علاء الخطيب
قد يتسائل البعض ما وجه الترابط والشبه بين الحدثين فالأول سياسي والثاني رياضي, ولكل منهما أدواته وجمهوره, فكيف يرتبطان ويتشابهان؟
نعم إنهما متشابهان ومترابطان وكما يقول المناطقة (عموم وخصوص من وجه) لكنهما يتشابها ويرتبطا من من جانب آخر. فلكل من الحدثين معارضون ولكل من المعارضين لغته ومفرداته في الحوار, فلغة معارضي قمة بغداد, كما رأينا هي القتل الجماعي للأبرياء والتفجيرات والرعب والارهاب ومفرداتهم الارهابية السيارات المفخخة والـ تي أن تي والقتل والدماء, فهي لغة الهمجية والتوحش, اللغة التي لا تمت للإنسان وحضارته بصلة,ومع ذلك نرى البعض لا يسهجنها ولا يستنكرها , ويعتبرها أمرأ طبيعياً يأتي على خلفية الصراع الطائفي , بينما استمعنا الى لغة معارضي الفورميلاون ومفرداتها فكانت عبارة عن أعلام وطنية ذات اللونين الأبيض والأحمر، ومظاهرات سلمية وشعارات تطالب بالحرية والديمقراطية مثل (نرفض حكم الديكتاتورية) ,و كذلك إطلاق سراح المعتقل المضرب عن الطعام عبد الهادي الخواجة, وأقصى ما ذهب اليه المحتجون على الفورميلاون هو غلق الطرقات والشوارع الرئيسية في العاصمة البحرينية, وكلها مظاهر إحتجاج حضارية ووسائل متبعة في كثير من دول العالم المتحضر.
ففي الوقت الذي سكت فيه الإعلام وأغمض عينية عما حدث في البحرين من خروقات لحقوق الإنسان أثناء إقامة سباق الفورميلاون ووصف المحتجين بالارهابين, بنفس النهج والمسلك أطلق على الارهابين الحقيقين الذين فجروا السيارات المفخخة في بغداد قبل إنعقاد القمىة (مسلحين مجهولين أو جهات معارضة لحكومة المالكي) هذا التناقض والازدواجية في المعايير هي التي جعلت الاعلام العربي فاقداً للمصداقية والمهنية والموضوعية.
فبين قمة بغداد والفورميلاون تشابه كبير من حيث أنهما حدثان يقامان في عاصمتين عربيتين تشهدان عدم إستقرار أمني , و يواجهان معارضة , ولكن مختلفتين في نوعية المعارضة التي تواجهانها , فشتان بين الحضارة والهمجية وبين الإنسانية والتوحش وبين لغة القتل ولغة السلام. فمعارضي قمة بغداد قتلة مجرمون جلادون مدعومون من جهات تستفيد من عدم إستقرار العراق. أما معارضو الفورميلاون مواطنون حضاريون يطالبون بحقوقهم ويرفضون الظلم والاستبداد منطلقين من وطنيتهم وإيمانهم بالوطن والمواطنة , لا يمتلكون دعماً سوى الدعم الجماهيري الذي خرج يناصرهم وهم يتلقون الموت و رجال الأمن بالصدور العارية وهم الضحايا التي يقع عليها القتل وليسوا القتلة الذين يفجرون وشتان بين الجلاد والضحية .
إذاً هذا هو التشابة والإختلاف بين قمة بغداد والفورميلاون.