حامد كعيد الجبوري
الشاعرة التونسية سميرة الزغدودي
ولدت بتاريخ 21/11/1970 بالقيروان /الجمهورية التونسية
– درست في القيروان وتخرجت سنة 1990
– المهنة : أستاذة في التعليم
– بدأت بكتابة الخواطر وتعلمت العروض وانطلقت تجربتها في الشعر العمودي التي توجت بالنجاح
– تم نشر قصائدها في عدة مواقع ومجلات وجرائد
– منذ سنّ الطفولة تعشق المطالعة وخاصّة روايات “شكسبير” و”طه حسين” ومن ثمّ أنطلقت أناملها في رسم لوحة فنّيّة تمزج فيها بين الحلم والخيال وألفت القصص القصيرة ونسجت بعض الخواطر بأسلوب “ميخائيل نعيمة” و”أبي قاسم الشّابي” و”جبران خليل جبران”.
ثَوْرَةُ حُرُوفٍ
لها حوار جميل يسوح بين بحور الفراهيدي
قال البسيط:
لَوْ أَنّ أَنْدَلُسًا عَادَتْ كَمَا العَادَةْ
لَكُنْت مَنْ خَلَفَتْ فِي الشِّعْرِ وَلاَّدَةْ
الوِدُّ يَكْتُبُ بِي كُلَّ السَّعَادَةِ إِذْ
بِالحَرْفِ أَرْسُمُ للاِبْدَاعِ مِيلاَدَهْ
وَيَصْحَبُ الحُبُّ أَوْجَ الشَّوْقِ فِي دَأَبٍ
تَاللهِ يَنْحَتُ فِي الَأعْمَاقِ أَمْجَادَهْ
أَهْدَى القَريِضُ لِقَلبِي النُورَ فِي شَغَفٍ
بالابْجَدِيَّةِ يَرْجُو الوَجْدُ إسْعَادَهْ
كَالنَّجْمِ يَجْتَازُ أهْدَابَ السَّمَا أَلَقًا
فَتَرْتَجِي شُهُبُ الأَفْلاَكِ إِرْشَادَهْ
كَالبَدْرِ يَغْزُو سَوَادَ اللَّيْلِ فِي وَهَجٍ
يُبَارِكُ النُورُ فِي الأَجْوَاءِ إيقَادَهْ
خَاصَرْتُهُ بِالهَوَى فَاخْتَالُ فِي غَنَجٍ
يُلاَمِسُ الحُلْمُ فِي الوِجْدَانِ أَبْعَادَهْ
كَمْ يَعْصِفُ العِشْقُ بِالأَشْوَاقِ فِي صَخَبٍ
وَالذِكْرَيَاتُ كَمَا الغِزْلاَنِ شَرَّادَة
تَنْثَالُ مِنِّي يَوَاقِيتِي عَلَى وَرَقٍ
تَسْبِي النُّهَى وَهْيَ بِالإتْقَانِ وَقَّادَةْ
تَبْنِي لَقَافِيتِي فَوْقَ الذَّرَى أَلَقََا
تَسْمُو لَهُ الرُّوحُ بِالمِعْرَاجِ نَشَّادَةْ
تَهْمِي يَنَابِيعُ شِعْرِي فِي دَفَاتِرِهَا
رَقْرَاقَةََ بِصَفَاءِ الرُّوحِ مُقْتَادَةْ
تَخْتَالُ قَافِيَتِي مِثْلَ الأَمِيرَة فِي
قَصْرِ الهَوَى بِرَشِيقِ القَدِّ مَيَّادَةْ
وَالذَّوْقُ قَدْ مَاسَ مِنْ تِلْقَائِهِ شَغَفََا
يَبْغِي مَزِيدًا وَهَذَا الشِّعْرُ قَد زَادَهْ
كَأَنَّ سَاعَةَ وَصْلٍ آنَ مَوْعِدُهَا
فِيهَا يُوَضِّبُ نَبْضَ الصَّبَّ مِيعَادَهْ
سَلُوا القَوَافِي مَتَى بِالأَنْجُمِ الْتَحَقَتْ
هَلِ اسْتَعَارَتْ مِنَ الحَسُّونِ انْشَادَهْ ؟
كَيْفَ اسْتَمَدَّتْ مِنَ الألْماسِ مُؤتَلَقََا
تَشْدُو لِحَرْفٍ مِنَ الفَيْرُوزِ إخْلاَدَهْ
بَحْرُ البَسِيطِ بِهِ الأَمْوَاجُ ثَائِرَةٌ
حيِنَ اسْتَقَى مِن عُبَابِ الحُسْنِ إمْدَادَهْ
قُلْ لابْنِ زَيْدُونَ مَا شِعْرِي بِمُقْتَبِسٍ
بلْ لي فقطْ حدّدَ النُّـقّادُ إِسْنادَهْ
فِي القَيْرَوَان يَصُبُّ الشِعْرُ مُنْهَمِرًا
مِنِّي يُبَارِكُهُ عُشَّاقُ (رَقّادَة )
شَيَّدتُ مِنْ شَغَفِي مِحْرَابَ قَافِيَةٍ
فِيهِ تُقِيمُ طُقُوسُ الحُسْنِ أَعْيَادَهْ
شِعْرِي يَضُخُّ لَدَى العُشَّاقِ نَشْوَتَهُمْ
مَاانْفَكَّ يَجْذِبُ فِي الآفَاقِ رُوَّادَه
فأجابه الكامل:
ولّادةَ الأشْعارِ يا ولاّدةْ
سأَكُونُ مثْلَكِ في الهوى وزِيادةْ
لوْ أنّ أنْدلسًا كَسالفِ عهْدِها
لغدوْتُ أبعثُ للقريضِ وِلادةْ
يَخْتالُ في غنَجٍ يبارِكهُ الوَرى
والحرْفُ يرْتشفُ الهوى بِإِعادةْ
إنْ زِنْتِ أنْدلُسَ القَريضً كَزهّرةٍ
فبِقيْرَوَانِي قدْ بلغْتُ رِيادةْ
غرناطةُ احْتفلتْ بشِعْركً مثْلما
هتَفتْ بشِعْري صبَّةً رقّادَةْ
ياليْتنا كُـنّا معًا بقَريضِنا
لِنُعِيدَ في وَطَنِ الهَوَى أمْجادَهْ
فقَصيدتي كالبدْرِ في علْيائِهِ
تُضْفي على أفُقِ الوجودِ سعادَةْ
كَـهِلالِ عيدٍ يستدير تَوهُّجًا
حول الهوى وبه استزدت إِجادَةْ
كالنّجْم يخترقُ السَّماء تألُّقًا
وينافسُ الافلاكَ دونَ هوَادةْ
بي يكتُبُ الابداعُ ترْنيمَ الهوَى
والحرْفُ يرْسمُ بالسَّنَا ميلادَهْ
والحُبُّ يحْضنُ نبْضَ حرْفي مائِسًا
حتّى يُخلّدَ في العُلاَ امْجادهْ
تُهْدي المشاعرُ للْقريضِ تأرُّجًا
عبِقا لِيُثْمِلَ مهْجَتِي كالعادةْ
تُؤْتِي القريحةُ أكْلَها فَتُغِلُّني
حرْفًا يحقّقُ للْفُؤادِ مُرادهْ
والشّوْقُ يقْذِفُ في الحشَا جمْرَ الجوَى
مُتأجِّجًا مُتمنِّيًا إِبْرادهْ
تتسابقُ النّبَضاتُ يملَؤُها الرَّجَا
والامنيات كما الظّـبَا شرَّادَةْ
والإلْفُ عنْدي قد غدَا كلَّ الدنا
والرُّوحُ في مِحْرابِهِ نشّادةْ
يهْمي نفيسُ الشِّعْرِ بين دفاتِري
يَـسْبي النُّهى بحرُوفهِ الوَقّادةْ
تخْتالُِ ألْفاظُ الهوَى برشاقَةٍ
بين السّطور بخطْوةٍ مَيَّادةْ
مذْ عانَقَ الاتقان جِيدَ قصِيدتي
نلْتُ الذُّرى ،،، عوّدْتها بعيادَةْ
مذ ضاجع الابداع كل قصائدي
رمت العلا وجعلت منه قلادة
والذوْقُ ماسَ بنَشْوَةٍ وتأنُّقٍ
والنّبضُ صفَّقَ طَامِحًا لِإِعادةْ
لِلْوصْلِ أهْفُو والقريضُ يحُثُّني
والقلبُ شوقا يرْتَجي ميعادهْ
مذ عرْبَدَ التّرحال بين مشاعري
غزَلي تمادَى رافِعًا منْطادهْ
فسَلِي ذُرَى الإشْعاعِ كيفَ وطِئْتُها
وسَلِي الهزارَ منِ اقْتّفَى إًنشادهْ؟
ولِمَ اليوَاقيتُ استمدَّت بُهْرَةً
منْ نُورِ حرفي ترْتَجي إخْلادهْ
في الكامل اتّقدتْ شموعُ قصائدي
لأقيمَ دومًا للهوَى اعْيادهْ
ماكانَ شعرى باقتباسٍ إنّمَا
قد صغْت من رهَفِ الشّعورِ مِدادَهْ
وأنا هنا في القيْرَوَانِ أَميرَةٌ
وقريضُ عشْقِي عاشق روادهْ
—-
ولها
أماه ….
قُل حَسْبُنَا فِي قَوْمِِ اخْتَلَسُوا الضِّيَا
وَاسْتَعْبَدُوا أَجْيَالَنَا وحَيَاتَنَا
قَد أسكَتُوا أوْجَ الحَيَاةِ بِصَرْحِنَا
حِينَ اسْتَبَاحُوا صَمْتَنَا وسُبَاتَنَا
لِمَ دَنَّسُوا أرضِي بمَخْضُوبِ الدِّمَا
لِمَ أجْهَضُوا أحْلاَمَنَا وثَبَاتَنَا
لِمَ كَبّلُوا أَصْوَاتَنَا بِدَهَائِهِم
لِمَ صَافَحُوا أَوْجَاعَنَا وَسُكَاتَنَا
مَاأنصَفُوا بل آثَرُوا أطمَاعَهُمْ
نَهْبًا يُمَهِّد جُوعَنا ووَفَاتَنا
حَرَمُوا الشَّبَابَ مِنَ الرَّخَا فَتَبَخَّرَت
أحْلاَمُنا، رَكْبُ الحَضَارةِ فَاتَنَا
رغْمَ الأَذَى لَم نَنْدَثِر وتقَشُّفًّا
لَم نفْتَقِدْ مَهْما جَرَى أقْوَاتَنا
أرْواحُنا يجَتاحها وَهَجُ الرَّجَا
حتَّى يُخاصِرَها ويلثُمَ ذاتَنَا
ونفوسُنا يحْدُو تفاؤُلَها سَنَا
أملٍ يُضاجِعُ سَمْتَها ونَجاتَنَا
أُمّاهُ يا خضراءَ أقطارِ الدُّنَا
حَتَّامَ يَجتَاحُ الجَفَاءُ شَتَاتَنَا
وَإلَى مَتَى أزَمَاتُنَا لا تَنْتَهِي
والذِئْبُ في مَكْرٍ يٌحَاصِر شَاتَنَا
يا أُمَّنَا جُعْنا وسَاءَ مَصِيرُنا
نَهَبَ الطُغَاةُ هَنَاءَنا وفُتَاتَنَا
********
ولها تحدث وطنها …
يا تعْسَ رُوحِي مِن جٌنَاةٍ قد طَغَوْا
كمْ شَرَّدُوا أوْطَانَنَا وَعُرَاتَهَا
تَعْسًا لِثَورَاتِ العُرُوبَةِ أُهْدِرَت
لِمَ يقْمَعُونَ حُقوُقَنَا وَحُمَاتَهَا
كَم ثُرْتُ أسْأَلُ في قَوَافِلِ غُرْبَتِي
هَلْ صَارَ أعْدَاءُ البِلَادِ وُلاَتَهَا؟
أَسَفِي عَلى مَجْد البِلاَد وَأَمْنِها
لِمَ صَاحب الفشل الضريع رعاتها ؟
أمْجَادُنَا بَاتَت حُطامَ خُضوعِنا
وأضَاعَ أنْصَارُ العِدَى مَرْسَاتَها
مَا حِيلَتِي وَالشَّعْبُ يَحْيَا هَجْعَة
والسُّوسُ يَنْخُرُ أرضَنا ورُفَاتَها
وسُبَاتُ فِكْرٍ في الدِّيَاجِي لَمْ يَزَلْ
يُشْقِي البِلاَدَ عُرَاتَها وحُفاتَها
فَمَتَى يُعَانِقُ زَيْزَفُونٌ دَوْحَنَا
فيَعُوضَ أشْوَاكَ الفَنَا ونَواتَهَا
رَحَلَتْ طُيُورُ المَجْدِ تَتْرُكُ لَوعَةً
قَد حَرَّقَت أحْبابَها وَبُكَاتَهَا
حَتَّامَ يَتْبَعُنَا نِفَاقٌ جَائِرٌ
عَوّذْتُ مِنهُ دِيَارَنا و بُنَاتَها
تَنْعَى الحُرُوفُ حَضَارَةً مُذْ دُمِّرَتْ
مَابَارَحَ الكَرْبُ العَظِيمُ دُعَاتَهَا
حَصَّنْتُ شَعْبِي مِن دَمَارِ مَكِيدَةٍ
تَكْسُو دِمَاءُ الأَبْرِيَاءِ جُنَاتَهَا
—-
ولها متغزلة …
طوق الحرير
حاصرتني بسناء لحظ ادعج
وكشفت عن وجه الصباح الابلج
في حضرة الاحساس أجّ تحفزي
فرميتُني في يمّه المتموّج
وسبحتُ في رؤياكَ أيَّ سباحة
وتوهجَ الوجدانُ أي توهج
في قهوة قد غرت من فنجانها
وجلست ترشفها بثغر أفلج
لبخارها المتصاعد استبقت يدي
لتلامسَ الرّشفات جمر تأجُّجِي
كادت يدي تمضي لثغرك غيْرةً
في اللمسِ مااحتاجتْ لأيّ تحجُّجِ
أضرمتَ فيها من لهيبكَ نارها
فسعت لتنجوَ من سعيرِ منضج.
خذني مع الرشفات أخذة ملهم
كي ادخل التاريخ مثل الخزرج
في روحك الخضراء اسكن وردة
بين الربى في وقدة وتغنج
لثْمُ السجائر زاد من متحرّقي
يا شارب الفنجان ذب لتبرج
انسام قهوتك اللذيذة سيدي
تسري الى الاعماق مثل العوسج
انفاسنا اختلطت لترسم قبلة
صرنا بها فردا لفرْطِ تهيّج
وعلمت حين تنفست أشياؤنا
أني لغير شهيقنا لم أرتج
ذوباننا المعسول امسى قصة
ستساق للعشاق مثل الهودج
لمّا بلغنا في الكمال مقامنا
طوقتني بحرير شعر مبهج
—-