فيدرالية اليسار الديمقراطي: واقع التجربة، في أفق الاندماج…..10
محمد الحنفي
إلــــــــــــــــــى:
ــ مناضلي اليسار المناضل، الذي لم يتلوث بالريع المخزني، لا من قريب، ولا من بعيد.
ــ كل أعضاء الهيأة التنفيذية الذين أخذوا على عاتقهم إنجاح تجربة فيدرالية اليسار الديمقراطي، وصولا إلى محطة تشكيل الحزب الاشتراكي الكبير، كإطار لاندماج مكونات فيدرالية السار الديمقراطي.
ــ إلى كل أعضاء الهيأة التقريرية، نظرا لدورهم في الحرص على السير بتأن، في اتجاه الوصول إلى محطة الاندماج، على أسس علمية دقيقة، ومن أجل الحرص على تحقيق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبارهم المستفيدين من عمل اليسار بصفة عامة، وعمل مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، وسيكونون مستفيدين من عمل الحزب الاشتركي الكبير، بعد تحقق الاندماج المأمول، على أسس صحيحة.
ــ من أجل العمل الدؤوب، على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
ــ من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية الاشتراكية، بعد القضاء على الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
محمد الحنفي
وجوب صب العمل الفيدرالي الساعي إلى الاندماج في اتجاه الحفاظ على قوة الأحزاب المكونة لفيدرالية اليسار الديمقراطي:…..2
4) وإذا ثبت أن العلاقة القائمة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، المبدئية / المبادئية، فإن هذه العلاقة، لا يمكن أن تكون، كذلك، إلا علاقة ديمقراطية، تحررية، إنسانية، لا يجمعها بفيدرالية اليسار الديمقراطي إلا الدعم المتبادل؛ لأن فيدرالية اليسار الديمقراطي، من واجبها أن تدعم المنظمات الجماهيرية، المبدئية / المبادئية، كما أن من حق التنظيمات الجماهيرية، المبدئية / المبادئية، أن تتلقى الدعم من فيدرالية اليسار الديمقراطي.
وهذه المنظمات الجماهيرية، المبدئية / المبادئية، من واجبها أن تدعم فيدرالية اليسار الديمقراطي؛ لأن من حق فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن تتلقى الدعم من المنظمات الجماهيرية، المبدئية / المبادئية. والدعم المتبادل بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، لا يعني، أبدا، التبعية، كما لا يعني اعتبار التنظيمات الجماهيرية، المبدئية / المبادئية، تنظيمات فيدرالية، خاصة وأن من مبادئها الاستقلالية، التي لا تمنع تلقي الدعم، أو تقديمه لفيدرالية اليسار الديمقراطي.
وما معنى أن تكون العلاقة ديمقراطية؟
وما معنى أن تكون العلاقة تحررية؟
وما معنى أن تكون العلاقة إنسانية؟
إن معنى أن تكون العلاقة ديمقراطية، يكمن في تسييد الاحترام المتبادل. وتسييد الاحترام المتبادل، يتجسد في تعامل فيدرالية اليسار الديمقراطي، مع التنظيمات الجماهيرية، أو العكس، على أساس الندية. فلا تنظيم أحسن من الآخر، ولا أفضل منه، ولا أرقى عليه، ليسود بذلك الاحترام بين الجانبين، على أساس تبادل، ذلك الاحترام، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية. وإن أي إجراء مشترك، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، يتم الاتفاق عليه بطرق ديمقراطية، حتى تصير العلاقة الديمقراطية، هي المعيار الذي يجب أن يسم اليسار، في علاقته بالمنظمات الجماهيرية، خاصة، إذا كان هذا اليسار ديمقراطيا، قولا، وعملا، من طينة مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي.
وإن معنى أن تكون العلاقة تحررية، يكمن، كذلك، في كون هذه العلاقة، لا تكون إلا متحررة من التبعية المتبادلة، أو من اعتبار المنظمات الجماهيرية، منظمات فيدرالية. ومعلوم أن التنظيمات الجماهيرية، عندما تصير تابعة لحزب معين، أو جزء لا يتجزأ من تنظيماته. وهو ما يقتضي: الرفع من شأن علاقة فيدرالية اليسار الديمقراطي بالمنظمات الجماهيرية، إلى مستوى التحرر من التبعية، ومن اعتبار المنظمات الجماهيرية منظمات فيدرالية، حتى يتأتى للندية، أن تسود فيما بينهما.
وهذه العلاقة، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، عندما تصير ديمقراطية، وتحررية، تتحول، بالضرورة، إلى علاقة إنسانية. والعلاقة الإنسانية، هي التي يتم فيها تجاوز الاحترام المتبادل في العلاقة، إلى ضرورة مراعاة ما هو إنساني، على مستوى الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية؛ لأنه بدون مراعاة هذه الحقوق، التي يجب أن تتوفر على مستوى الاحترام المتبادل، خاصة، وأن فيدرالية اليسار الديمقراطي، تحرص، وتناضل، من أجل أن يتمتع جميع أفراد المجتمع، بجميع الحقوق الإنسانية، كما أن المنظمات الجماهيرية، تناضل، من أجل تمتيع الناس، بحقوق معينة، كالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هو الشأن بالنسبة للنقابات التي تربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، أو تكتفي فقط بالنضال من أجل الحقوق الاقتصادية الصرفة، كما هو الشأن بالنسبة للنقابات التي تبعد الجانب السياسي عن النضال النقابي، الذي يبقى نضالا خبزيا صرفا، ومن المنظمات الجماهيرية، من تناضل من أجل تمتيع جميع الناس، بجميع الحقوق، كما هو الشأن بالنسبة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، من منطلق أن إنسانية الإنسان، لا تكتمل إلا بتمتعه بكل الحقوق الإنسانية.
ولذلك، اعتبرنا أن تحول العلاقة الديمقراطية، والتحررية، إلى علاقة إنسانية، يرفع من شأن فيدرالية اليسار الديمقراطي، كما يرفع من شأن مختلف المنظمات الجماهيرية، المبدئية، والمبادئية، التي تحرص على إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان، والتربية عليها.
5) والعلاقة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، هي علاقة تقدمية. والعلاقة التقدمية، هي جزء من نضال فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي لا ترضى أن تكون إلا تقدمية، بحكم يسارية مكوناتها، وبحكم يساريتها، ونظرا لأن اليسار، لا يمكن أن يكون إلا تقدميا، ولأن المنظمات الجماهيرية، التي تكون لها علاقة بفيدرالية اليسار الديمقراطي، لا تكون إلا مبدئية / مبادئية، ونجد أن من بين مبادئ المنظمات المبادئية، التقدمية، لتلتقي بذلك مع فيدرالية اليسار الديمقراطي، ومع اليسار، في الأخذ بمبدإ التقدمية، الذي يقف وراء قيام العلاقة التقدمية مع فيدرالية اليسار الديمقراطي.
والتقدمية، في مستوياتها المختلفة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، هي السعي الحثيث، من أجل العمل على جعل الواقع، ينتقل من واقع متخلف، على جميع المستويات، إلى واقع متقدم، على جميع المستويات. كذلك، والانتقال من واقع، إلى واقع آخر، مختلف، هو السمة التي يجب أن تميز عمل اليسار من جهة، وعمل المنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية من جهة ثانية، حتى يتبين: أن عملية التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، هي عملية تراكمية بالدرجة الأولى، بفعل النضال المستمر، وبفعل الاستمرار في انتزاع المكاسب، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل الوصول إلى مرحلة معينة، فنجد امتلاك الحركية اليسارية، بما في ذلك فيدرالية اليسار الديمقراطي. والحركية الجماهيرية، بما فيها المنظمات المبدئية / المبادئية، القوة اللازمة، لفرض التغيير الشامل، الذي يجعل الجماهير الشعبية، تطمئن على مستقبلها، في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
6) والعلاقة القائمة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، تتحول، بفعل التطابق، إلى علاقة عضوية، أي أننا نعتبر أن أوجه الاختلاف فيما بينها، منعدم انعداما كليا. فهي نفسها في فيدرالية اليسار الديمقراطي، وفي المنظمات الجماهيرية المبدئية / المبادئية، مما يجعلها تقف وراء التحول الذي يعرفه المجتمع الإنساني. فتسييد اليسار الديمقراطي، وتسييد فيدرالية اليسار الديمقراطي، وتسييد المنظمات الجماهيرية المبدئية / المبادئية، تسييد للإنسانية في نفس الوقت. وهو ما يمكن اعتباره انتقالا من المجتمع الذي تسود فيه الفوضى، إلى المجتمع الإنساني.
والمجتمع الإنساني، هو المجتمع الذي يولي الاعتبار لحقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية على الأقل، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحقوق الشغل، في أفق تحقيق الاشتراكية، لتصير حقوق الإنسان، كما تراها الاشتراكية، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ومدنيا.
وأحزاب اليسار الديمقراطي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، يسعيان، معا، إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. وهو ما يعني: أن حقوق الإنسان، في المجتمع الاشتراكي، ذات بعد تحرري، ديمقراطي، اشتراكي: أي أن كل من يتمتع بحقوق الإنسان، يجب أن يحرص على أن يكون متحررا اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، كما يحرص على أن يكون ديمقراطيا، في علاقته ببقية أفراد المجتمع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، كذلك. فيحرص أيضا على أن يكون اشتراكيا: يحرص على التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، بين جميع أفراد المجتمع، انطلاقا من: (لكل حسب كفاءته، وعلى كل حسب قدرته)، وانتهاء ب: (لكل حسب حاجته، وعلى كل حسب قدرته)، لتصير الخيرات، برمتها، من المجتمع الإنساني، إلى المجتمع الإنساني، لتصير العلاقة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية المبدئية / المبادئية، علاقة عضوية: قولا، وفعلا.
7) والعلاقة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، هي، كذلك، علاقة جدلية. والعلاقة الجدلية، لا تعني التسلط، وفرض التبعية، أو الاحتواء، من قبل فيدرالية اليسار الديمقراطي، تجاه المنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية، بقدر ما تعني: قيام تفاعل بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية.
والتفاعل لا يعني إلا: الأخذ، والعطاء في نفس الوقت، كما لا يعني إلا التأثير في المنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية، من قبل فيدرالية اليسار الديمقراطي، والتأثر بها، على مستوى التوجهات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. الأمر الذي يترتب عنه: تطور، وتطوير فيدرالية اليسار الديمقراطي، وتطور، وتطوير المنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية. وفي عملية التطور، والتطوير، يستمر التفاعل، ليستمر تبادل التأثير، والتأثر، لضمان استمرار التطور، والتطوير، وليستمر التفاعل، إلى ما لا نهاية.
وإذا حل الاندماج في إطار الحزب اليساري الكبير، أو الحزب الاشتراكي الكبير، فإن التفاعل، والتطور، والتطوير، وتبادل التأثير، والتأثر، يستمر بين الحزب الاشتراكي الكبير، وبين المنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية، إلى مالا نهاية، مادام هناك حزب اشتراكي كبير، وما دامت هناك منظمات جماهيرية: مبدئية / مبادئية.
وهكذا، يتبين: أن العلاقة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية، لا تكون إلا علاقة مبدئية / مبادئية، مما ينتفي معه أن تكون تلك العلاقة تنظيمية، أو تبعية، كما أنها لا تكون إلا علاقة ديمقراطية، تحررية، إنسانية، وعلاقة تقدمية، وعلاقة عضوية، وعلاقة جدلية، أي أن علاقة فيدرالية اليسار الديمقراطي بالمنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية، لا تكون محكومة إلا بما هو إيجابي. أما ما هو سلبي فيزول، لكونه يسيء إلى فيدرالية اليسار الديمقراطي، وإلى المنظمات الجماهيرية: المبدئية / المبادئية، كما يسيء إلى العلاقة بينهما، ويقف وراء انفراط تلك العلاقة، مما يجعل عدمها أفضل بكثير، من قيامها، ما دامت تسيء إلى الطرفين.