في صحراء قاحلة ،عشر قبائل ،وبئر واحدة،والفصل صيف حارق . .!
اشتد الصراع بينها ،كل واحدة تدعي أن لها النصيب الأكبر من الماء .
أخذ ت المعركة الوقت الكافي ،بلغ القتل والسفك النصاب ، واصطبغت الأرض بالأحمر معلنة الترمل واليتم من كل جانب .
ولكن لو نطق الجبل الأصفر لقال الحقيقة المرة، وقدّم النصيحة الغالية، تشفى بها صدورهم المريضة بمرض عمّر أربعين سنة .. !
هاهم كبارهم يقحمون حتى النساء والأطفال في معركتهم رغم أن هذا ليس من أعرافهم .. !
النسور محظوظة هذه المرة فاللحم طري ، لم تمسه أشعة الشمس من قبل ؛ فالصغار أكثر صرعا .
آن لك – يا ساكن السماء – أن تفرح وتعلن انتصارا لم تقدم من أجله أي شيء ثمين ، وأن تقول للعالم أنك انتصرت يوم أن خسرت أقوام جاهلة ، لا تعلم من أبجديات الحياة غير الدم المسفوك.
بكت صخرة كانت على الجبل ورمت بنفسها من عل لتضرب أخرى كانت حزينة أيضا لما حلّ بجيرانها من بني آدم ، فانفجرت الأرض ماء واستفاق هؤلاء.
لم تكن الصخور تشبههم في شيء ، فهم أشد قسوة ، تفجرت من أيديهم دماء وتقطعت تحت أقدامهم أشلاء تطهرت الرمال برحمة القسوة المزعومة ، وكتب آدم على وجهها الجميل – زورا- أنها لا تصلح لشيء غير الصدمة والرمية القاتلة .
هاهي تثبت العكس وتكشف كذبه..
(وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ.. ).
..وعاش الجميع بسلام ، من حجر وبشر.. !
—–
من مجموعتي القصصية ” قبيل الفجر بقليل “..