في صباحٍ له صورةُ ذكرى حبيبة
نزل مطرٌ لا يروضُّ ولا يقبلُ اللّجام
ففتح بأنامله دفتر مذكراتي
محاولاً إخراج مشاعري الدفينة
غضبتُ من تطفله فركضتُ
ووقفتُ تحت ضرباتهِ
مصارعاً إياه لكنه تغلبَ عليّ
وساقني إلى البلل
فبدأتُ استغيث منه الرحمةَ:
تعالي مرة واحدة فقط وسترين..
بأنّ القلم لن يفض عذرية الصفحةِ إلا عن طريق الحبِ
تعالي وسترين بأن الروايات لن تعلنَ خاتمتها
تعالي وسترين بأن شهرزاد لن تنام الليلة َ دون إنهاء قصتها
تعالي وسترين بأن هلال شوال لن يختبئ وراء الستارةِ
تعالي وسترين بأن بريق النجوم لن ينطفئ بعد اليوم
تعالي وسترين بأن الأرض لن تجفْ فالوابل لن يتوقف
تعالي وسترين بأن الحبر لن ينشف على الأوراقِ
تعالي وسترين أن الشمس لن تحرق القلوب أبداً بلْ ستدفئها
هيا تعالي وامتزجي مع قطرات المطر
فهيا! ادنِ مني..
بقيتُ أناجي وما من أحد
ارتسم قوس قزح ولم تأتِ
بان القمر في مرآة السماء
إلا أنها لن تأتيّ
فدفعني خصمي الذي هزمني أن أغني له أغنية
فأنشدتُ لهُ أغنية الخاسر:
يا مطرُ قد دفأت أحزاني
وارتسمت في قطراتكِ ذكرياتي
ذكريات كنتُ بطلها
لكنها تلاشتْ باصطدامها بالأرضِ..
كان ذلك
كل ذلك في صباح له رائحة حبيبة
نوزاد جعدان