تمشي حافية القدمين في طريق مليء بالأشواك لا تقوى عليه ، وهي التي ولدت في ربوة ذات شقاء ، من أب مات بعد النشأة الأولى ، وأم صغيرة ، تزوجت به وهي لا تعرف للحب طريقا إلا طريق الذل، راحت تبحث عن تجربة ثانية لعلها تكون ذات واقع جميل محفوف بأزهار حلم قديم.
حين اشتد الظلام ، وقوى المطر لتوزع الشعاب عطرها المختوم بالخوف ، لم يكن لديها من حيلة غير خيمة سوداء يحتمي تحتها جسمها الضعيف.
لم تكن وحيدة فيها ، فقد امتلأت وأصبحت مكتظة عن آخرها .
والغريب في الأمر أن كل سكانها يحملون هموما متشابهة ، كأنها لنفس واحدة ، في الألم ، وفي حيز الصبر أيضا.
الريح لا يأمن مكرها إلا الغافلون..
في الليلة التالية، داهمتهم ريح عاصف، لم تبق ولم تذر أحدا، إلا هي ..وحيدة ..كما بدأت ..
واصلت رحلتها الطويلة نحو مطلع الشمس ، شدت رحالها ، لم تقوَ إبلها على حمل بضاعة ألمها وحزنها..فتألمت أكثر..فأكثر.. إلا أن صراخ حفيدها قطع رحلتها القاسية ..
كانت كابوسا مؤلما ..!
استيقظت ، وإذا بالأحفاد والأولاد ..يحيطون بها ، وبفراشها الوفير، في غرفة جميلة ، مكتملة من كل شيء ..كأنها عروس في ليلة دخلتها..!