*يوزع في مكتبات كردستان الآن.. مطبوع بعنوان (سنجار المدينة والجبل) للقاضي سلام السنجاري.. **ولا بد وأن نوضح بداية إن** صاحب الكتاب (سلام إسماعيل زيدان) لا ينتسب لعائلة زيدان من أهل العوجة في تكريت التي هاجر جدهم بسبب خلافات عشائرية والتجأ الى سنجار في الستينات من القرن الماضي.. *
*وعرف من هذه العائلة صلاح زيدان الكادر البعثي.. الذي لجأ الى سوريا منتصف
السبعينات.. وعاد للعراق.. وتمت تصفيته من قبل حزب البعث.. وكذلك شقيقه نواف
زيدان.. الذي التجأ اليه أولاد صدام حسين في الموصل.. وأجرى مع الامريكان صفقة
تسليمهم المعروفة.. *
*بل من عائلة غفو ـ غفور كما يوضح القاضي نفسه في الصفحة 170ـ 174.. عن
انحدارها من جذور عائلية ترتبط بمالك الاشتر كما يدعي متفاخراً.. وتواجد
ابناؤها بين تلعفر وسنجار.. وعرف عن هذه العائلة في زمن الدواعش.. التحاق عدد
كبير منهم بمجرمي دولة الخلافة الإسلامية.. الذين جرت تصفية بعضهم اثناء
الاشتباكات التي حدثت في فترة تواجد داعش في سنجار.. من قبل الثوار الذين
تصدوا لهم في حينها..*
*والأهم بعد هذه المقدمة التعريفية.. محتوى الكتاب وتسويقه من قبل مكتبات
كردستان.. هذا المحتوى الداعشي بامتياز.. كأن الكاتب يستكمل مهمة داعش
الفاشلة.. في القضاء التام على السنجاريين وشطب تواجدهم التاريخي ومحو
آثارهم.. *
*حيث يعتمد على التزوير وإلغاء الحقائق تارة.. او التلاعب بالأرقام
والمعلومات.. لهدف واحد ليس الا ّ وضعه نصب عينيه.. وقرر هذا القاضي المعدوم
الضمير الوصول اليه.. بحماقة مكشوفة لا تنطلي على أحد.. ممن يمتلك عقلا في هذا
الزمن العصيب.. *
*خاصة وان ذاكرة الكون.. وأكرر الكون.. كل الكون.. ما زالت منشغلة بما حدث في
سنجار وجرائم داعش المروعة فيها.. وما خلفه قتلة دولة الخلافة الإسلامية.. من
جروح وندوب.. ما زال العالم يتابع تفاصيلها.. ويسعى لعلاج جزء من آثارها
النفسية والاجتماعية..*
*ومع هذا يظهر لنا هذا القاضي المشوه.. بمطبوع رث.. يسطر فيه الأكاذيب.. كأننا
في عصر بداية الإسلام.. وهو يحشو.. عن عمد.. في كتابه المعلومات الخاطئة..
مؤكداً من خلالها بداية.. تحريفه لمعنى سنجار.. سنجار المدينة والتاريخ..
والمنطقة الجغرافية الواسعة.. التي كانت أكبر مساحة جغرافية لقضاء عراقي..*
* وتشمل حدوداً من الشرق الى الغرب لأكثر من 80 كلم متراً هو امتداد الجبل
فيها.. من غرب تلعفر حتى الحدود السورية.. وجنوباً حتى حدود البادية والجزيرة
التي تمتد لمناطق الثرثار.. ويتواجد فيها أي في منطقة سنجار.. مركز للقضاء
يسمى البلد.. كان يتبعه أربع نواحي.. بالإضافة الى المئات من القرى.. التي تم
تدميرها تباعاً.. وكان عام 1975 أفظعها.. حينما جرى تهديم وتخريب أكثر من 365
قرية وبلدة.. وتحويل سكانها الى 12 مجمع قسري.. منحت أسماء عربية واسلامية..
بالإضافة الى تهجير البعض منهم الى زاخو ودهوك وسميل وباعذرة ومناطق الجنوب
ووسط العراق.. *
*كل هذا يتغاضى عنه “المؤلف” ليحجمه الى مجرد مركز القضاء.. الذي شهد هو الآخر
تهجيراً قسرياً متتالياً.. وجرى إسكان العوائل العربية فيه.. في ازمنة
متعددة.. لم يكن زمان البعث المقبور نهايتها وهذا ما سعى اليه الدواعش.. من
محاولات لخلق تغيير سكاني وجغرافي في سنجار.. وفشلوا فيه.. رغم حجم جرائمهم.. *
*هذا الفشل الذي تحقق بفضل صمود اهل سنجار أولا وأخيراً.. ومن دعمهم ووقف بوجه
زحف الدواعش الذين كانوا يخططون وفقاً لأوهامهم.. للمكوث والبقاء الدائم في
سنجار.. بعد اقتلاع أهلها وتشتيتهم او قتلهم والتخلص منهم.. بعد فشل فرض
الإسلام عليهم.. *
*ليقولوا للعالم.. ان سنجار منطقة عربية وإسلامية.. تخفق في ارجائها رايات
الله أكبر.. ولا إله الا الله.. ودولة الإسلام باقية..*
*هذا الفشل المريع لم يتوقف عنده الكاتب الإسلامي.. والقاضي الذي كان من
المفترض ان يحتفظ بجزء من ضميره.. وتجاوزه بصلافة.. ليقول.. لعشرات المرات
مكرراً ذلك الحلم البائس.. ان سنجار.. سنجار التاريخ والجغرافية.. التي
اختزلها الى مركز المدينة فقط.. ليست الا مدينة عربية إسلامية.. يجري وصفها
خطأ بأنها منطقة الايزيديين.. ولأن وما فيها من إيزيديين.. هم مهاجرون من
تركيا ومناطق الشيخان.. ليسوا الا اقلية لا يحسب لهم الحساب.. ولا يشكلون
رقماً معتبراً في عرفه.. طالما كانوا خارج نطاق الدائرة الاسلامية.. ويحشو بين
طيات كتابه ارقام وجداول ملفقة.. كأنها شهادات ووثائق دامغة..*
*والأسوء من هذا كله إصراره في “البحث” عن مخلفات “تاريخية” يسعى فيها لتأطير
التواجد العربي في سنجار.. ويجعله الأقدم.. كل هذا ليؤكد: *
*ان المنطقة عربية ـ إسلامية.. *
*في الكتاب الكثير.. الكثير مما يمكن تفنيده ودحضه.. قد نعود له لاحقاً.. لكن
يبقى السؤال المهم.. عن الدوافع والمبررات التي تدفع قاضياً نشأ وولد في
سنجار.. للتحامل على من احتضنه من أهلها.. وتزوير تاريخهم.. والتحامل عليهم
بهذه الصيغة المعيبة.. *
*في زمن مازلنا نعيش أجواء كوارثه.. ونشم رائحة الدم والموت من الأرواح التي
زهقت في سنجار.. ناهيك عن صراخ الأطفال والآلام التي مازالت تعاني منها النساء
والفتيات اللواتي تعرضن للمهانة والاغتصاب.. *
*كل هذا لم يشفع للـ “القاضي” سلام إسماعيل زيدان.. ولم يحرك فيه ساكناً..
وبقي متحجراً في موضعه شاهراً حقده بلؤم لا يجاريه فيه أحد.. غير قتلة الدواعش
من مجرمي دولة الخلافة الإسلامية..*
*كتاب يزور التاريخ ويتلاعب بالوقائع.. ويضع نصب عينيه هدفاً لا يخفيه ليقول
بلا خجل: *
*ان سنجار قضاء عربي واسلامي.. والمتواجدون فيه من الايزيديين.. ليسوا الا
شراذم من المهاجرين والنازحين.. من المخجل ان يوزع في مكتبات كردستان
والعراق..*
*ـ القاضي سلام السنجاري.. سنجار المدينة والجبل.. توزيع مكتبة خاني دهوك..
مطبعة تهران 2021*