شخصية سياسية فرنسية وفيلسوف وعالم اجتماع واقتصاد وأحد مؤسسي الفوضوية. من مؤلفاته: “ما هي الملكية” (1840)، “فلسفة البؤس” (1846) وغيرهما. كان برودون في الفلسفة مثالياً، وصاحب نزعة تلفيقية. وقد اضفى طابعاً فجاً على الجدل الهيغلي، وحوله الى مخطط تقريبي، أو الى واحدة من تعاليم المزج الآلي بين الجوانب “الخيرة” و “السيئة” في كل ظاهرة. وقد نظر برودون الى تاريخ المجتمع على انه صراع الافكار. وعلى حين انه اعلن ان الملكية الرأسمالية الكبيرة “سرقة” فقد اجاز الملكية الصغيرة. دافع برودون عن الفكرة المثالية الخيالية الداعية الى تنظيم “التبادل العادل” بين منتجي السلع الافراد في ظل الرأسمالية.
وقد وجه مؤسسو الماركسية النقد لتعاليم برودون ومؤيديه، فقد تعرضت اراؤه لنقد ماركس في مؤلفه “بؤس الفلسفة” (1847)، وفي مؤلفات اخرى.. ولم يجد برودون في نضال العمال الطبقي، ضد الرأسماليين، طريقا للتخلص من شرور وتناقضات الراسمالية، ولكنه وجد هذا الطريق في تعزيز ملكية صغار الحرفيين والفلاحين، وفي تحويل العمال، بصورة تدريجية، الى مالكين بواسطة تدابير مختلفة تنفذ في مجال التبادل والائتمان. وقد عكست نظريات برودون الاقتصادية ازدواجية وضع البرجوازي الصغير، في ظروف الراسمالية. فهو لم يفهم الجوهر الحقيقي للرأسمالية، ولا قوانينها وسنن تطورها، وطبيعة مقولاتها الاقتصادية.