غربة غير مصونة وعودة ليست ميمونة
———————————-
أرحـْـتُ رِكــابـي بـعــد نـأْيٍّ تــمَـــنّـيــــاً
بــأنْ لا أرى حَــمْـلاً يُــقــطِّــعــهُ ذئــــبُ
رمَــتْــني حظـوظي بـين نـفْيٍّ وموطــــنٍ
تَـعـاظَــم فـيـه النّـوح والحـزن والــنــدْبُ
فَــقـرتُ بـأرضـي بــعــد يُــســْرٍ وعِــزّةٍ
وكـان مقامـي النجــمُ إذ أوحَـل الــتُّــربُ
ذرعْــت بَـوادي الله مـذْ كــنـت يافـِـعـــاً
غفِــلـتُ بأنّ العُــمــرَ يـدركــهُ الشـيْـــبُ
قضَـت نَــكَـداً سبـعــون عامـا وبـضعــةٌ
وقنديلـيَ المخــنــوقُ أوشــك أن يخبـــو
ظنــنْــتُ بـلادي واحــةً عــمَّ فَــيْـؤهــــا
وفي أرضنا الخضراء ملعبُــنا الرحْــبُ
وفي حضنِنا دفءٌ وفـي الصدر خفْـقــةٌ
ويَـمرحُ فــي أجوائِـنـا العاشـقُ الصّــبُّ
حسبـتُ نخـيلـي ظـلَّ عـيْـشٍ يُـريـحنــي
ومُــتَّــكئـي الـمـيسور والمـنـهل العـذبُ
ولكــنْ نــبـاحُ القـومِ صـــمَّ مَـسامـعِــي
ولـم أدرِ هــل بُــومٌ بـَـدا أم دنـــا كلــبُ
فــلا قــدَمٌ تَــخـطــو أمـامــي تـدلّــنـــي
تَــثـاقَــلَ فــيَّ العـزمُ وانحسـرَ الــدربُ
فــفي خطْــوِنـا تــيــهٌ ويــأسٌ وعــثْـرةٌ
ونجهل مسرانا هـل الملتقى غربُ ؟؟
وفــي الروحِ شَـرْخٌ والجسوم هَـزيلــة
وفي الحلقِ قيءٌ والسماوات لا تصبـو
فـلـيس أمامـي غـير قـحْـطٍ وغُــصـّــةٍ
أرى القـتلَ طغـيانـاً إذا ضُـيّعَ الــلّــبُّ
بلادي ميــاديـنٌ من السحـتِ والأسـى
أحبـّـتُــنا تــنْـأى وفــرسانــنــا تـكـبــو
فــما لـيَ إلاّ الشعر مَـنـجـىً وواحـــةٌ
إذا ثُقِبَ المشحوفُ والمركبُ الصعبُ
الـى الله شكوانا فــقد طفــح الضـنـى
فليس لنــا غــير الرؤوف لنـا حســبُ