** فاتنه **
يقول ” جاك دريدا ” ؛
العنوان هو الثريا المعلقة في سماء القصيدة “
اشارة الى الاكتناز الدلالي الذي يتضمنه العنوان ، فالعنوان هو خلاصة دلالية لما يظن الشاعر انه محتوى قصيدته او انه الهاجس الذي تحوم حوله ، فهو يمثل تفسير الشاعر لنصه من ناحية وهو اعلان واشهار له من ناحية اخرى …
فصفة ” الفتنة ” وتجلياتها تجسد اختزالًا دلاليا بالغ التكثيف للاسرار السحرية التي تخلقها … وحقيقة الحضور الطاغي للجمال الذي ينبعث كموجة نور ناعم او همسة عطر خاص في الموجودات الفاتنة التي تفتن الأرواح بآياتها التي قد لا نراها بل نشعر بها بالقلب والوجدان ، لانها قد تكون مجرد اثر لطيف يلوح ويعلو على الإمساك او الوقوع والحصول …
لذلك جاءت القصيدة كأغنية وجدانية تحتفي بوجود الجمال الفاتن بوصفه سرًا للسحر والانجذاب والاعجاب والميل الذي يستولي على العقول قبل العيون …
كتبه الشاعر بعفوية شديدة مخاطبًا صاحبه بضمير المؤنث ؛
” ما لج على الفتنه زمام ،، هي الفتنه تتزاحم عليج “
مع انه لم يضفي عليها اي صفة حسية ظاهرية تمثل معالم جمال الخلقة او معالم الانوثة … كأنه جعل من فتنتها الفطرية ” لاارضوية ” أثيرية أو رمزية …
فهي قد تكون ” الهه ” او زهرة أو حمامة بيضاء او ثمرة شهية أو قصيدة …