بدأت الخطوات الأولى في بناء حراك ” بزاف ” قبل نحوعشرة أعوام ، ومازالت الحاجة ماسة الى تسليط الضوء على حقيقة هذا الحراك ، ومشروعه السياسي ، والفكري ، والثقافي وطبيعته التنظيمية ، وأسلوب عمله ، ومواقفه من التجارب السابقة في الحالة الكردية خصوصا ، والسورية عموما ، وفيما يلي محاولة لتعريف حراك ” بزاف ” من جديد ، وفتح باب النقاش حوله :
١ – ليس سراً أن باكورة الإعلان عن مشروع “إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف” كانت بغاية الشفافية، معتمدة على مبدأ الحوار المفتوح بين أوساط الجمهور الواسع النخبوي ، والشبابي والوطني المستقل ، والمسيس المتابع ، حول القضايا الرئيسية البرنامجية ، والفكرية والسياسية، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والمنابر الإعلامية الكردية ، والوطنية السورية، ثم يتوج بالنقاش المتواصل الذي لم يتوقف في اللقاءات التشاورية ، بين حاملي وأصدقاء المشروع ، من مختلف الأطياف والنشطاء الشباب والمستقلين ، ومنظمات المجتمع المدني ، في أماكن الوجود الكردي السوري في الوطن وخارجه، ومن خلال التجربة العملية لسيرورة حلقات التشاور المعقودة بالداخل ، وفي إقليم كردستان العراق ، وألمانيا ، وتركيا ، ولبنان ، والامارات ، وكندا ، (حتى الآن) يمكن تشخيص القضايا الرئيسية التي تدور حولها النقاش وسيستمر إلى حين، ومنها:
٢ – حول مفهوم المشروع من جهة إعادة البناء ودور مختلف الفئات الاجتماعية، وبينها المهمشة والجهات الداعمة سياسياً ومادياً افتراضيا ، ، وفي سياق الحوار يظهر أن مسألة إعادة البناء تخص الشعب الكردي في سوريا وشبابه من رجال ونساء، وأن مناضليه هم الداعمون والحاضنون، ولم يتم الاستئذان من أية جهة إقليمية أو دولية للبدء بالمشروع، الطرف الوحيد الذي تم طرح المشروع عليه ومناقشته معه وجها لوجه وفي اعلى المستويات هم الأشقاء في إقليم كردستان العراق، وفي مرحلة البناء ومقدمات وضع اللبنات الأولى لا أحد مخول بالتعاطي مع الأطراف الخارجية بقصد طلب الدعم المادي (حيث كل شيء من هذا القبيل له ثمن). .
٣. وعندما يعقد المؤتمر وتنتخب قيادة شرعية فهي حرة بإقرار ما يلزم وتحمل المسؤولية ، أمامنا عدة خطوات لتحقيقها للانتقال إلى مرحلة عقد المؤتمر، وما زلنا ببداية الطريق، والآمال معقودة على الشباب والمستقلين والناشطين في الداخل والخارج، ولا بد من حمل المسؤولية وبذل بعض الجهد حسب الاستطاعة طبعاً يمكن توفير شروط نجاح المشروع، أما انتظار الآخرين ليقوموا بأداء واجباتنا بدلاً منا، او انظار الأحزاب ، فلن نحقق نتائج مثمرة، وسيكون شأننا شأن من فشلوا من الأحزاب الراهنة قبلنا.
٤.– ويدور النقاش حول مسألة البعد الوطني السوري للمشروع؛ حيث هو بنظر البعض قد ذهب بعيداً على حساب بعده القومي ، ويرى آخرون أن هذه نظرة أحادية الجانب تدفع نحو انعزالية الكرد عن الشأن الوطني، وكرد سوريا ليسوا في جزيرة معزولة يرتبط مصيرهم عضوياً مع ما يحصل في سوريا مستقبلاً، ولاننسى أننا 15% من سكان البلاد، ومناطقنا ليست مرتبطة ببعضها، وهناك تداخل مع العرب والمكونات الأخرى، والسؤال: هل بمقدور الكرد السوريين عملياً إعلان دولة مستقلة وهو حق مشروع حسب مبدأ حق تقرير المصير؟ وحتى لو تم ذلك على سبيل الافتراض، فهناك تداخل بشري ، وتعايش انساني ،وتبادل اقتصادي، لا يمكن الاستغناء عن الشركاء عبر التاريخ، وما زالت القضية الكردية السورية بأمَسّ الحاجة إلى نوع من التوازن الدقييق بين القومي والوطني.
٥ – . سبق أن قلنا إن أي حل للقضية الكردية غير ممكن إلا بتوافر ثلاثة شروط :
٦ – الأول: إجماع كردي على صيغة الحل.
ثانياً: توافق وطني مع الشركاء على الحل المنشود.
ثالثاً: توافر النظام الديمقراطي ليضمن الحل.
لذلك لسنا الان بوارد حل القضية الكردية بشكلها النهائي ، لان طرفي الحوار ( الكردي الشرعي الذي يمثل ، والسوري الديموقراطي الذي يحكم) ليسا جاهزان بل وظيفتنا هي تهيئة العوامل الذاتية وتوفير شروط التمثيل الشرعي المخول المنتخب من الشعب للتقدم خطوات نحو الحل السلمي الوطني ، الديموقراطي .
٧ يخشى البعض أن يكون المشروع بمثابة حلم صعب التحقيق بسبب دور قوى أخرى على الساحة من النظام إلى الأطراف الحزبية الكردية والمعارضة السلفية والإخوان، ويجيب آخرون: طبعاً المشروع حلم جميل سيتحول إلى واقع إن تمت الخطوات المرسومة كما ذكرنا سابقاً وكل الأطراف المذكورة ليست في وضع طبيعي، كلها ضعيفة ومحدودة التأثير في الصراع الدائر، فقط هناك الحراك الشبابي إضافة إلى المستقلين وسائر الوطنيين الكرد، هم من يشكلون الكتلة التاريخية التي نعول عليها، والمشروع بالأساس يتناول الجانب الكردي ويسعى إلى إعادة بناء وتعزيز الحالة الكردية من الأساس، وهو مشروع الحاضر والمستقبل، قد يطول تبعاً للظروف السائدة سورياً وكردستانياً وإقليمياً ودولياً؛ لأننا محكومون بنتائجها.
٨ – – يتساءل البعض: أليس المشروع بديلا لما هو قائم على الساحة الكردية؟ ثم إن سوريا مقبلة على التقسيم؛ لذلك علينا التركيز فقط على الجانب القومي وحق تقرير المصير، ويرى آخرون أنه من الآن ونحن في بداية الطريق، من الخطأ الادعاء بأننا البديل عن الجميع؛ لأن تحقيق المشروع سيكون نقطة تحول في تاريخ الحركة، وسيعبر شرعياً عن المشروع القومي والوطني الكردي، ولا ننسَ أننا نحتاج إلى كسب قواعد وجمهور الأحزاب القائمة أيضاً، صحيح لسنا بصدد إعلان حزب؛ لنكون بديلاً عن حزب آخر، ولكننا حركة واسعة شاملة، أما الوضع السوري فليس بصدد التقسيم؛ لأن الدول الراعية والمحتلة والمقررة تجمع على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، قد يتم وضع لا مركزية واسعة على مستوى المحافظات، ومصير الكرد مرتبط بمدى إمكانية توحيد الصف الكردي وخطابه ومطالبه، وهذا ما نسعى إليه من خلال إعادة البناء والمؤتمر القومي المنشود.
٩– يؤكد البعض ضرورة أن يكون تمويل المشروع ذاتياً وبعيداً عن عقلية الأحزاب والأجندات الخارجية، ويجيب كثيرون بأن هذا كلام سليم ودقيق، وعلينا وفي هذا المجال الاستفادة من تجارب أحزابنا الكردية جميعها، وكذلك أطياف المعارضة السورية والفصائل، وما حل بها من فقدان القرار المستقل والتشرذم والانقسام، بسبب المعونات الخارجية المشروطة، طبعاً فلنتحمل بعض الأعباء في المرحلة الأولى، وهي ليست ثقيلة جداً، وبعد إتمام الخطوات المرسومة سيتغير الوضع نحو الأفضل حسب كل التقديرات.
١٠ – يطالب البعض بتوضيح الجانب التنظيمي من المشروع، ويجيب آخرون بأنه كما هو مرسوم ومتفق عليه، الخطوة الأولى عقد لقاءات تشاورية مع مناقشة المشروع بقسميه القومي والوطني، ومتابعة الأحداث، ثم الانتقال إلى انتخاب لجان المتابعة في كل منطقة (الوطن طبعاً ثم مناطق الشتات في إقليم كردستان وأوروبا وتركيا والإمارات ولبنان..)، والخطوة التالية عقد لقاء بين أعضاء لجان المتابعة لدراسة الوضع والوصول إلى نتائج نقاشات البرنامج، ثم انتخاب اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الوطني؛ لتقوم بالتحضير والإعداد، وسيتقرر كل شيء بذلك المؤتمر المنشود.
١١ – يتساءل البعض حول خطة العمل وأدوات المشروع، ومصير حاملي المشروع، ويجيب آخرون بأن قسماً من الإجابة تم سابقاً، وأننا بأمس الحاجة إلى شرح المشروع عبر الإعلام والكتابة والتصريحات؛ لنكون دوماً بين الجمهور الكردي، أما مصير أعضاء لجان المتابعة واللقاءات التشاورية فمتعلق بقرارات المؤتمر حول ماذا بعد المؤتمر؟ حركة سياسية أم تجمع جبهوي، أم أي إطار آخر، وحين ذلك سيتضح موقع ودور الأعضاء تنظيمياً وسياسياً.
١٢ – يواصل البعض التحقق من آليات عمل المشروع والنظام الداخلي والعلاقة مع الأطراف الكردية، ويجيب آخرون بأنه تم تحضير مشروع النظام الداخلي وسيعرض على المؤتمر كما المشروع السياسي ، وعلينا بالمزيد من التساهل والتجانس وقبول أعضاء الأحزاب في لقاءاتنا، وبدون حساسية فنحن وهم في مركب واحد، خاصة إذا قبلوا مبدأ إعادة البناء والشعور، بأن قيادات أحزابهم ليست بمستوى المسؤولية القومية والوطنية، وليس لديها أي مشروع قومي ووطني، ومنذ البداية نقول ونكرر إن قواعد الأحزاب هي جزء من المشاركين بالمؤتمر المنشود.
١٣ – وهكذا فإن الحوار مستمر، وكل أماكن الوجود الكردي السوري بصدد عقد اللقاءات التشاورية، سعياً وراء التوصل إلى برنامج سياسي مدروس ومناسب، وتوفير شروط عقد المؤتمر القومي – الوطني من أجل إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية.
١٤ – وبالاجابة على التساؤل الرئيسي أرى : نعم الفكرة وصلت الى النخب ، والاوساط المتعلمة ، والاعلامية ، والثقافية الشبابية من النساء ، والرجال ، والفئات الاجتماعية المتوسطة ، والوطنيين المستقلين ، والمناضلين من الرعيل الثاني ، كما وصلت الفكرة الى مسامع القوى الإقليمية ، والدولية المعنية بالملفين السوري ، والكردي ، وهناك ملامح تحرك داخل الوطن تدعو للتفاؤل الى جانب نوع من الاستشعار الخارجي …..
وثائق حراك ” بزاف ” : ١ – مشروع البرنامج بشقيه القومي ، والوطني ، وملحقاته ، وقد تم تعديله للمرة الرابعة . ٢ – مشروع النظام الداخلي المستقبلي . ٣ – ميثاق ” بزاف ” للعمل المشترك . ٤ – مذكرة النقاط العشر . ٥ – النداء الوطني . ٦ – مبادرة العمل حول مشتركات الحد الأدنى . ٧ – مذكرات الى المندوب الأمريكي ، وإقليم كردستان العراق . ٨ – مبادرة مقدمة الى كل من ( ب ي د و ب د ك ، س ) للقاء ثلاثي . ٩ – مذكرات ورسائل مرفوعة الى رئاسة إقليم كردستان من اجل دعم عقد المؤمر الكردي السوري الجامع . مع بلاغات وصورعن لقاءات لجان المتابعة ووثائق أخرى تجدونها في موقع ” بزاف ” الرسمي باللغتين الكردية ، والعربية والبعض بالانكليزية : www.bizav.org