للشاعرة : سلفا كابوتكيان
ترجمة : حامد خضير الشمري
أغنية الطريق
كم هو رائع أحيانا ان تغادر الأماكن
والبيت والمدينة التي شهدت ميلادك
وأن تطوف الأرض وحيدا
سالكا الطرق عبر الأماكن المجهولة .
أية أرض لا تنتهي طرقها
حيث تنبسط المشاهد الجميلة دائما؟
وأية ريح جامحة تهب الى الأبد
بوسعها ان تجلب للروح عذوبة كهذه ؟
***
وميض الجمال الأرضي الطليق
يلهم القلب بالبهجة والكبرياء
بينما تمرق أمام ناظريك المدن التي لا تحصى
عندما تمضي عبر الطرق النائية
ومع انك تبدو وحيدا ولا تلتقي بأحد
يعرفك طيلة النهار
فأنت متأكد ان ترحيبا وديا ينتظرك
من عائلتك العظيمة في الطريق .
لا يعرفني الناس في بعض الأحيان
وأين سأمضي أو أين كنت
إلا أن المدن السخية ترحب بي
عابرةَ سبيل لم ترها من قبل
كم هو جميل أن تطوف الأماكن النائية
عبر شوارعَ كلّ بيتٍ فيها جديد
وترى في النوافذ وجوها
تبدو قريبة عليك و عزيزة .
***
وعندما تنجذب الى من حولك
وتتحسس بالقربى عميقة و دافئة
عندئذ تعرف أن تلك الأواصر تشدك دائما
طالما تشكل أنت وإياهم عائلة واحدة.
أنك أحدهم دون شك
وسيظهرون الودّ عندما تبدأ بالحديث
بلغة لكناء نوعا ما
حتى لتشعر بأنك قد أسرت قلوبهم.
***
وكم هو جميل عند عودتك
من السفر عبر أرضنا العظيمة
أن تشعر بالقوة الفتية تتضرم داخلك
وترى القمم المكللة بالثلج في متناول يديك
وتزور الأصدقاء وتشعر بالظمأ أقوى
للنبيذ الذي تجود به حدائقنا
وفي بيتك الذي لم يعد يحتمل الانتظار
أن تعمل مبتهجا وتحيا
اندفاع
عشت جميع أيامي مندفعة وسخية
كحياة الأميرات الطفولية الطائشة
ربما تحتم علي أن أحس بالوهن في طرقي
أو أشعر بالزهو بقوتي وثباتي
***
كنت أثق بحمق وأصغي الى الأكاذيب
وعند إدراكي الكذب أدير وجهي بازدراء
دون لوم أو تعنيف وأغض نظري
خشية أن أرى شجب الخديعة.
***
وكنت أشرع أبوابي على رحبها
عندما كان ينبغي على الأبواب أن توصد
وكنت أمشي بأنفاس خفيضة عندما لا يكون أحد يقظا
ولم تدرك روحي في زهوها كل الخسارات والعلل
ولم تحنها الشرور كلها .
***
كنت أقول دائما : ” إذهب !” عندما كان علي أن أقول : ” إبقَ ! “
ولم أعتقد أن أحدا يستحق المطاردة
وكنت ألقي كل ما أجده على الفور
وكان علي أن أبكي بحرقة لكنني انفجرت ضاحكة.
***
عشت جميع أيامي مندفعة وسخية
كحياة الأميرات الطفولية الطائشة
ربما تحتم علي أن أحس بالوهن في طريقي
أو أشعر بالزهو بقوتي وثباتي