في العيد أطفالنا يتقاتلون !
انا على يقين تام باني ليس الوحيد الذي شاهد اطفال العراق وهم يقتنون العاب غريبة جدا جبلوا على شراءها من تلك المعارض او المحلات التي تعرضها والتي هي اكبر من اعمارهم وتخرجهم عنوة من طفولتهم الجميلة لتضعهم في اعمار اكبر بكثير من تلك السنين الاربع او الخمس الغضة فترى تلك الطيور الصغيرة وهي تحمل ويكاد جميع الاطفال يحملون تلك اللعب المقززة سواء اكانت بنات او اولاد يحملون لعب عبارة عن تقليد دقيق ومشابه للأسلحة يتداولونها ونراها قريبة من تلك اللتي في ايدي افراد الجيش والشرطة في الشوارع وفي مقرات عملهم ..
ليس هذا العيد الوحيد الذي يشتري اطفال العراق تلك اللعب البلاستيكية من المحلات وهم يتراكضون ويتبادلون فيما بينهم الرمي والطرق وبأصوات عالية كأنها قطع اسلحة حقيقة ,,
في هذا العيد اختلفت تلك اللعب عن سابقاتها عندما كانت لعب صغيرة غير مؤذية شبيهه بالمسدس او البندقية او بعض اللعب النارية الاخرى لكن هذه المرة ان المستورد غالى في استيراده لتلك اللعب فهي شبيهه بشكل عجيب وقريب بالأسلحة الحقيقية من حيث الطول والشكل ولم يغفل المصنع ادق التفاصيل وأكثرها تشابهه بالأسلحة الحقيقة ناهيك عن تعبئتها بحبيبات او اكر كروية معدنية وتطلق تلك الاسلحة ذالك (الصجم) بقوة ربما تؤذي الكبير قبل الصغير وفعلا راينا الكثير من الاطفال وقد اصيبوا من جراء تلك الالعاب الخطرة في عيونهم ورؤوسهم التي فرغت المحال من أي لعب الا
منها …
ثم ان تلك الالعاب النارية مصنوعة من مادة البلاستك الغير نقي وهذا النوع من البلاستك يؤذي الاطفال ويترك على اجسادهم اثار ملوثة او امراض جلدية وحساسية نتيجة رداءة هذه المادة…
العائلة اكيد يقع عليها جزء من المسئولية بمنع ابناءها من شراء تلك الالعاب الخطرة لكن ماذنب العائلة اذا لم تجد ما تشتريه لابناءها الا تلك الالعاب في الاسواق وباسعار جدا زهيدة وبأشكال ومجسمات جميلة وقريبة على تلك الحقيقية ,,
ربما لم يلتفت احد الى تلك اللعب او التفت بعضهم وأدار ظهره عنها واقصد من المسئولين او المراقبين على المنافذ الحدودية التي عن طريقها دخلت الى العراق ومن مناشئ ودول رديئة تصنع كل شيء لكن المستورد العراقي يطلب منها ان تصنع له تلك الألعاب لتي تباع بسرعة على الاطفال الذين يقفون على ابواب المحال وهم يصرفون ما يحصلون عليه من ذويهم من دنانير تذهب الى جيوب تجار العراق الجشعين والى تلك الدول التي تتمنى ان تصنع حتى القنابل الفتاكة من اجل حفنة دولارات ..الطفل مهما كان فهو مقلد بارع لما يشاهده من الاطفال الذين هم اكبر منه سنا او مقلد لأبويه
واخوانه الاكبر منه وتبقى تلك الالعاب وتلك الحركات محفوره في ذهنه حتى الكبر وهو يحاول بعد ان تمر عليه السنين ان يجربها حقيقة وهذه تجعله يتهيأ لمرحلة خطرة جديدة عنيفة لأنه تربى على بنية وبيئة خشنة نتيجة لتلك الالعاب التي ملئت الاسواق والشوارع وهذا ما ينقص العراق من الارهاب والإرهابيين لنهيأ جيل جديد يمتهن القتل والفتك ويخزن السلاح ويتعامل به جهارا نهارا ,,
اعتقد ان العراق الدولة الوحيدة التي ليس لها رقابة على ما يدخل من العاب ومقتنيات وادوات الطفولة ولم تحدد الانواع ولا المناشئ ولم يصدر أي قانون او فقرة او اعمام بتوجيه من الحكومة او مجلس النواب لمثل تلك الامور التي تعنى بالطفولة مع ان الامر لايمكن ان يغفله احد لأنه يمس مساس مباشر التربية للطفل وكذالك انعكاسها على العائلة والمدرسة والشارع ..
ان الفوضى التي تعم الشارع العراقي والتي وضعت الطفل في دوامتها واقحمته اقحاما نتيجة عدم اللامبالاة بمستقبله فانها تعد طفولة خطرة غير مستقرة ربما تؤثر وبقوة على مستقبل البلد .
لابد من تدخل الحكومة في هذا المضمار الخطير وتدرس بجدية مايدخل الى السوق العراقية من العاب وتسمح بالألعاب التي تنمي مدارك الطفل وتطورها وتمنع تلك التي تجعل الطفل رهين لتلك الآلات الخطرة المؤثرة على تكوينه المستقبلي وانعكاسات ذالك على المجتمع .
فالألعاب الالكترونية والألعاب الرياضية وبعض الألعاب المسلية التي تجعل الطفل في تفكير دائم لحل الغازها هي تلك الالعاب المناسبة لمثل هذه الاعمار والتي شرعت دول العالم بالسماح بدخولها الى اراضيها ومنع الالعاب الحربية والخطرة وسحب اجازات استيراد التجار اللذين يتاجرون بها وتمنعهم من ادخالها الى بلدانهم يعطي مؤشر جيد لاهتمام الحكومات بالطفولة .
حمزه—الجناحي
العراق—بابل