ترجمة صلاح زنكنه
لو كنا أنا وأنتِ كلبين
في قرية, في بستان للماشيةِ
وسط قطيع من الأغنام
نعيش سوية
حتى لو كنا كلبين سائبين
ومأوانا بمقربة محل قصابة
لهرولنا وتهنا هنا أو هناك
بحثا عن عظمة أو لحمة
كزوجين حميمين
نمرح سوية مع الصبية الصغار
شتاءً نبتل معا, ساخرين من الصيف, مادين له ألسنتنا
وحين نرغب في النباح … ننبح
وقد أرفعُ قائمتي على عمود كهرباء أو شجرة وأتبول
لو كنا كلبين ؟
ما كنا بحاجة أن نحمل أوراق ثبوتية
ولا الى جواز سفر كي نعبر الحدود
لو كنتُ أنا كلبا شهوانيا ؟
وأنت كلبةِ حائض ؟
ما كنا نحتاج الى مباركة رجل دين
ليعقد قراننا ويزوجنا
لعشنا زوجين وفيين في كوخ ما
في زاوية مظلمة أراكِ تتمخضين
لنكون أبوين حنينين
لجراء رمادية, جراء بيض, جراء سود
نتراكض ونتقافز مرحين بين المروج
لو كنا كلبين ؟
ما كنا عرفنا البزاز ولا الخياط
لكنا عراة .. عراة .. أبدا
لا أحد يسألكِ: لِمَ تنورتك قصيرة ؟
ولا أحد ينهرني: ليكن كأس خمرك سما زعافا !
وما كان لأحد أن يراقب محتوى موبايلاتنا
ولا كان مئة جاسوس خلفنا
ما كان لأحد أن يعكر صفونا
ولا ارتعشنا ذعرا
في انتظار راتبنا التقاعدي منذ ثلاثة أشهر
ولا كنا مدينين لرسوم الماء والكهرباء
ولا صرفنا نصف مرتباتنا لشراء الأدوية
وما دهمنا الخوف ونحن في الكافتريا
لو كنا أنا وأنتِ كلبين ؟
ما كنت أنا أعاود طبيبا نفسيا
ولا أنتِ ترتادين صالونات التجميل
وما كان لأي كائن كان أن يسألنا
لم لا تقبلون الحجر الأسود ؟
أو يأمرنا برمي الشيطان بحجر
لو كنا أنا وأنتِ كلبين ؟
ما كنا قد اتخذنا قطعة أرض
ليكون قبرا لنا
وما كنا ملزمين بتسجيل أسمائنا الثلاثية
لدى حفار القبور
ولا مستأجرين لبيوت
ولتحاشينا ضيوف منتصف الليل
الذين ينخرون أدمغتنا بالأكاذيب
لو كنا كلبين ؟
لما انخرطتِ أنتِ في تنظيم نسوي
ولما حملت أنا السلاح من أجل الحزب
ولا رحلنا هائمين بين الملاجئ والخنادق كل هذي السنين
تعالي .. تعالي .. تعالي
لنكون كلبين …
قصيدة (تعالي لنكون كلبين) للشاعر الكردي قوباد جلي زادة
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا