حسن زكريا اليوسف
يـُـــرغــــي ويـُــــزبــــــدُ طـــائـــشــــــاً مــــجــــنـــونـــا
ويـَـــعـــــيــــــثُ تــــــرويــــــعــــــاً لــــنــــا كــــــــورونــــــا
هــــــذا الـــــذي مـــــا أبـــصـــرتــــه عــــيـــونــــنـــــا
أشــــــقــــى وزلـــــــــزلَ بـــالــــبــــــلاء الــــكـــــونـــا
شـــــرقــاً وغــــــربــــاً قـــد تـمــــــدَّد سَـــــــطـــــوةً
وحـــــصـــــادُه قـــــد جـــــــــاوزَ المــــلـــــيــــــونـــــا
مـُـــتــحـــديــاً يُـــــردي الــضــحــــايـــا جَـــهْــرةً
عَـــــــــدواهُ سَــــــــيــــفٌ سَـــــــــلَّــــه مَـــســــــــنــونــا
فـي كــــل زاويـــــــــــةٍ تــــــأهَّـــــــــــبَ مُـــــرعِـــــبـــــاً
ويـــدكُّ بــالــعـــطــــسِ الــشــــديــدِ حُــصـــونــا
يُــــغــري الـــتــوجُّــسُ شَـكّــنـا إنْ لامــســـتْ
يــــدُنـــا ، نـــصُــــــبُّ المــــــاءَ والـــصَّـــابــــــونــا
* * *
هــــو لا يُـــحـــابـــي أو يـُــفـــــرِّقُ في الأذى
فـانـــظُــر فـريــســـةَ فـــتـــكِـهِ ( جـونــسـونـا )
كـــــل ُّالــــعــــواجـــل بـــاســـــــمــــه مُـــحـــمـــرَّةٌ
خــــبــــراً دهــــــــى بـــــالـــــذعـــــر تــِـلــفــــزيــــونــا
مـــا لــلــــتـــقـــــــدُّم قــــد تـــــراجـــــع دونَـــــــــه !
أعـــــيــــــا عـــــلــــــومــــــهــــم فـــــــــلا يــــــــــدرونــــا
مـَــحـــمـــومـــــةٌ كـــــلُّ الجـــهـــــود لــــردعــــــــهِ
ضـــاقـــت بـــهـم ســبـلٌ فــهـل يـصـلــونــا !
أعــتــى عُــتــــاة الأرض أيــن عـــتــادُهــم ؟!
في حــــــرب كــــــــورونــــا بَــــــــدا كَــــرتــــــونـــا
يـــــــا ربِّ آيـــــــــــاتُ اقــــــتــــــداركَ كـــــلـــــهــــا
حَـــــــقٌّ ، يـــــراهـــــا الــــتـــائـــــهــــون يَـــقـــيـــــنـــا
إنــــــــا لـــه أســـــــــــرى ومــــا مـــن حـــــــيــــلــــــــةٍ
في الــبــيـــت بـــتـــنــــا الــيـــومَ مُــعـــتــَـقــلــيــنـــا
قـــد غـــلَّــــق الأبـــــــوابَ رغـــــم أُنــــــوفــــــنــــا
وأعـــــــــــــدَّ لـلـــمــــتـــســـــلـــلـــيــن كــَــــمــــــــيـــــنـــا
* * *
في الـحَــجـــر ألـــقـــــانـــا وثـــــــــار تـــوعُّــــــــداً
وبـــــفــــرقـــــــــةٍ وتــــــــبــــــاعـــــــدٍ يُـــــشـــــــقـــــيـــــنـــا
الـــنـــتُّ يــجــمــعُ مَـنْ تــشــــتَّــت شـــمـلُـهـمْ
وســــبـــيــلُ وصـــلـِــــهـــمُ غــــــدا تـَـــلـِــــفـــــونـــــا
تشكو الـشــوارعُ في المُصاب خــواءَهـا
والــســـــوقُ يــــنــــــدبُ حــــظَّــــــه مَـــحــــزونـــا
وتـــــنــــــوحُ أطـــــيــــــارٌ عـلـى أفــــــنــــــانِ أشــــــــ
ــجــار الحـدائــقِ .. كم تـفـيـضُ شُــجــونـا
الـصـمـــتُ خـــيَّـــمَ والأراجـــيــحُ اقـــتـــفـــتْ
أثـــــرَ ابــــتـــســــامـــاتِ الــصِّــــغـــــار حَـــنـــيـــنـا
ومـــســـــــاجـــدٌ لــــلـــه صَـــــلّـــــت وحــــــــدَهــــا
تـــشـــــــتــــاقُ لــلــــقــــــــيــــا بـمـــــشـــــــتـــاقــــيـــــنـــا
ومـــلاعــــبٌ قـــد أغــمــضَـــتْ أجـــفــــانَـــهـــا
مــــا آنــــــسَـــــــتْ لَـــــعِـــــــبَـــــاً ولا تَــــمـــــريــــنــــا
والـــطــــائـــــراتُ تــــضــــمُّ أجـــنــحـــــة ً عـلـى
فـَـنــن المــطـــار كـمـا اســـتـكــانَ المِــــيـــنـــا
صَــخَـــبُ الــحــيــاة الآن أيـــنَ ؟! أحـــالَـــه
هـــــذا الـــــبــــــلاء المُــــســــتــبـــدُّ ســـــكـــــونـــا
أرســـــى الجـــمــــودَ مُــقــــوِّضـــاً أنـــفــاسَــــــنــا
رَهَــــــبــــاً وعَــــطَّـــــلَ حـــــاجـــــــةً وشـــــــــــؤونـــــا
الــشـمــسُ تـُــشـــــرقُ لا يـــعــــانـــقُ نـــــورَهــــا
إلا الأُلـــى جـــــعــلـــوا الأمــــــــان مــــصــــونـــا
وعـلـى خــطــوط الجــبـهـــة الأولــى جُـــيــو
ــش الــطـــبِّ تــشـــرعُ صَــدرهــا تـحـمــيــنـا
يـــا قــــومُ قَــــرّوا في الــــبـــيـــوت فــــدِرعُـــنـــا
هــــــذا الــــتـــــبــاعــــدُ .. عَــــلَّـــه ســــــيــقــيـــنـــا
ســـبـحــانــَـــه المـــــنـَّــــانُ لا تـُــحــــــصـــى لـــــه
نِــــــــعَــــــــمٌ يـــــذكِّــــــرنـــــا بــــهـــــا ويُـــــــريـــــــنـــا
تـلــك الــتـي كــــانــــــت ولـــم نـُـــــدركْ لـــهـــا
عِـــــظَـــــمَـــــاً فـــبـــتـــــنـــا الآن مَـــحـــرومــــيــــنـــا
في كَـَــرب كـــورونــا الــقـلــوبُ تــضـرَّعـــتْ
لـــلــــه تــــســــــــألُ رحــــــمــــــةً تـُـــنــــجـــــيـــــــنــــا
بــــالـــصــبـــر والإيـــــمـــــــان نــــــربـــــــو قـــــــــــوةً
إنـــــا بــــحــــبــــلِ الـــلـــه مُـــعـــــتـــــــصــــــمــــــونــــا
يــا ربِّ لـــطـــفـَـــك بــالـــعــــبـــاد فــمـــا لــهــمْ
إلاكَ وامـــــــنُــــــــن راحِـــــــمـــــــاً ومُـــــعــــــيـــــــنــــا
وانــصُـــر جــنــوداً جـــاهـــديــــنَ لـحـفــظِـــنـــا
آل الــــطـَّـــبــــابــــــة ، ردِّدوا : ( آمـــيــنــا )