في فمي بريق / بقلم وفاء أخضر
من” على شفا جُرُفٍ هار “
فجّةٌ كفاكهةٍ غبية
أردّد أغنيةً قديمة:
“في دارنا سوسن و تفاح
أمّي تبسمل دوما
ابي يصلّي كثيرا
وأنا ألعب مع الهررة والكلاب والخرفان
دجاجتنا الهزيلة لا تفارق بيضتها الوحيدة
تنتظر الشمس كلّ صباح
والشّمس لا تأتي
كيف يسكت العالم ..
كلّ هذا ؟!”
جَرَابي مثقوب وجيبي مثقوب وقلبي مثقوب وعقلي مَنْخور بالثقوب
وبِنْطالي لا يسعُ مُؤَّخِّرتي
اجلسي في دكان جارتنا التي هرمت فجأة
اللُّبُّ أكوام
الوقت لا يَسَع
عِدِّي للعشرة
لن يأتي ..
الْتَقِطي الوردة واسأليها
لن يأتي
غنّي له أغاني أم كلثوم الجميلة
لن يأتي …
في غرفة ضيقة وعلى قرن ثور أنهكه الدوران
اجلسي واغمضي عينيك
وابكي
ْأحببتُ مرَّةً أولى وأحببت مرَّة ثانية
وأحببت مرَّات كثيرة
ولا فرق بين المرَّة الأولى والمرَّة الأخيرة
تعال أحكِ لك …
والحكايات ..لا جديد فيها
أجنَّة نافقة
وبقايا ورود مسحوقة..
تعال أبح لك
أنني أخشى أن أكرهك
وأخشى أن أنساك
وأخشى …أن أُقِرَّ ..أنَّني بالكلام أبرِّر جرائمي الكثيرة
مُرْبَكَة يدي
ومُرْبَكٌ شالي الأزرق
ومُرْبَكة تَنُّورتي القصيرة
لو لامسْتَ فخذيًّ
هل تقسو نظرتي أكثر
أو ….؟
كم عدد الرجال الذي أحببتُ ؟
أذكر ذاك الذي احتفى بشعري
وذاك الذي هرب من ألْيَتي
وذاك الذي شتمني
وذاك الذي قبَّلني
وذاك الذي هجرني
وذاك الذي رسمني
وذاك الذي رقص معي
وذاك الذي انتظرته خلف التلِّ
ولم يأتِ ….
كلُّ قصص الحب تنتهي
البطلة ..تُقبِّل حبيبها
وبعدها يتركها وحيدة
احملي قلما واكتبي له رسالة أخيرة
“حبيبي أمَّا بعد ..
أراك بأجنحة وابتسام
نظرت في المرآة أبحث لك عن مشروع حبيبة
لم أجد لوناً وابتساما
لم أجد حُلٍْما سعيدا
قبل السقوط صفَّقَ لي حشْد ٌ
وبعد السقوط نَهَرَني دود الأرض
جارنا ابتسمَ
وحبيبي لا يعرف الابتسام
وأنا منذ الطفولة أبسمل أصلّي
أثرثر
كلَّمني في الأمس
صوته أَجَشُّ حزينٌ حنون
لو يضع يده على فمي
لو يضع فمه على فمي
ولو أَغمضْ عينيَّ أخيرا