قديسٌ في بيتنا
____________
للشوقِ ورودٌ وأشواكٌ ، عبقُ تدانٍ و قزحُ ذكرياتٌ ، فإياكَ أن تتجاهلَ رسائل الحنينِ ياولدي ، أو تذريَ سنابلَ الودادِ للرياحِ .
اليوم دعاني الشَّوقُ لنخلةِ بيتنا الوارفةِ فاعتذرتُ من جامعتي وأولادي .. من أشغالي المتراكمةُ ، وشاشتي الزرقاءِ ،و أسرعتُ إلى قديسٍ حميمٍ ضعفتْ قواه وغارتْ عيناهُ في أخاديدِ الشيخوخةِ، ينتظرني في بيتنا الدافئ قديسٍ أفنى ربيعَ شبابهِ في رعايتي طفلةً مع أمِّي الحبيبةِ حتى اشتدَّ عودي ، قويتْ جناحاي و أتقنتُ فنَّ الطيرانِ
جئتُ ومعي الكثيرُ من فاكهةِ القلبِ و القليلُ من خبزِ العقلِ إلى وطني الأولِ وسريرِ مهدي
حيثُ كانت سحبُ أخوتي تمطرُ هُ زيتوناً ولوزاً ، وصلواتُ الشكرِ والعرفان التي تقيمها شقيقاتي الحبيباتُ كلَّ صباحٍ على شرفاته الواسعةِ تزرعُ ثراهُ الغالي حبقاً ونقاءً
أبي ، أيُّ نهرٍ يتدفقُ في صدري ! حين يجفُّ ضرعُ الحياةِ وأيُّ نخلةٍ كريمةٍ ! أعودُ إليها حين ينكرني البشرُ ، أو حين يكسرُ أغصاني الرقيقةَ بلا رحمةٍ الزمانُ
سقاكَ الله الصحةَ والهناءَ أبي ، يانهراً من الحبِّ مازالَ يجمعنا بحنانه كطوقٍ من لؤلؤٍ على جيدِ حسناءَ
ابتسمْ أبي ، فحين يفترُّ ثغركَ ينتهي الموتُ، وإذ تهمسُ عيناك يشرقُ ألفُ فجرٍ ، يضحكُ الكونُ، ويطلقُ العمرُ سنونواتِ الفرح .
—————
مرام عطية