عبير حميد مناجد
تستقبل طفولة العالم الحر عيدها بكثير من الحب, والفرح, واللعب , و(الفسح) ولم شمل الأهل, والأقارب والأصحاب, والكثير… الكثير.. من الأمنيات الطيبة والأمل بغد قريب افضل… وافضل.. هكذا يعيش أطفال اوربا وأميركا طفولتهم ويتدللون على حكوماتهم, واهاليهم كيف لا وهم الحاضر .. و الغد.. والمستقبل.. وذخر البلاد وأمانها . فكيف يمكن ان نتصور دولة بلا ولادات وبلا اطفال يملئون العالم بصراخهم وضحكاتهم وعرا كهم مع بعضهم , ومشاكلهم التي تكبر معهم يوما بيوم كيف؟
سؤال أوجهه للنظام السوري للأسد ( وشبيحته ) ,التي اغتالت اطفال سوريا وذبحتهم ومثلت بجثثهم قبل ان يتسنى لهم ان يكبروا ويعرفوا ما معنى حزب البعث ونطامه الشمولي ؟ ولماذا تم قتلهم وهم بعد اطفالا صغارا وابرياء؟ وما هو الهدف من هذه المذبحة؟ وكيف خطط لها شياطيين الأنس ؟ وكيف اختاروهم اضحية وثمنا لسياسة ماجنة عابثة تلعب بكل ما يمكن ان تربح منه لاتقيم وزنا لمبدأ او حرمة ولا حرام .
منذ اكثر من عام والثورة السورية تقدم شهدائها ثمنا لحريتها وللعيش الكريم, وتقدم مع شهداءها , شهداء وتضحيات من نوع مختلف, نوع امتازت به الثورة السورية دون سواها وتفردت به ,,ذلك هو اطفالها الذين اعتقلتهم اجهزة النظام ورجالاته واستجوبتهم ,وعذبتهم وقطعت اعضاءهم, وسلخت جلودهم ودفنتهم في الاقبية والحاويات, نتكلم هنا عن اطفال رضع (في اللفة) او صغار لما يبلغوا الحلم بعد تمت معاملتهم معاملة اشرس الأرهابيين واعند المعارضين اعتقلوا كما يعتقل الكبار وتمت معاملتهم بنفس درجة السؤ, ونفس درجة انتهاك الكرامة الانسانية وحقوق الانسان , وكانت توجه لهم اسئلة اثناء التحقيق كما هو واضع من بشاعة التعذيب الذي تعرضوا له, من مثل السؤال الشائع في كل المخابرات العربية من يقف وراءكم ؟ من سلطكم لتكونوا عملاء ضد النظام وتنقلبوا عليه؟ من هي الدولة الأجنبية التي تدعمكم؟ وطبعا لن يشفع للأي طفل عجزه عن الأجابة عن كل هذه الاسئلة الصعبة التي لايفهم منها شيئا وبكائه الشديد وطلبه الماء, والحليب , والخبز وان يتركونه يلعب بأمان وسلام , في بيته مع اخوته وأمه وأن يجد أبوه عملا يؤمن لهم متطلبات المعيشة بكرامة مرفوعي الرأس . لايخافون من المسؤول وابنه ومن الشرطي والمخبر ورجل الأمن ان يعتقلهم ويزج بهم في السجون بببلاغات وتهم وهمية وملفقة فلا يجدون من يد
افع عنهم بل يتم نسيانهم الى ماشاء الله في العالم السفلي المظلم. و الأكثر ان يتركوا على مدار أكثر من عام يواجهون مصيرهم المجهول خائفين عزلاء اما م أعتى قوة جبارة يمثلها جيش نظامي يشن عليهم حربا شعواء لا هوادة فيها ,على مرأى ومسمع من العالم كله, ورؤساء العالم الحر يتفرجون ويدينون, ويدينون بشدة ,ويحثون الأسد ان يواري سؤاته قليلا , ويقتل بالخفاء على الأقل او بعد ان يغادر المفتشون. و(مود).. الذي يبدو ك(أي ـ تي ). يبدو فعلا وكأنه هبط من المريخ على سطح سوريا ,يدور بعينيه التائهتين, ولا يكاد يرى او يبدي فهما ,ويحقق في جريمة بطلها واحد ومعروف الا انه (محايد) يجب ان يتأكد من قتل اطفال (الحولة) وبعد كل الافلام ,والصور, وشهادة الشهود ,يقول( قد) يكون شبيحة النظام هم من قاموا بالمجزرة؟ (قد)؟ وليس اكيد… وهكذا يظل العالم يراقب بعيون مراقبيه اكبر مجازر العصر واعنفها وهي ترتكب يوميا ضد شعب أعزل لا حول له ولا قوة الا بالله وحده . من قبل رئيسه ,و نظامه, وجيشه الذي من المفترض ان يحميه .
يا أطفال مجزرة الحولة لستم الملومين ولا أهاليكم . الذين هبوا في ثورة ضد الجبروت, والطاغوت, واقسموا ان لايناموا بعد اليوم على ذل وهوان . انها عيون العالم (الحولة ) التي لم تراكم بعين العطف والرحمة .ا