فريدة الحسنــي
قمم وتحديـــات
تجري الاستعدادات لعقد القمة العربية الثالثة في بغداد نهاية شهر آذار الجاري والتي تعد الحدث الاهم في العراق منذ عام 2003 ، تأتي هذه القمة بمثابة حاجة ضرورية للحكومة العراقية لكي تثبت للعالم مدى قدرتها على الإمساك بالأوضاع العامة، ومدى تمكنها من الخروج من أتون الأزمات بعد رحيل القوات الأمريكية في شهر كانون الاول الماضي ، كما انها ستعقد بالفترة االتي تشهد تباعد عراقي خليجي والذي اتضحت بوادره في الإعلان المبكر لمملكة البحرين بعدم حضورها قمة بغداد، كما أن الوضع السياسي المتأزم بين بغداد والكويت يتطلب من الحكومة العراقية تقديم بعض التنازلات بشأن بناء ميناء مبارك ، ويرجح مراقبون أن تضغط الكويت بشكل أكبر على العراق في قضية ميناء مبارك والمساومة بشأنه كشرط مسبق لحضور القمة ، هذه الأسباب وغيرها ربما لن تكون التطمينات التي قدمتها الجامعة العربية للعراق كافية لعقد القمة ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عن مدى قدرة القمة العربية على التحكم بمسار الأزمات العربية المختلفة رغم أن هناك من سيحضر لأول مرة القمة بوصفه زعيماً لدولته، مثل مصر وليبيا واليمن وتونس
الاولى والثانية
عام 1978 استضاف العراق القمة العربية الاولى ، وتقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، أما القمة الثانية التي حملت الرقم 12 وعقدت في العام 1990، فقد شهدت حضور جميع الزعماء العرب باستثناء الرئيس السوري السابق حافظ الأسد لموقفه الداعم لإيران في حرب السنوات الثماني التي خاضتها العراق معها، كما شهدت القمة توترات حادة بين العراق من جهة ، ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى، اندلعت بعدها حرب الخليج الثانية.
توقعات مايطرح
الوضع في ليبيا غير المستتب حيث التهديد بتقسيم البلاد لا زال قائماً نتيجة الخلاف بين أمراء الحرب، والخلاف أيضاً بين القبائل والعشائر.
الأزمة في تونس حيث العلمانيون وجدوا أنفسهم خارج أي تمثيل في السلطة رغم أنهم أول من دفع ثمن التغيير.
اليمن وما يتردد من عدم اقتناع أطراف بالمعارضة بالرئيس الجديد لتضاف أزمتهم إلى الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.
مصر وما تتخبط به من خلافات طائفية ومن مواجهات بين أطراف معارضة والعسكر في ظل تفاقم الوضع الاقتصادي.
اما الازمة الرئيسية هي
جامعة الدول العربية نفسها التي لم يكن لها أي دور فاعل في التغيير الحاصل في العالم العربي والتي وجدت نفسها بحكم ضعفها مضطرة للاستنجاد بالأمم المتحدة وبمجلس الأمن، والتي غالباً ما كانت العواصم الغربية تسبقها في إعلان المواقف لتعود هي بدورها إلى ترديد ما تم إعلانه ، يبقى السؤال مطروحا حول مدى قدرة العرب على التفاهم حول أولويات الأزمات التي تهددهم لطالما أنه ما انعقد اجتماع إلا وكان الخلاف سيد الموقف، وما صدر بيان عن الجامعة إلا وعادت أطراف من الجامعة لترفضه، أو تتحفظ عليه، أو تنتقده، أو لتعتبر نفسها غير ملزمة به .
مايهمنا
لاشك أن حضور العرب للقمة العربية نهاية هذا الشهر يبعث في النفس الأمل والتفاؤل في توثيق عرى المحبة بين العرب ، كلنا امل بقدرة العراق عن إنجاح هذه القمة وفرض اسمه مجددا كلاعب فاعل ومؤثر في القرارات العربية
بقي ان نقول للسياسيين في الدولة العراقية ورجال الدين وحتى المعارضه ، فكروا بالتأخي ، بعراق مستقر ، ولاتنسوا كلام رب العالمين في كتابه الكريم (( بسم الله الرحمن الرحيم ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا .
صدق الله العظيم ))