتى للأعمى فهو جمالٌ شاملٌ لحواس الجسم جميعها ويستطيع أن يتملكها دون أن أي حاجة لرتوش وتجميل، فجمال الروح يخترق السمع
والقلب ويصل إلى الأعماق أما جمال الشكل يجذب العينين بشكل خاص وقد لا يصل إلى القلب فتعابير الوجه ستذبل في يوم ما أما جمال الروح يبقى مشرقًا ومتوهجا وساطعا إلى الأبد
وعندما ترى الجمال في الحياة فإن القبح يختفي عندما تعيش الحياة ببهجة فإن الحزن يختفي لا تجتمع جنة ونار قبل أن يحرص الشخص على أن يُجمل شكله
الخارجي عليه أن يحرص على تجميل روحه وأن يتعلم كيف يُدهش الآخرين بصفاته الجميلة، فالناس يومًا عن يوم يزدادون وعيا ويصبح لديهم يقين أكبر بأن الجمال
الخارجي لا يكفي كي يكون الإنسان جميلا ولا بدّ من الاتصاف بالروح الفاضلة والجميلة والمنطلقة على الحياة لأن جمال الشكل دون روحٍ جميلة يُشبه زهرة بلا عطر، وشجرة بلا ثمر، ولا عجب أن الفلاسفة والأدباء امتدحوا جمال الشكل وأعلو شأنه واعتبروه أرفع مكانةً من جمال الشكل
قد ينخدع الكثير مننا بالمظهر ويظن أن هذا المظهر خلفه انسان جميل من الداخل على مكانة كبيرة جدا من الأخلاق والرقي. ولكن الحقيقة أن المظهر ليس دليل على ما بالداخل.
وعلى النقيض كم من المظاهر الجميلة والرائعة تحمل وراءها نفس خبيئة وشر كبير جدا ويكونون مصدر قلق للأخرين وبالتالى فالمظاهر ليست دليل جمال الروح.
الجمال الحقيقى في روح الانسان وليس شكله ومظهره فعندما تجد انسان على خلق جميل ويتقرب الى الله تعالى، وترتاح له وتجد نفسك ترغب في التقرب اليه فهذا الانسان جميل الروح.
إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود لرأيت الجمال شائعاً في كل ذراته.