عُذرا لغيثكِ :
عُـذرا لغيـثكِ ما حسبتهُ أمطرا
والسيلُ أضمرَ بالـودادِ وأبحَرا
عُـذرا لغيثكِ ما عهدتُ هطوله
بين الوشائج حينَ صالَ وزمّرا
وأنا الغريقُ على التخوم المّها
لا تقلبي الوجعَ المنمّقَ سكّرا
اني رأيتُ الوصلَ فيـكِ مشـقّة
ووجدتُ طيفكِ قـد أقامَ وأدبـرا
أتـراهُ أزهرَ كالمروج بشاطئٍ
أم انـّه ما عـاد يذكرُ ما جـرى
أتـراهُ أوقـدَ بالـمحاجـرِ شعلةً
حتى اكتـفى بالهمسِ ثم تأثـرا
عذرا لغيثكِ لن أعودَ واشتكي
والبعدُ قد حطّ الرحال وقـرّرا
فانا على مقـل الأميـرة هــالة
تذكارها فوق الشغاف تجـذّرا
وأنا النصال إذا دعوتُ تفرقتْ
تجتاحُ من بعـدِ المودّة اسطرا
فالشوق أيقـظ من أحَبّ بغفلة
والوجد انبت بالعروق وأثمرا
مازالَ وجهكِ للوصال يشــدّني
والليل يخطف حيرتي مُتدثـرا
مازال طيفـك كالصباح يضمّني
والنور في ليل الغرام تجسّرا
ثغر يكيل الخمرَ فاض رضابه
ما إن دنا هـزّ العقـول واسكرا
والشَعر ينثر بالوجوه أريجه
ويحيـل أمسية الأحبّـة عنبرا
قدري أذوق الشوق رغم أنينه
لا تجعلي القـلب المولع مقبرا
إني عقدت العـزم ارفــع رايــة
فالحبّ ابلغ أن يتــوبَ ويضمرا
ها إنني ابقي الريادة في يـدي
مرّ الهوى من ذا يعينك يا ترى
وكأنني لا زلــتُ أوقــدُ شـمعةً
وضياؤها قبـل الشروق تفجّرا
من ذا يقودك للتربص بالهوى
والكيدُ في صمتِ القلوب تكرّرا
أنت المهيـمن لا تبـرر فعـلة
ميعـادها قبل الحضور تسطّرا
كنْ راية للعشق تورق بلسما
والعشق من تلك الذنوب تعفّرا
هانوفر ٢٠٢١