(( كلّ شيءٍ لهُ ظلّ ))
…………………………
في لحظةِ صقيعٍ من هذا الزمانْ
رأيتُ كلّ شيءٍ حولي
لهُ ظلٌّ
الشجرةَ الخضراءَ في باحةِ الدارْ
والعصافيرَ
التي سكنت بينَ أغصانِها
اتقاءَ العواصفِ العابرةِ
وأكثرَ من ألفِ ألفِ ظلًّ
رأيتْ
للجمعِ الواقفِ في الطابور
ينتظرُ ظهورَ ملكِ السنابلِ
من كوةِ المخبزِ ..
ظِلالٌ لاتهتفُ .
حتى عِناقُ العاشقينَ
تحتَ مصباحِ الطريقِ
لهُ ظلٌّ
ورأيتُ..
قصائدَ الحبِّ
المشغولةَ في زمنِ الحربْ
لها ظلالٌ
وكم تشبهُ دمعَ شاعرِها ..
زفيرَ الرسَّام
بعدما ينهي لوحتهُ
عن النهرِ الذي يجفّ فجأةً …
له ظلٌّ..
كراسي المقعدين..
أروقةَ المشافي ..
عُلبَ أدويةِ القلبِ
أجهزةَ التنفسِ ..
الملصقاتِ الزرقاءَ ضدَّ الوباء ..
صناديق الإغاثهْ
صوتَ أمي بعدَ موتِها بسنين
وجوهَ الأصدقاءِ الذين غابوا ..
حقائبَ العائدينَ من المدرسةِ ظهرًا
وهي تركضُ نحوَ المنزلِ
لها ظلٌّ .
ظلال..
ظلال..
الظلالُ في صقيعِ هذا الزمانِ
مساحةٌ مكسوةٌ بروحِ أصحابِها ؛
أرواح تبحثُ عن دفءٍ ..
عن دربٍ يذهب بها
دونَ إيابْ
إلى هناك ..هناكْ ..
حيثُ بؤبؤُ الشمس.
•• •• ••
– رياض ناصر نوري –
سورية – شباط ٢٠٢٢م