“في حضرة الشّيطان” وقصص أخرى قصيرة جدّا. بقلم: حسن سالمي
في حضرة الشّيطان
جحظت عيناها وهي تكابد كي تلتقط أنفاسها وتلك القبضة الحديديّة تضغط على عنقها…
- ماذا جنيت؟ اتركني.
- أقتلكِ وليكن بعدها ما يكون.
- تعقّل…
- ما جزاء الخيانة؟
- مثلي لا…
وتتعالى الطّرقات في الخارج مخلوطة بالصّرخات…
- أرجوك يا أبي. افتح.
في الدّاخل تخبط المرأة بقدميها وتطلق حشرجات مخيفة…
يُخلع الباب… ثمّ يسود هدوء مهيب…
أفديك
- أرأيت ذلك الضّوء؟
- إنّه بعيد.
- هو أملنا في النّجاة.
- احترس من تلك الموجة.
- يا إلهي، إنّها عاصفة.
- تثبّت جيّدا يا أخي.
- هذه الخشبة لا تسعنا معا.
- ماذا تفعل؟ عد. لااااااااااا…
أحرقت قلبي
صعد مدارج العمارة بقلب خافق… لم يبد أنّ شيئا تغيّر… كلّ درجة كانت تحدّثه عنها فيكاد يسمع همسها العاشق…
عند البسطة الثّانية سمع أمّا تنادي. “أتراها هي؟”
في الثّالثة هدوء شامل إلّا من مواء قطّة… في الرّابعة طرق باب شقّة قديمة وانتظر طويلا. أطلّت عجوز فانية. حدّقت فيه مليّا وشهقت باكية. فتح حضنه، لكنّها كانت قد صفقت الباب وقالت من ورائه: “اذهب، لا ولد لي!”
من دفتر الأوجاع
- أمّي، أنا جائع.
تهمس في الظّلام:
- اصبر يا ولدي. إنّ الصّبح قريب.
يسكت قليلا …
- كيف أذهب إلى المدرسة وقميصي قد قرضه الفأر؟
- نم يا حبيبي. غدا أتدبّر الأمر.
يتنهّد…
- وخريطة الوطن العربي.
- ما بها؟
- قرضها الفأر هي الأخرى!
….