محمد جاويش
قالوا عني
كيف لصعيدي عبيط
كيف لفلاح بسيط
كان يركب الجاموسة وهو طفل صغير
وكان يحرس معزته الصديقة من الذئب الخجول
ويحرس الذئب الوحيد من كلب الحراسة
ويحرس الكلب الضعيف من وحشة الليل
ويحرس الليل الشريف من اللصوص
ويحرس اللصوص من الخوف من الفجر القريب
ويتوسد ذراعيه تحت شجرة الجميز العجوز
ويعد النجوم نجمة نجمة
وكلما سقطت نجمة يخبأها في قلبه الحنون
ليهديها لأمه الطيبة
التي تخبز الشمس
خوفا عليه من نفسه
كيف لهذا العبيط
أن يكتب القصيد
إنه قد يغرق في بحر من بحور العروض
حينها فكرت
أن أشتري خروفا للثلاث نعجات العازبات
وأصحوا باكرا
لأركب حمارتي الغبراء
وأهش علي غنمي
وأفلح أرضي
وأزرع قصب السكر
حينها كانت ستفرح أمي أكثر
وحينها أيضا كان سيربح الشعر أكثر
لولا أني لبثت في الغربة عشر سنين
وتركت أمي وحيدة
وقد عودتها أن أهديها نجمة وقبلة علي جبينيها
فقررت أن أشنق البحر الذي يفصلنا
وأطلق النار علي المسافات البعيدة
وأهديها هذي القصيدة
ثم أعود كما كنت
صعيديا عبيط
شاعرا لقيط
مصري مقيم بالمملكة المغربية