كلاب مسعورة الجزء الثاني
(وساخة) الكاتب والصحفي هادي عباس حسين
كم انا وسخة وقذرة حتى لو ابقوني غاطسة في البحر لقيام الساعة، لن اتطهربتاتا، ولن اصدق ان الله يقبل توبتي فقد مارست كل انواع الرذائل في حب عرفت من اوله انه عقيما ولد وهو ميت، منذ ان بانت ملامحه قبل سبعة عشر عام، قبلها كنت امراة سيدة نفسها لم ترضخ حتى لاوامر اقرب الناس لي زوجي الذي فيما بعد صار طليقي تهربت منه وكرهت الاستمرار معه كزوجة صالحة لادفع الثمن باهظا جدا بان يتولد جنيني الوحيد داخل احشائي، عزمت ان اكون له اما وابا وغائلة بدا يتحسس بتفككها منذ البداية، اعطيه كل مايريد كي يكن احسن مني ان لا يشعر باي حرمان وكل سنة مضت تكبر احلامي وتصبح لي الدنيا جميلة، هذا الحب الذي طوقني من كل اتجاه فكلما مر عام ازددت تعلقا به واقترب الى مافي دواخلي، انا اعترفت له بانه من علمني معنى الحب الحقيقي يوم وجدته منجرفا بعواطفه الستينية، قلت له معترفة له
_ انت من علمتني الحب الحقيقي واحسستني بمعناه..
انا خائنة وهو خائن كلانا في مسار متشابه، ارتضينا بعملنا وبمختلف انواعه، التقينا تبادلنا لحظات الهيام والغرام وقضينا ليالينا الحمراء لما تتاح لنا الفرص، كنا نخطط لها باتقان ونتحذر من نتائجها الوخيمة ان حدثت وكان القلب يزداد تعلقا والانفاس تمتزج في صورها الماجنةالمحفوظة في ذاكرتي التي اتعبها شوط المسافات الطويلة من هذه العلاقة الوسخة القذرة وكل مرة اقرر ان نضع لها حدود حتى قلت له
_ لابد ان نضع لعلافتنا حدا وبالسرعة الممكنة…
جوابه لم يكن مقنعا عندما احتظنني قائلا
_ انشاء الله عن قربب..
وكلما انتظرت ا الحلول ازدادت المسافة بيني وبين مطلبي، لذا بدات اكره نفسي لان ما في اعماقي اني امراة صالحة ولا ارتضي بان اكن بهذا المستوى الذي يقلقني على الدوام لتتراقص اسئلة كثيرة لاجوبة لا اعرف قوله لسؤال مهم اتهرب منه
_ لو علم ولدي بهذه العلاقة ماذا سيقول وبماذا ابرئها…
كان علي ان اتوقف وينتهي الامر فبدلا ان امتنع عن تحقيق رغباتي كثرت لقائاتنا واوشكت ان يفتضح امري، كنت عاجزة على رده والابتعاد عنه رغم انني اخلق الكذبات الحجج والاعذار كي اتملص من لحظاتنا المؤجلة لتتحقق باحلى الاوقات واشدها عنفا ولذة وحلاوة، اقتنع اخيرا واستجيب لكلماته
_ هذا قدرنا وهذه قسمتنا في دنيانا ان نكن لبعض…
وازددنا تقربا بعضنا لبعض ففد زالت كل حججي واعذاري وقمت اشعر بفراغه الذي يملؤني فاعش لحظات اعوضها وانا استمع لمشاعره عبر الموبايل واحذره بان يقلل الاتصالات قائلة له
_ ارجوك كن حذرا، اريد حبك ان يكن عاديا هادئا وليس حبا جارفا عنيفا..
لما يستجب لي اشعر بحاجتي له وبشكل ضروري لحد اكن كالمجنونة التي تبحث عن ضالتها، امرض واقع في حيرةمجهولة، بهذه الاوقات اعود الى حقيقتي ان اترك كل شيء واعود لصوابي، كل اعضاء جسدي تبدا بمناداته وتطلب حضوره لياتيني باحلامي واصفا لي حاله بالقول
_ بعادك يميتني، لا اقدر على الابتعاد..
ويضرب عن الطعام ويمتنع عن الدواء وتتحول حياته الى جحيم مشابه للجحيم الذي اعيش بين ثناياه، جسدي يشتعل بنيران الاشتياق وقلبي يخفق لما تصلني اخباره السيئة فاتراجع دون درايتي بالاسباب التي تدفعني ان اتراجع عن اي قرار اتخذته سابقا فتمسح كل توقعاتي الجيدة وعكسها لحب صار عمره سنوات عديدة، لم اهتم بنتائجه المتوقعة، اجهل اي صورة ترسمها ذاكرتي له المهم عندي ان ارضيه ان احافظ على الحبيب والعشيق والخليل، خشيت ان افقده لانه مريضا جدا ولايتحمل الصدمات، بوح مقرؤا في وجهي الذي امتزجت ملامحه بتعب كببر وتفكيرا صعب حتى كرهت نفسي وقد تجمعت عليها عروض زواجات متعددة، كل من ياتي اجده يتصورني فريسة ولقمة سائغة له فانا احمل الجمال والمال والجاه، وليمة جاهزة وطيبة، لم اقتنع بكل العروض وبدات احاول تصحيح مسار حياتي وكلما اتقدم خطوة وجدت تحت طائلة حبه اتراجع عشرات الخطى للوراء لاجد نفسي مستجيبة له بكل جوانحي لاحي حبا تصورته مات، واني على ثقة انه حي ليوم القيامة، لمرات عديدة تخللت عقلي فكرة الانتحار لكني لم احققها لسببين الاول مصير ولدي والاخر مصير عشيقي بعد موتي والاهم من الاثنين مخافة الله كوني ما زلت احمل شيئا من الايمان الذي كنت عليه، كنت اصلي اصوم اقيم كل الفرائض ازور العتبات بكثرة ادعي الله ان يحميني ويحرسني وبالفعل كنت مؤمنة بشكل كبير لكن مالذي اوقعني فريسة غرائزي الدنيئة لاصل للمرحلة التي انا وصلت لها، وجائني الفرج والفرصة الاخيرة للنجاة، بصدق فرحت لعريس طرق بابي فجاة…