كتلة “تنظيم القاعدة” البرلمانية!..
محمد الحسن
قد تسقط بعض التهم بالتقادم، غير إن الجرائم سارية المفعول يستحيل إغفالها، سيما إذا أرتبطت تلك الجرائم بالدم والمال؛ المساهمة بتجنيد الإرهابين تفوق فعل الإرهاب نفسه.
يحتفظ لنا سجل القضاء العراقي، في عهد الطريد، بقصة غريبة عن شخص له ملف إجرامي بتهم محددة (إرهاب وسرقة المال العام) أسقطت عنه هذه الجرائم بخمسة عشر دقيقة فقط..!
عاد مشعان الجبوري محفوفاً ببركة زعيم حزب الدعوة، ليمارس أدواراً أكثر غرابة وإثارة للتساؤلات. رجل تنظيم القاعدة الرسمي والمدافع الشرس عن حزب البعث، يسير في طريق الثأر لتنظيم القاعدة وقناة الزوراء الإرهابية، وبأسناد من زعيم أكبر تكتل برلماني؛ ما أروع برلماننا، فتنظيم القاعدة يمتلك أنصار وحلفاء كثر فيه!..
تحتفظ ذاكرة “يوتيوب” بمقاطع (ثورية) بنكهة غجرية للسيد الجبوري الذي صار نائباً برلمانياً مُحتظناً من دولة القانون جناح نوري المالكي، في تحدي وإستخفاف واضح بمشاعر ضحايا سنوات القاعدة الدموية. ليس لعتاب من لا يستحقه أهمية، غير إننا نعيش لحظة تجميل مجرم، وصل بأحدهم أن وصفه ب”علي بن أبي طالب”!. ما الذي يجعل مدان بتهم مثبتة ويُجرِّم عليها الدستور والقانون، حليفاً لرئيس وزراء سابق؟!.. لنتتبع الأسباب، فبها تسقط أوراق التوت المستترة خلفها تشوهاتهم الإخلاقية.
في أثناء وجود صولاغ على رأس وزارة الداخلية، قامت قوة من الوزارة بأقتحام مقر القناة بعد سنة أو أكثر من التحريض على القتل والإرهاب ووصف للتنظيم ب”الأخوة المجاهدين”.. بعد تلك الحادثة لم يطل المقام بقناة الإرهاب المشعانية وإنتهت أحدى وسائل تجنيد ودعم الإرهاب في العراق. لا يهم ما تلاها من مسيرة الرجل وإصراره على تبنى الإرهاب، فالأهم هو عمق الجرح الذي تسببت به تلك الحادثة التي حرمت مشعان من الإستمرار بزوراءه وقاعدته من قلب العاصمة، وما زال الجبوري يحمل حقداً تحوّل إلى سعي بأخذ الثار من صولاغ؛ ولا طريق أقرب من درب “الطريد”..!
يبدو إن السيد المالكي على إستعداد للتحالف مع (خليفة الموصل) من أجل ضرب من يعتقده خصماً، أو من ينتقد أداءه طيلة سنوات المِحنة الكبرى!..
شحذت سكاكين القاعدة بأموال عراقية مسروقة رسمياً، وأصبحت أمبراطورية الفوضى الإعلامية المالكية (الشيعية) تحت خدمة وتصرف إرادة ورغبات مشعان الجبوري الإرهابية!..
تعريف الإرهاب وتجريم البعث، يوضحه الدستور العراقي، والوصف ينطبق على السيد النائب.. غير إنّ كتلته البرلمانية، وجدت له مخرجاً بعد إنتشار صورته برفقة قنينة الويسكي؛ فتنظيم القاعدة لا (يحتسون المنكر)، وكأنهم يقولون له: “أشرب ما شئت، وأنتمي لمن تشاء، وحارب من تشاء؛ شرط أن تكون باحثاً معنا عن ثالثة”!..