في ذاك الصباح..
عرسا عالميا للسلام بدت كوردستان!
كريمة، سخية، كانت قد فتحت أحضانها للحالمات مثلي، لليتامى… للاجئين…
لم يكن أمامي وقتها غير متعة الاختيار:
من أي فضاءات كوردستان المشعة بأضواء الحب والجمال، أفاخر الدنيا بحلولي على عرسها ضيفة أمازيغيةً أقبلت بكامل قلبها، وكامل زغارديها، بجسد لها كَم ناضل من أجل هكذا عرس يحررﮦ من صدأ عقول، وأغلال، وسنين، وظلال؟!
***
في ذاك الصباح..
هناك في شمال إفريقيا، بلاد الأمازيغ…
هناك.. على بعد آلاف الكيلومترات من فندق روتانا، من قلعة هولير.. لا شك أن السيدة تيفاوين، مديرة الجناح الخاص بالنساء، ستسرع – مشاركة منها في هكذا عرس – إلى توزيع الورد والشوكولاطة على سجينات الزنزانة رقم 1.. زنزانة كنت أستمتع فيها بممارستي لذاك الواجب المقدس:
أن أغيظ سجينة داعشية من وزن الحاجة خديجة فقط بالدفاع عن سجينة كوردية اسمها بارين، سجينة كانت – في ساحة السجن – تأبى إلا أن ترفع صوتها بالنشيد القومي لبلدها كوردستان كلما تذكرت كيف ضاعت حقول كركوك، كما ضاعت ضيعات عفرين!
——
مقطع من روايتي الجديدة عن القضية الكوردية تحت عنوان: عصيا.. كغزال كوردي!