لمرورالذكرى الثانية لرحيل الشاعر ( علي جليل الوردي ) نصير السلام والعدالة والقانون
من الممكن أن ننسى الكثير من الأحداث والأشخاص في حياتنا ، ولكننا لا ننسى آباءنا الذين حفروا في الصخر ليبقونا أحياء مكرمين ، في زمن ظن الطغاة انهم أقوى من الحق والعدالة ، ولم أجد ما يعبر عن مكانة ابي ودوره في الحياة أبلغ من أبيات شعره التي عبرت عما عاناه ويعانيه الإنسان العراقي العظيم بصبره وبقدرته على تجاوز محنه عبر العصور والدهور .
وسأكتب اول قصيدة لا على التعيين تظهر بين دفتي الديوان _ الذي لم يطبع _ والتي تعبر بصدق عن حجم ما عاناه ويعانيه الفرد العراقي :
( في 14 /6 / 1988
لزوميات ملتزمة
ـ الى الصديق الشاعر القاص الاستاذعبد المجيد لطفي
جواب لزومياته المنشورة في صفحة ادب وثقافة من
جريدة العراق بتاريخ 23 / 2 / 1988 م راجيا أن
يتقبلها برحابة صدر . مع تحيتي وتقديري ـ
اني عجبت لقول شاعرْ قَرَنَ الحظوظ مع المصائرْ
إذْ قال : (حظك عاثرٌ ) ومضى يلوم الحَظَ ثائــرْ
ويلوم شِرْعَتَهُ المنيـ رَه ، وهي تَفْضُلُ كل نائـرْ*
حا شاك من رأي يَشوبُ وأنتَ للإحسان بائــرْ
………
لا ، ليس بالحَظّ الحيا ةُ، وإنما هي بالـبصائرْ
بالسعي . بالتدبير ..لا شيءٌ بغير السعي صائرْ
بالصبر في المسعى وإن دارتْ مع الصبر الدوائـرْ
مهما يكن مُرا ، فإنّ المرَّ قد ينفي مرائر ْ !
………
بَّشر بخيرٍ ، ربمــا تأتي بِبُغْيـَتِك الـبشائـرْ
سِرْ في الطريق ،فقد يَحط ُّ الرْحلَ بعد الجُهد سا ئرْ
أوقِـدْ لمِرجلِـك اللَّظى وقداً يَجيـئـكَ الماءُ فائرْ
واهزُزْ بـجـذع النخل تَـّساقـَطْ من الرِّطبِ النضائـرْ
……..
أوقد بليل القُـرِّ في الصحـراء تَجذبْ أيَّ طائـرْ
أو تجذِبُ الساري الضليلَ بمَـهْـمَهِ البيداء حائـرْ
جَرّبْ فما للقاعدين من الغزاة سوى صغائـِرْ
والكُبريات من الحُلي للكُبرياتِ من الحرائرْ!!
………
يا صاحبي إن لَمْ تَغِرْ طلبا فإنّ الغيرَ غائرْ
لا تَعجِزنَّ عن المَضا ءِ فَلَنْ ينالَ المجدَ خائرْ
جَرب وجرب في حياتك بالروائجِ والبوائرْ
مَن هاب أسباب الخسائـر هل ستعدوه الخسائـرْ
بَحر الحياة بغوره هيهات تَسبرهُ السرائرْ
جَرُبْ بلا أملٍ ، فـليس مِن التجارب أيّ ضائرْ
ما الحظُ إلاّ حجةُ المغلوب في النُّوب الدوائرْ
…….
أأقول إن الحظ قد خَطَفَ الأحِّبَة وهو جائرْ
أم انها الآجال خُطت منذ تقدير المصائرْ ؟
أم ايّ شيءٍ ، لستُ أدري ،إنني والله حائرْ !
فيم الوجود ُ ؟ لمَ الفسادُ ؟ لم َ المقابرُ والحفائرْ ؟
أمرٌ يُحار به النُهى ، ويهز أربابَ البَصائرْ
………
أنا ذا أقولُ ومبضع الآلام في الأضلاع ثائرْ:ـ
الكأس قد فرغت ، ولكن لم يزلْ في الكأس سائر ْ **
فاعمِدْ اليه وكُنْ به ( مَثلا مِن الأمثالِ سائرْ )
……..
عبدَ المجيدِ ، وأنت في الإبداع قُـدوَةُ كُلّ سائـرْ
ومَنارةً لألاؤها متميزٌ بين المنائِـرْ
هَوِّن عليكَ ، فإنما جَزَعُ الكِبارِ مِنَ الكَبائـرْ
ولَـكَ المَـقـامُ وصِيتُكَ المرموق ُ في الآفاقِ طائِرْ***
أَوبعدَ هذا مِنْ مَرامٍ يا أبا اللُّمَع ِ النوائِرْ ؟
أَوليسَ حظاً للأَديبِ بأَن يَعيشَ بخُصِّ طائرْ ؟ !
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بأر الخيرَ : عمله مستورا
**السائر من الشيء : بقيته
*** طائر : منتشر )