(عُــدْ أيُّـــــها الفجــرُ)
جَـاءني في غسقِ الأيام
جــاءني..
في موكـبِ البــهاء
كان نقـياً كالأمنـيات
كنـتُ حيـنها أهـدْهِـدُ
نبضـاتَ قلــبي
أنسجُ بملحِ الصّبرِ أغنيتي
ألمـلمُ ما تبقى منّي
على أرصـفةِ اليـبابْ
جاءني كأنشـودة المطــر
يعزفُ ألحانَ النّهرِ للشّجر
بيني وبينه قصائـد الغَمام
قالَ لي أسرارهُ الأولى وغابْ
تاركاً في شفتي
ألف سؤال وسؤال..!
فرّ يمحو دروبَه
توارى خلفَ أفقِ الوهم
وتماهى بالنسّيان
قلتُ : عُدْ أيُّها الفجر
أيها الشقي في هجرِك والغياب
لمَ جرَرْتَ البحارَ والجداول
وحقول الأقحوانِ
خيبة بعدَ خيبة نحو السّماء..!!؟
فوق هضابِ الحَيرة أرتمي
تغتالـني عقاربُ الأيـام
وحولي ينمـو عوسجُ الضّياع!
لكنني أسمعُ صوتَ هُتاف
هتاف يقرأ اسمي
لَوني.. وعنواني
هتافٌ يدقُ جريئاً عميقاً..
بلا علامات ويمضي
مزهواً في مجرى الشّريان
يرسلُ عنـاوينَ رسائل
تـقـرعُ الأجــراسَ
في كـنائسِ الغـياب
هتافٌ يبني ما تبقى من حُضوري
يُـرمِمُ ما بقي منّي على قيدِ الحياة ..! …………………………… فاديه عريج 20/7/2020 / سوريا