في سطور
كاتب وإعلامي
صخم وجهة
المثل العراقي ، حِكَمٌ متجذرة في المجتمع العراقي ،أتى من تجرب عديدة فأثَروتأثر ظهوره بهذا المجتمع عن طريق طبقاته المختلفة.
أناقش اليوم المثل القائل (( مو كلمن صخم وجهة كال حداد )) أي ليس كل من تظاهربهذه الحرفة أو تلك يجيدها ،بل تحتاج الى الممارسة والخبرة ولها أيضا أسراراها التي يجب معرفتها ؛
فأذكى الأطباء في مجال عمله، لايستطيع أن يبدع في مجال أخر غير أختصاصه ، فلكل منا في الحياة مجال عمل وأختصاص نبدع فيه.
وما دفعني الى الكتابه على هذا المثل،هي تلك الظاهرة المنتشرة بشكل كبيروواسع هذه الايام وهي التحليل السياسي .
فالعراق ابتلى بظهور بطبقة صنفت على أنها سياسية، جَرت على العراق الكثير من المصائب، رافقَ ظهور هذه الطبقة زيادًة وانتشار واضح لعدد كبير من البرامج التي تتناول تلك الاحداث السياسية ؛
رافق هذه الظاهرة، زيادة في عدد المتابعين لتلك البرامج، لما تقدمهُ من طرحِ قد يكون لأسرارٍ أو حلٍ لمشكلة يعاني منها أوتتناول حدث آني كبير، أو قد يكون لمتابعة مقدم أو مقدمة البرنامج ذاته لما يمتلك من كاريزما أو أسلوب مميز في الحوار أو غيره من الأسباب ….
ولا اعمم هنا بل أقول لبعض من البرامج.
أما نوعية الضيوف الذين يظهرون في تلك البرامج، وطريقة تقديمهم من قبل مقدم البرنامج، وتلك الألقاب ينهال بها المقدم على ضيوفه حتى يتهيأ للمتابع أو المشاهد أن (( هذا الضيف هو الذي سيحل جميع مشاكل العراق ويجيب الاسد من ذيله ))، وكل هذا يقع تحت مفهوم الترويج الأعلامي، للمقدم والقناة التي يظهر عليها.
اليوم لايختلف التحليل السياسي عن أي أختصاص أخر، تجد له الأكاديميات العلمية الرصينة والكتب والمصادر والمناهج؛ يجيد فيه ويبدع من يستطيع أن يدرسه ويمارسه ويتمكن من أسراره ؛
فلا يجب أن نستثنيه من متطلبات هذا الأختصاص الشائك؛ والذي يتوهم البعض على أنه القدره على التكلم أمام الكاميرا أو كما يصفه البعض ( تسفيط حجي ).
أخيرٍ وليس أخراً التحليل السياسي أختصاصُ مهم ومؤثر في عالم اليوم له متطلباته واهدافه (( مو صخام الوجه فقط)).