في الطريقِ إلى منحدرات ومرتفعات الشعر
وقف َالشِّعرُ هاتفاً في الجموعْ
هنا تتناسلُ تلك المطبّاتُ
والعثراتُ الجسام
يُمنَعُ السيرُ
كنْ حذراً
فالطريقُ إلى مدنِ الشعر مملوءة بالمزالق
تمهّلْ قليلا
هناك استدارةُ قافيةٍ نزِقة
لاتسُقْ كلمةً
مقطعاً من قصيدةْ
حتّى يُصرّحَ لكْ
اقرأْ اللافتة
اقرأ الشارةَ الشاخصة
إن أردت المرورَ هنا
عليك التزام الهدوء
تفحّصْ عيونَك ،قلبك َ
مرمى شِباكِكَ
لا تنسَ أن ترتدي
حزامَ التجاربْ
ولا تستدرْ كيفما شئت
لأنّ الأخاديدَ مغمورةٌ بالوحول
ويسكنها عبقرٌ أهوجٌ
ينشبُ أظفاره كالوحوش
*************
خفف السرعةَ الآن
فالمريدون كثرٌ هنا
والعنيد العنيد من يصدح الشّعر
في الأودية
والقليل القليل من يستقرُّ
على حافة الهاوية
يشدُّ يديه
ويمسك جلدَ الزمام
ويُثبتُ أقدامه في الرِّكاب
ويقرأ ما في خفايا الكتاب
رابط الجأش
ثابت الخطو
يبحرُ في سدفة الليل
يغفو مع البحر
يصحو مع التيهِ
يقنصُ مفردةًّ ، دُرّة تائهة
في خبايا المتاهة
*************
خذ المقودَ الآن
في قوّةٍ صارمة
ولا تتراخَ
توخَّ الوقوعَ سريعاً
بطوفانِ مفردةٍ شاردة
فالكلماتُ لها وخْزُها
مرّةً توجعُ القلبَ
تدمي العيونَ
تؤرقُها
وتنسلُّ فيك شهوراً طوال
**********
تستريحُ المعاني بأرصفةِ القلب
تبحثُ عن صائدٍ
يتغنّى بها
ولكنّها تتمرّدُ حين تعانقُها …
المفرداتُ القصار الهزيلة
فلا ترتقي عالياً
إذا انكسرَ السُلّمُ المتهالكُ
في لحظةٍ من جموحِ القصيدة
أمامك دارُ استراحةْ
فخذْ نفَساً واسترح
ريثما تعودُ المعاني لأوكارها