فتاة البيك بن
أمل محمد ياسر
سورية/دمشق
هناك في لندن تحت ساعة البيك بن، نامت طفلتنا المشردة بأحضان الأوقات، وبألحان العقارب في شتاءٍ مظلمٍ حالكٍ كأيب، افترشت ونامت تلك الصغيرة مع هدير الدمعات، وهي تتأمل الأوقات، وتنده بأفواه مبرمة مأفولة مترنحة لوقتٍ بعيد، أو ربما الوقت كان غير موجود، فقد تكون تتوهم بتلك الدقائق، والوقت قد هرب من سلالم حياتها، جثت طفلتنا المشردة مع بعض المناديل التي تبيعها والتي باتت مبللة بدموعها، ومع بعض الدمى وزهور التوليب البنفسجية، وكأنها تهب الحياة للأخرين، وهي تلك الفتاة اللقيطة الهاربة من هول المأتم وتعذيب السياط إلى تعذيبٍ أخر تحت سياط الأوقات، لوقتٍ معدوم تذوب وتترنح إليه الأمال ولا تحصد سوى الألام وتحتضنها وتنام.