فراتنا شرياننا يمشي على الأرض..
ثلاثة اكوان مشهورة في أرجاء خارطتي
بيت فراتيُّ الطين
زمن دجلوي يلتوي على خاصرته سُلّما
عذبان يجريان مجرى الليل والنهار
قلت للتي معي:
دعينا نسري إلى مُسيبنا
لقد اشتقنا إلى حديث الماء،
والجسر والهواء
هذا هو فراتنا
يجري منذ النخلة الاولى
عليَّ ان اتوضأ قبل إقامة الحوار معه
ويح صلاتي
خشونة دمعه تعضُّ كلماتي
ماذا اقول له، وكيف يجيبني؟
لقداكلت أعفان الجرف لسانه
أكلُّ هذا دمعٌ ياأبا مُسيّب؟
ما بك ياعذب لِمَ هذا البكاء؟
لم يجب
إلا أن صفصافة ناجية من العذاب همست بحزني:
النهر زعلان..
ماتراهُ من ماء
هي دموع لأشجار تتعذب
خالية من الأفياء، وأشجار تريد الخروج من البذور،
واشجار تريد العودة الى العصافير
لا زورق يدغدغ ظهره فيبتسم،
ولا نخلة تسبح في شاطئيه فينتشي
لا عاشق يُصلّي فتمطر المدينة سماءً تُغنّي،
ولا نسمة تُعيد للغزالي طربه*
في الليل يتسلل نحيبه الى عروقي مالحا
وانا صفصافة وحيدة
مكسورة الأغصان
يكاد وجودي يزول لولا ان تتمسّك بي ذكريات مقهى
يا غضبان أفئدة هواء
أذّنْ في الأسواق
لعل الزروع تاتي فتنمو من جديد
……….
*اغنية ناظم الغزالي الشهيرة على جسر المسيب سيبوني