في يومها…
في أول ملحمة تاريخية “جلجامش” حولت المرأة انكيدو (الوحش) إلى إنسان ..حيث قال : علمي الوحش فن المرأة.
هذا ماكتبه صديقي يوسف شرقاوي على صفحته….سافرت بي كلمات يوسف إلى مرادف أقل لطفاً لطالما كنت استخدمه كلما مررت برجل . ..من كان يمقتني بينهم كان يراها “فظة ” …ومن يحبني كان يرى قصدي الشاعري فيها كان يصمت قليلا ثم يهمس لي “هذا فعلاً ما يحدث”..
كنت أردد: الرجل بدون الانثى في حياته وحش بري….
اقرأ مايكتبونه عن المرأة في يومها وصورٌ كثيرة ترقص في خيالي مع كل مفردة جميلة يمر بها ناظري…
أذكر بيت جدي…نسميه بيت جدي…لكنه روحيا بيت جدتي ..إنه مزينٌ بضحكات جدتي…ب تجاعيد يدها…ب رائحة طعامها ..ب “مكدوساتها”…ب صرر البرتقال التي كانت تملؤها لي قبل السفر …..
أذكر جيداً كيف كان جدي يدمدم ودمعة تحفر خطوط وجهه(ماعاد في بالبيت حرطقة ماعاد في صوت)…نعم ف جدتي رحلت ….وأصبح البيت باردا جدا ( وحشي).
كانت تلك “المرأة” جدتي هي روح العائلة ….
أذكر أمي التي كانت تصنع كل عام مائدة العام الجديد ..تغرس الشموع في قالب “الكاتو” ونطفئها …..
في منزلنا الريفي حيث كنا نسكن في عطلة الصيف ،ابي مسافر ..ورطوبة التربة المحيطة تجلب الكثير من العقارب ..كانت تجمعنا في غرفة آمنة ..ثم تقتل العقرب المتربص أمام الباب …
تلك “المرأة” الشجاعة الجملية أمي
أذكر نفسي وأنا أسند والدي الذي تعرض لرض في ظهره ..وأذكره كيف كنت اقف في طفولتي على يده شامخة…ثم اقطع الشارع و أسرق منه نظرة وأنا على الجهة المقابلة أمام الصيدلية ف أراه يبتسم…
تلك “المرأة” الحنونة أنا….
أذكر أم كلثوم وما سمعت عن جنازتها المهيبة
أذكر رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان …وكيف كان حب غسان ل غادة قضية كالوطن…كيف حولت غادة غسان كنفاني في نظري من بطل ثوري …إلى بطل ثوري وسيم ورقيق ….
أذكر الشمس…وعشتار… .ودمشق
أذكر كل النساء الحلوات …كل امرأة تكتب حرفاً ينعش الفؤاد في هذا الفضاء الأزرق….كل صناعات الفن وعاشقاته …كل الحزينات القويات….
في يوم المرأة…كل عام والأنثى تعلّم الحياة فن الجمال
ايناس احمد