فرنسا والإرهاب وَنَحْنُ والعالم .
سالم أسماعيل
تَعَرضت فرنسا لعدوان في عقر دارها بالأعمال الأرهابية التي طالَتْها لكنها لم تقف مكتوفة الأيدي ، حَرَّكَتْ كل أجهزتها المختصة بسرعة لكبح العدوان وتقديم الجناة إلى العدالة ومحاربة الخلايا النائمة والضرب الاستباقي لأحباط المجازر اللاحقة قبل حدوثها ، تصرفوا كدولة متماسكة ف (باريس ) تعرضت لعمل أرهابي بعكس الآخرين الذين يتعرضون يومياً للإرهاب إلا إنهم يشجبون ويستنكرون فقط ولكن لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً ذَا جدوى ! بكشف الجناة وخيوط وشبكات ألجريمة والضرب بيد من حديد وبشكل أستباقي مثلما يفعل الآخرون فرنسا أنموذجاً .
لنعرف شيئاً عن هذه الدولة التي تعرضت للعدوان من حيث المساحة والنفوس وحجمها في قارة أوربا وفي العالم وأهم المنظمات التي تنتمي اليها ونظام حكمها ومعلومات وإن كانت مختصرة ، فمساحة فرنسا ٥٤٧٠٣٠ كم٢ عدد سكانها ٦٦ مليون نسمة وكثافتها السكانية ١١٦نسمة / كم٢ أكبر دولة أوربية بعد روسيا الاتحادية ١٧٠٧٥٢٠٠كم٢ وأوكرانيا ٦٠٣٧٠٠كم٢ . فرنسا جمهورية برلمانية شبه رئاسي قامت فيها ثورة معروفة ، الثورة الفرنسية ١٧٨٩ تقع فرنسا في اوربا الغربية شعارها ( حرية ، مساواة ، إخاء ) ليس كمثل شعارات الآخرين الخاوية من المضمون ولأستهلاك والدجل . فرنسا مؤسسة للاتحاد الأوربي وأحد أعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولية تمتلك حق النقض عضو في الفرانكفونية هي منظمة دولية للدول الناطقة باللغة الفرنسية بشكل رسمي أو لغة مشتركة ، تضم المنظمة ٨٠ بلداً وحكومة ، الأكثرية منها أعضاء والبعض منها كمراقب .
وفرنسا عضوة في مجموعة الثمانية الدول الصناعية الكبرى في العالم وهم الولايات المتحدة ، اليابان ، ألمانيا ، روسيا الاتحادية ، إيطاليا ، المملكة المتحدة ، كندا ، إضافة إلى فرنسا وكذلك هي عضوة في مجموعة العشرين المنتدى الذي تأسس سنة ١٩٩٩ بسبب الأزمات المالية في التسعينات يمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم ويمثل أيضاً اكثر من ٩٠٪ من الناتج العالمي الخام ، فرنسا عضوة في حلف شمال الأطلسي ، منظمة التعاون والتنمية ومنظمة التجارة العالمية والاتحاد اللاتيني ١٩٥٤م وهو مؤسسة عالمية للدول التي لغتها من اللغات الرومانسية ( اللغات الرسمية : الأسبانية ، الفرنسية ، الإيطالية ، البرتغالية ، والرومانية ) وهي ( فرنسا ) اكبر دولة في اوربا الغربية والاتحاد الأوربي من حيث المساحة وثالث أكبر دولة في أوربا بشكل عام كما أسلفنا وتعتبر فرنسا مركزاً عالميا بارزاً للثقافة والموضة ونمط الحياة وهي دولة عملاقة في الاقتصاد والقوة العسكرية والسياسية في اوربا بشكل خاص وحول العالم بشكل عام وهي سادس أكبر دولة من حيث الإنفاق العسكري في العالم وثالث أكبر مخزون للأسلحة النووية .
فرنسا دولة علمانية تعتبر الحرية الدينية حقاً دستورياً تفصل الدين عن الدولة حسب دستور ١٩٥٨ وديمقراطية أي تستمد السيادة من الشعب .
تعاطفت معظم دول العالم مع فرنسا حين تعرضت للأرهاب ووقفت معها بشكل واضح ومنها دول عربية وهو أمر حسن لكن السؤال الذي يطرح نفسه لِمَّ لم تقف تلك الدول ذات الموقف حين تعرضنا للأرهاب منذ أكثر من خمسة عقود ؟ !سوى كان من قبل الأنظمة التي كانت تحكم بالحديد والنار أم لاحقاً من قبل الاٍرهاب الأسود .
الآن وقد وصل النار إليهم نتيجة لما يحدث في العراق وسوريا ومناطق أخرى وتبعاته طالتهم فهبوا لمجابهة الاٍرهاب ذلك لان البعض يكيل بمكيالين .
والأهم من كل ما طرح هو كيف تصرفنا حين أستهدفنا وكيف تصرفوا ؟ !
تحرك الفرنسيون لمواجهة الأرهاب كدولة من البرلمان والرئيس ورئيس الوزراء والداخلية والعدل والأدعاء العام وكل المؤسسات المعنية بشكل عملي وعلمي لمواجهة الاٍرهاب وقالوا نحن في حرب مع الاٍرهاب وهم يحاولون تحريك العالم معهم لمجابهة الاٍرهاب وكذلك تعاون الشعب الفرنسي مع حكومته بالقدر المستطاع وفرض حال الطوارىء من قبل الرئيس للتحرك السريع ولاحقاً البرلمان مدد حال الطوارىء لثلاثة أشهر وهم جميعاً يجابهون الاٍرهاب ليس بالشجب والاستنكار وإنما بالعمل من رئيس الدولة ورئيس الوزراء والداخلية والعدل والقضاء حتى وصل بهم الحال إلى طلب تعديل قوانين لمجابهة الاٍرهاب مثلاً في مؤتمره الصحفي قال وزير الداخلي الفرنسي برنار كازونوف موضوع السجل الأوربي للمسافرين موضوع نقاش وقالت وزير العدل الفرنسي كريستيان توبيرا تم تحديث القوانين لسد الثغرات في منع الاٍرهاب و نعمل لتقليص قدرات داعش على التجنيد ، و يجب محاربة سموم التطرّف بإجراءات أستباقية وقضائية وأضافت عازمون على مكافحة الاٍرهاب لتجنب المجازر وقد بدأت فرنسا بالتحرك داخلياً وخارجياً فهذا وزير داخليتها يطلب من أوربا الاستيقاظ لمواجهة الأرهاب ووزراء الداخلية في الاتحاد الأوربي يبحثون في بروكسل تشديد أجراءات الأمن على الحدود عقب هجمات باريس ورئيس جهاز الأمن الداخلي الألماني أوضح مخاوفه من تبني بعض المهاجرين أفكاراً متطرفة بعد وصولهم إلى البلاد بل ذهب أكثر من ذلك حيث قال : يعتبر هجمات باريس بداية لحرب أرهابية عالميّة واليمين المتطرف في بلجيكا تطالب بأرجاع اللاجئين إلى أوطانهم وأحد المرشحين في الانتخابات الأمريكية يوعد الناخبين بأنه لو فاز سيرجع كل اللاجئين من حيثُ أتوا . مع العلم إن الذين سقطوا من الأبرياء ليسوا كلهم فرنسيون فالأرهاب لا دين ولا وطن له والجميع بمعنى العالم مجتمعة صنع الاٍرهاب من حيث يعلمون أو لا يعلمون ، أما هنا القوم كانوا ضائعين في الفساد إلى أن وقعت المجازر وأحتلت محافظات بالكامل ولم يقدموا المقصرين لينالوا جزائهم .
سيتحرك الفرنسيون وكذلك الاوربيون لتعديل المسار وسد الثغرات وسيعملون على تعديل كثير من القوانين وسيعملون على تعديل الدستور .. هم قالوا نحن في حرب وسيواجهون الأرهاب بكل الوسائل المتاحة حفاظاً على حياة مواطنيهم وكل مقصر هناك يطاح به ، عكس ما يجري هنا من أعمال أستنكار وشجب والأبرياء في كل يوم يتساقطون .. نسأل متى يسقط المسؤول وكل مسؤول عن مآسينا وكيف سنواجه الأرهاب الذي يضرب البلد أناء الليل وأطراف النهار ؟! والمسؤول هنا يشجب ويستنكر وأكثر الذين يتصدون للأرهاب هُم أرهابيون بالنتيجة إن لم يكونوا بالنوايا وإن لم ينتموا للأرهاب بعجزهم وفسادهم وسوء إدارتهم للمال العام والإدارة يسهمون في تعظيم الاٍرهاب ، كما يمكننا القول بأننا أو بيننا من سمح للأرهاب بأختراق حياتنا كما فعل الفرنسيون وكُلٌ بطريقته .
——-
كلام مفيد :
لا يمكن لأحد يؤذيني دون أذن مني . المهاتما غاندي