غادرني
لا يجدر أن يبقى الجنون البوصلة
التي تربطنا بالحياة
لا يجيدُ الجنون طرقا مختلفة عدا
فاصل النهاية..
كبرتُ بهاجس البلدان الهادئة
لا تسمع بها شيئا سوى خطوات الأقدام
وهي تطوف حول ذاتٍ تائهة،
خطوات تلملم شتات الأرواح المجففة
أخشى شيئا، بكثرة
اكثر مما يخشى كبار السن ليالي الشتاء
وصوت عظامهم المهترئة بالآلام
أخشى الحب…
حين يأتي كالصاعقة محطماً،
والبكاء حين ينهمر بغزارة دون مظلة،
مظلة بهيئة ذراعين حانيتين
يفعلنا ما لا تفعله جذور الأشجار للعصافير المهاجرة
لا تذكر لي الحب..
ناولني الحياة الهادئة في كأس نبيذ،
بلمحة سريعة لحياة مهاجر يحمل حمولته على ظهره
بمآلم إمرأة وحيدة تكتب لرجل غائب
غط عري الحياة بوجهك،
أو غادر
بهدوء
قبل أن نتعثر بزجاج مرآتنا المحطمة
وتسيل الآلام على قلوبنا
فنخطئ ذات لحظة.. ونظن أنها محطتنا الأخيرة