بمناسبة اليوم العالمي للقصة القصيرة جدا ، أنشر بعض قصصي الفائزة بالمراتب الأولى في مسابقات مشرقية ومغربية :
قصص قصيرة جدا :
………………………….
-تأويل
نظروا إلى الشارع ، فبدت لهم أفواه الحشود فاغرة …
قال شهبندر : هي صراخات الجياع
قال كبير البصاصين : هي إيماءة الغضب
قال المستشار المخنث : هي صهيل الجنس
قال الذي عنده علم اليقين : هي عدوى التثاءب …!
…………..
نزوح
يضيق بالسباحة في الحوض المائي ؛ فجأة تنبلج بوابة الزمن …حين يهم بالعبور إلى المنفى، يغص بالامتداد…
……………….
نوع
خلعت ثيابي ، أقنعتي وخجلي ،انتصبت عاريا أمام قوامها الفتان ، أنقب فيَّ عن فحل ، عن شبق ، لأثبت لمومس من اللدائن اقتنيتها من السوق الحرة… أني لست نسخة صينية…!
…………………..
وصال
يكتب رسالة قصيرة على جدار الغرفة ، يتناول كأسه الأنيقة من الرف، لم يجد أحدا ليودعه ؛ بجرعة ونصف يعبرلزيارتهم تحت التراب..
………………………
صعاليك
العجوزالجائعة التي تفترش الرصيف الخلفي للميناء ،أكلتها الحيرة حين رمتها النوارس ببعض السريدينات…!
………………………..
– مدجنة
ضاق الدجاج درعا بخناق الخم…كلما اِشْرَأَبّت أعناق الصيصان إلى ما وراء السياج ،نفش الديك ريشه وصاح مُهَوِّلًا من صورة الثعلب المكار…!!
……………………….
عيد
ينتظر صبيتها حلوله…يلتمسونه في الحلم ، يترقبونه من كوة في الجدار ، حين أخلف موعده ،سألوا عنه حاملة الآلام ؛ فقالت والدمع يكفكف لؤلؤه :
– ” ألمت بالعيد ضائقة يا أولاد…! “
……………………….
حقيبة
حزم أغراضه مبتعدا خارج الخريطة…عندما غفا على مقعد الطائرة؛ ألفى الوجوه و الأمكنة التي غادرها قد تزاحمت في وجدانه ؛ فسافر مكتظا
…………………………
سينما
تململ العبيد تحت الكرسي…ترنح الصولجان وأوشك على السقوط ، تصوب فوهات شقيقة إلى كواليس المشهد ، تدوي الطلقات ، تسقط الخريطة مضرجة بالرماد …
……………………….
كاميرا
لغرض ما في نفس المخرج ، يغتال السيناريو أبطال الملحمة ، ويطلق عنان الخيال للكومبارس …
……………………….
آخر الحكاية
الغراب الذي وارى ضحيته في أول الحكاية ، لم يجد قبرا لغريمه في محمية قابيل …
………………………
– حلزون
نسي قمصانه على حبل الغسيل والجوارب في الحذاء القديم…أوكل الباب للريح وغادر متأبطا ألبوم صور …في المنعرج سأل عن درب يؤدي إلى بيت أفضل …!!
………………………
تابوت
قبل الرحيل المر، يدفن الشمس والقمر في قلبه ويكظم الحداد و النزيف…في عبوره اليائس لبوابة المنفى ، تضبطه كلاب الأمن متلبسا بتهريب الموتى…!
………………………..
– لعبة
لوح لي من بعيد ؛ اقتفيت أثره…حين لحقت بحصانه الخشبي استدار ..تراءى لي ذلك الطفل الذي كنت مدججا بالرغبات… وضع على عيني عصابة ولاعبني الغُمّيْضَة…!!
– عبد اللطيف ديدوش / المغرب .