في سطور….
أحمد الحربي جواد كاتب وإعلامي
مد رجلك
المثل العراقي يقول (مد رجلك على كد غطاك )، ومعنى هذا المثل أن تعمل وفق قدراتك وامكانياتك الحقيقية ، ولا تبالغ في التصدي لمهام لا تستطيع إنجازها ، المثل ببساطة ينصح بالتواضع.
ما سبق هو مفهوم المثل المتداول لدينا، لكن للأسف ما يحدث اليوم هو العكس بالضبط، فنجد أن الكثير من الأشخاص، الذين يحاولون أن يكونوا أسما، في المجتمع العراقي، بشتى الطرق الجيدة وهذا شيء مقبول ومحمود أو تلك الطرق غير المستساغة، ( وهنا مربط الفرس ) التي تتدرج بين بعض التصرفات البسيطة أو تلك الأفكار والتصرفات الغريبة والشاذة.
ومن هذه التصرفات إحاطة الفرد نفسه بهالة أستعراضية، في مواقع التواصل لأبرز مكانة اجتماعية وسياسية المتمثلة بنشر عدد من صور الشخصية أوتلك تصريحات متزامنة مع أحداث عالمية كبرى وكأنه أحد هؤلاء المسؤولين القادرين على اتخاذ تلك القرارات، وفي الحقيقة هو لا ( يحل ولا يربط ) في حياتهِ الخاصة.
وهناك نوع آخر من الناس، الذي يحول أي خلاف، مهما كان بسيط ، الى مشكلة كبرى ، تذهب جراء تداعياتها الكثير من الخسائر البشرية او المادية، حين يوقف العقل، وينطلق اللسان، بكلمات يملئها الغرور والعصبية بدلا من التعقل والتسامح والتنازل؛ فجمل ( أنت تعرف أني منو ، أو اليوم أشيلكم أو حضر عمامك )، هي بداية الشرارة لتلك المصائب، والتي نشهد أحدثها بشكل يومي متكرر .
وحين نتسأل عن سبب ازدياد او بروز مثل هذه الظواهر الغريبة على المجتمع العراقي، نجد أن التأثير المتراكم للحروب والعنف والفقر والأحباط، والابتعاد عن الثقافة الاجتماعية والدينية الحقيقية، المسبب الرئيس لمثل هذه الإفرازات والتصرفات، غير المرغوبة في المجتمع.
أذا أين يكمن الحل ؟
الحل من وجهة نظري المتواضعة ، في معالجة ما سبق من تلك المشاكل ( ولا يمكن ان تنجح تلك المحاولات ان كانت فردية )، بل يجب أن يتكاتف الجميع خاصة من لهم مكانة دينية أو اجتماعية والتدريسية وأكاديمية، ومن له القدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع، لنشر ثقافة التسامح، بالتواصل مع كافة الطبقات والعمل على تصحيح تلك الإفرازات الهدامة. وهي مسؤوليتك ومسؤوليتي في الأساس كفرد في هذا المجتمع لخدمة الجميع .
دمتم.