غـــــــــــــــــــــــــــــــباء
عندما تصغر في رأسك الأحلام
تتضرع إلى الفجر كي يأكل الصبح ليلك الطويل.
إن عاش الصقر تعيش صغاره
وإن مات تأكلهم الغربان.
يتسلق الحزن جبال الروح
وتبني الخيبة أعشاشها فوق جبين الأمل.
يصير الفتك بالأماني مباحا
وتنبعث من رحم الغد رائحة الظلام.
تستيقظ طيور الخريف
لتعيد للصبح سواده العريق
فيقدم آشيل نفسه للموت.
نكرر أنفسنا منذ فجر التاريخ
يسري في عروقنا الغضب
يخرج الزمن ليله فيمزق ثوبها الأبيض
الذي احتفظت به ليوم عرسها الأحلام.
يأتيك العيد مبتسما، ساخرا… مستصغرا
تغزو حرقة الخيبة رئتيك
فتسكن التوجعات أركان صدرك
تأخذك آه وترجعك أخرى… تجترك الآهات.
عندما تصغر في رأسك الأحلام،
تتمدد في قلبك الرياح
فتنام آمالك على أجنحة الضباب
ويحتويك العراء فتهمس في أذنك الأفراح:
” عد إلى أدغالك أيها الغبي”
المصطفى العمري
المملكة المغربية