اياد خضير
المطر تحول من رذاذ الى قطرات كبيرة ، تضربني بقوة فأشعر بانتعاش ، بنشوة عارمة ، ولما لم أكن مخمورا فقد كنت سعيدا .. الأرصفة رطبة ، السيارات المسرعة تزيد من هذه الرطوبة بما ترشه عجلاتها وهي في أكثر من سرعتها المعهودة .. فيزداد الوحل ويلتصق بحذائي ، فلا اسمع سوى صوت العجلات على الشارع الموحل .. صوت الرعد يفزعني ، أشاهد أغصان الأشجار تتراقص مرة ومرة أخرى أشاهدها جرداء شامخة ، وأنا أسير في الشارع المتهرئ ، المياه الراكدة ، على هيئة مستنقعات صغيرة ، الحركة بطيئة ، أظلم كل شيء ، الأشياء تبدو أمامي كهياكل ضخمة ، أشباح ، لحظات حتى توجهت نحوي 00جلست قبالتي حجزت كل شيء كأنها الموت ، ظهر رجل عملاق يتنفس ببطء ، ماسكا عصا غليظة تخيفني ، ينظر إلي علانية كأنه الهلع ، وأنا أحاول ان أتخلص من نظراته بنظراتي الخاطفة ، شدني أليه، اخترق الحاجز ، خرجت كلماتي من بئر عميق ، ابتسمت ، ابتسامة مريضة ، صفراء ، وصدري يعصره الألم فأنا لا أميزه ، انه هيكل اسود ، أما ظهره عريض يبقر نظراتي ، مثل حركتهن بشيء من الامتحان .
قــلت :ــ ماذا تريد ؟
قــال :ــ ما تبتغيه من طرحك هذا السؤال ؟
ــ لم افهم ما الذي يقصده .. لقد نسيت في هذه اللحظات الطويلة ما كان قد دار بيننا.
قــلت :ـــ ماذا تعني ؟
كشر عن أسنان بيضاء ، وضحك بود ظاهر .
قـــــال :ــ لقد قابلت الكثيرين أمثالك وقد كان كل منهم يتهرب من مدح نفسه ، ياللزمرة المسكينة !
قـــلت باندهاش :ــ الزمرة المسكينة ؟
أجاب :ــ نعم ، نعم الزمرة المسكينة ، التي تتلخص حياتها بكلمات لطيفة ، لكنكم تصرون على ان ترفضوا أقولها أمامكم بهذا الشكل الصريح .
صمت قليلا ، وواصل وأنا صامت وخجول بل خائف لا افقه ما يقول ، عن أي شيء يتحدث ، وماذا يريد ! لا اعرف بالضبط ، قفزت قفزة كبيرة حملتني الى حوض الشارع العريض ، ازداد التصاق الوحل بحذائي ليقلل من ركضتي ، وإذا بكلاب مسعورة تركض ورائي بنباحها المخيف ، نفس الإيقاع نبحتان قويتان ومتصلتان وواحدة في الريح تركض باتجاه وجهي ، احدهم كلب ضخم خُيلَ لي أنني رأيت هذا الكلب من قبل ، كان ينبح في طريقي الى البيت ، قد بح صوته الآن قليلاً.
تعثرت قدماي ، سقطت على الأرض ، مسكت بعصا غليظة وإذا بالرجل العملاق يمسك بها بقوة ، أنها عصاته التي سوف يهشم بها رأسي .
ـــ ألم اقل لك انك إنسان جبان لا تستطيع ان تواجه أعداءك سوف اقضي عليك ، ألقنك درساً لن تنساه أبدا ، واخذ يضرب بالعصا على أنحاء جسدي وأنا اصرخ ، أتألم ، أفقت ، فتحت عيني بعد ان أزحت الغطاء عنها ، توجهت الى النافذة المطلة على الشارع كانت الشمس قد أشرقت وحركة الناس اعتيادية ، لايوجد مطر او وحل ياله من حلم مفزع .
قصة قصيرة ( درس لن أنساه ) اياد خضير
المطر تحول من رذاذ الى قطرات كبيرة ، تضربني بقوة فأشعر بانتعاش ، بنشوة عارمة ، ولما لم أكن مخمورا فقد كنت سعيدا .. الأرصفة رطبة ، السيارات المسرعة تزيد من هذه الرطوبة بما ترشه عجلاتها وهي في أكثر من سرعتها المعهودة .. فيزداد الوحل ويلتصق بحذائي ، فلا اسمع سوى صوت العجلات على الشارع الموحل .. صوت الرعد يفزعني ، أشاهد أغصان الأشجار تتراقص مرة ومرة أخرى أشاهدها جرداء شامخة ، وأنا أسير في الشارع المتهرئ ، المياه الراكدة ، على هيئة مستنقعات صغيرة ، الحركة بطيئة ، أظلم كل شيء ، الأشياء تبدو أمامي كهياكل ضخمة ، أشباح ، لحظات حتى توجهت نحوي 00جلست قبالتي حجزت كل شيء كأنها الموت ، ظهر رجل عملاق يتنفس ببطء ، ماسكا عصا غليظة تخيفني ، ينظر إلي علانية كأنه الهلع ، وأنا أحاول ان أتخلص من نظراته بنظراتي الخاطفة ، شدني أليه، اخترق الحاجز ، خرجت كلماتي من بئر عميق ، ابتسمت ، ابتسامة مريضة ، صفراء ، وصدري يعصره الألم فأنا لا أميزه ، انه هيكل اسود ، أما ظهره عريض يبقر نظراتي ، مثل حركتهن بشيء من الامتحان .
قــلت :ــ ماذا تريد ؟
قــال :ــ ما تبتغيه من طرحك هذا السؤال ؟
ــ لم افهم ما الذي يقصده .. لقد نسيت في هذه اللحظات الطويلة ما كان قد دار بيننا.
قــلت :ـــ ماذا تعني ؟
كشر عن أسنان بيضاء ، وضحك بود ظاهر .
قـــــال :ــ لقد قابلت الكثيرين أمثالك وقد كان كل منهم يتهرب من مدح نفسه ، ياللزمرة المسكينة !
قـــلت باندهاش :ــ الزمرة المسكينة ؟
أجاب :ــ نعم ، نعم الزمرة المسكينة ، التي تتلخص حياتها بكلمات لطيفة ، لكنكم تصرون على ان ترفضوا أقولها أمامكم بهذا الشكل الصريح .
صمت قليلا ، وواصل وأنا صامت وخجول بل خائف لا افقه ما يقول ، عن أي شيء يتحدث ، وماذا يريد ! لا اعرف بالضبط ، قفزت قفزة كبيرة حملتني الى حوض الشارع العريض ، ازداد التصاق الوحل بحذائي ليقلل من ركضتي ، وإذا بكلاب مسعورة تركض ورائي بنباحها المخيف ، نفس الإيقاع نبحتان قويتان ومتصلتان وواحدة في الريح تركض باتجاه وجهي ، احدهم كلب ضخم خُيلَ لي أنني رأيت هذا الكلب من قبل ، كان ينبح في طريقي الى البيت ، قد بح صوته الآن قليلاً.
تعثرت قدماي ، سقطت على الأرض ، مسكت بعصا غليظة وإذا بالرجل العملاق يمسك بها بقوة ، أنها عصاته التي سوف يهشم بها رأسي .
ـــ ألم اقل لك انك إنسان جبان لا تستطيع ان تواجه أعداءك سوف اقضي عليك ، ألقنك درساً لن تنساه أبدا ، واخذ يضرب بالعصا على أنحاء جسدي وأنا اصرخ ، أتألم ، أفقت ، فتحت عيني بعد ان أزحت الغطاء عنها ، توجهت الى النافذة المطلة على الشارع كانت الشمس قد أشرقت وحركة الناس اعتيادية ، لايوجد مطر او وحل ياله من حلم مفزع .